الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> إساءة دهر برحت بي نوائبه >>
قصائدالبحتري
إساءة دهر برحت بي نوائبه
البحتري
- إسَاءَةُ دَهْرٍ بَرّحَتْ بي نَوَائِبُهْ،
- وَخَطْبُ زَمانٍ، بالمَلامِ، أُخَاطِبُهْ
- عَفَاءً عَلى وَادي نَرِيزَ، فإنّهُ
- تَسيلُ، بغَيرِ المَكْرُماتِ، مَذانِبُهْ
- دُفِعْنَا وَبُرْدُ الشّمْسِ أصْفَرُ فاقعٌ،
- إلى جَذْمِ بابٍ ما يُبَجَّلُ حاجِبُهْ
- وَما كانَ مَرٌّ بالجَوَادِ، فيُبْتَغَى
- قِرَاهُ، وَلا بالغَمْرِ تُرْجى مَوَاهِبُهْ
- تَكَرّهَ للتّسْليمِ، حَتّى حسبته
- يَلُوكُ اسمَهُ مِن حَنظَلٍ، هوَ هائبُهْ
- وَرَامَ اعتِذاراً ثُمّ غَصّ برِيقِهِ،
- وَظَنّ كَنيُّ الكَلْبِ أنّي أُكالِبُهْ
- فأدْرَجْتُهُ صَفْحاً، وَكنتُ إذا أتَى
- لَئيمُ أُنَاسِ سَوءةً، لا أُعَاتِبُهْ
- إذا الجَبَلُ الطّائيُّ ذَلّتْ سَرَاتُهُ،
- وَلانَتْ لطُرّاقِ العَدُوّ جَوَانِبُهْ
- تَنَاهَبَهُ أوْدٌ وَهَمْدانُ، بَعدَما
- أرَاهُ، وَأهْلُ المَشرِقَينِ مَناهِبُهْ
- وَما ذاكَ إلاّ أنّ فُرْسَانَهُ التَقَوْا
- على مُنصُلٍ تُكدي عَلَيهِمْ مضَارِبُهْ
- يحفون محفوف القصاص تغوله
- مآكله عن أكله ومشاربه
- إذا انقَطَعَ البَمُّ استَخَفّ، وَإنْ يَقُلْ
- أُغِيرَ على السّرْحِ اطمأنّتْ جَوَانِبُهْ
- أخُو نَشَوَاتٍ تَنجَلي نَوْمَةُ الضّحى
- يد الدّهرِ عَنهُ وَهوَ سودٌ تَرَائِبُهْ
- لَهُ شُغُلٌ في جانِبَيْهِ كِلَيْهِمَا،
- إذا اعتَادَهُ أحْبَابُهُ وَحَبَائِبُهْ
- مَطِيّةُ أغْيَارٍ، كأنّ لغَيرِهِ،
- إذا حَمَلَ الفَحلُ الثّقيلَ، مَناكبُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه