الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> إلي أي سر في الهوى لم أخالف >>
قصائدالبحتري
إلي أي سر في الهوى لم أخالف
البحتري
- إلي أيّ سِرٍّ في الهَوَى لمْ أُخَالِفِ،
- وأيِّ غَرَامٍ عندَهُ لمْ أُصَادِفِ
- وَلي هَفَوَاتٌ باعِثاتٌ لي الجَوَى،
- يُعَرِّضْنَني مِن بَرْحِهِ للمَتَالِفِ
- كأنّ العُيُونَ الفاتِنَاتِ، تَعَاوَنَتْ
- على تِرَةٍ عِنْدَ العُيُونِ الذّوَارِفِ
- فإنْ أسْلُ أُلاّفَ الصّبا، فبِعُقْبِ مَا
- غَنيتُ،وساحاتُ الصّبا مِنْ مَآلِفي
- أرَى ثِقَةَ الرّاجي مُوَاصَلَةَ المَهَا،
- تَكَاءَدَها، أوْ آدَهَا شَكُّ خَائِفِ
- كَأنّ النّوَى يَكْذِبْنَهُ نَحْبَ ناذِرٍ
- يُقَضّينَ مِنْهُ، أوْ ألِيّةَ حَالِفِ
- إذا مَا لَقَيْنَاهُنّ، والشّيْبُ شَفْعُنَا،
- تَغَابَيْنَ، أوْ كَلّمْنَنَا بالسّوَالِفِ
- لَئِنْ صَدَفَتْ عَنّا، فَرُبّةَ أنفُسٍ
- صَوَادٍ إلى تلكَ الخُدودِ الصّوادِفِ
- فَلَيْتَ لُبَانَاتِ المُحِبّ رُدِدْنَ في
- جَوَانِحِهِ، أوْ كُنّ عِندَ مُساعِفِ
- وَمَا شَعَفُ المَشْعُوفِ إلاّ بَلِيّةٌ
- عَلَيْهِ، إذا لمْ يُعْطَ تَنْوِيلَ شَاعِفِ
- بَدأتُ بحَقّ الأصْدِقَاءِ وَلَمْ أكُنْ
- لأجْعَلَهُ لَفْقاً لِحَقّ المَعَارِفِ
- وَسَاوَيْتُ بَينَ القَوْمِ في شكرِ سَيْبِهِمْ،
- وَهُمْ دَرَجٌ مِنْ سُوقَةٍ وَخَلاَئِفِ
- أُعَدُّ بإنْصَافِ الخَليلِ، تَفَضّلاً،
- ,إِنَّ منَ الإفْضَالِ بَعضَ التّنَاصُفِ
- وَكم من أُناسٍ عِفْتُ أوْ عِبتُ زَارِياً
- على عُنْجُهِيّاتٍ لَهُمْ، وَعَجَارِفِ
- يُرَوْنَ، بساعَاتِ العطايا، تَفَاقَدُوا
- مَخَايِلَ ساعاتِ المَنايا الحَوَاتِفِ
- إذا طُوِيَ الفِتْيَانُ عَنْكَ، فأُشكِلَتْ
- مَقَادِيرُهُمْ، فاعرِفْهُمُ بالعَوَارِفِ
- قَضَيْتُ لإسْحَاقَ بنِ يَعْقُوبَ بالنّدى
- قَضِيّةَ لا الغَالي، وَلاَ المُتَجَانِفِ
- أبيٌّ، إذا حَامَتْ يَداهُ عَلَى العُلَا،
- تَبَيّنْتَهُ فيها نَبيهَ المَوَاقِفِ
- يُبادِرُ غاياتٍ منَ المَجْدِ، طَوّحتْ
- بِهِ خَلفَ غاياتِ الرّياحِ العَوَاصِفِ
- إذا قيلَ للقَوْمِ: اقدُرُوها بظَنّكم!
- ألاحُوا مِنِ استِئنافِ تلكَ التّنايِفِ
- يُؤدّي إلى بُعْدِ المَدى سَبقُ بالغٍ،
- إذا استَشْرَفُوا مِنهُ دُنُوَّ مَشارِفِ
- بأقصَى رِضَانَا أنْ يَعَضّ حَسُودُهُ،
- عَلى رُغُمٍ في، كَفَّ غَضْبَانَ آسِفِ
- وَمَا تُلُدُ المَعْرُوفِ بالمُغْنِيَاتِهِ
- عَنِ المْجدِ أنْ يَزْدادَهُ بالطّوَارِفِ
- وأينَ لَهَا بالهَضْبِ تَسْمُو فُرُوعُهُ
- قَرَارَاتِ قِيعَانِ الصّرِيمِ الصّفاصِفِ
- جَمَعتُ بهِ شَملَ الرّجاءِ، وَلم أمِلْ
- إلى بِدَدٍ مُرْفَضّةٍ وَطَوَائِفِ
- وأوْقَعْتُ حِلْفاً بَينَ شِعْرِي وَجُودِهِ،
- إذا لمْ تُناسِبْ في الثّراَءِ، فَحالِفِ
- طَرَائِفُ مِنْ حُرّ القَرِيضِ يَرُدُّها،
- مُقَابَلَةً، مِنْ رِفْدِهِ بالطّرَائِفِ
- إذا ما طِرَازُ الشّعْرِ وَافَاهُ جَاءَنَا
- غَرِيبَ طِرازِ السّوسِ، سَبطَ الرّفَارِفِ
- نُكَرّرُ بَيْعَ الوَشْيِ بالخَزّ مُثْمَناً،
- وَقَيْضَ البُرودِ عِنْدَناُ بالمَطارِفِ
- وَلَوْ كَانَ في أرْضِ الرّقيقِ أمَارَنَا،
- منَ الوُصَفَاءِ، كَثرَةً، والوَصَائِفِ
- صَنَاعُ يَدٍ في الجُودِ، حيثُ تَوَجّهتْ
- أرَتْ عَجَباً مِنْ حُسنِهَا المُتَضَاعِفِ
المزيد...
العصور الأدبيه