الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> إذا شئت فاندبني إلى الراح وانعني >>
قصائدالبحتري
إذا شئت فاندبني إلى الراح وانعني
البحتري
- إذا شِئْتَ فاندُبْني إلى الرّاحِ، وانعَني
- إلى الشَّرْبِ مِنْ ذي خِلّةٍ وَنَدِيمِ
- أمِيلُوا الزّجاجَ الصّفْوَ عَنّي، فإنكُمْ
- أقْمْتُمْ، وَمَا شَخصِي لَكُمْ بمُقيمِ
- بجِسْمي سَقَامٌ، كُلّما جُزْتُ رَدّني
- إلى كَمَدٍ، في الصّدْرِ، غيرِ سَقيمِ
- فإنْ مُتُّ كانَ المَوْتُ من كَرَمِ الهَوَى،
- وَلَيْسَ الهَوَى، إنْ لَم أمُتْ، بكَرِيمِ
- فَقُلْ لنَسيمِ الوَرْدِ: عَنكَ، فإنّني
- أُعاديكَ إجلالاً لِوَجْهِ نَسيمِ
- نَدِمْتُ، وقالَ النّاسُ كَيفَ ترَكْتَهُ؟
- فَقُلْ في مَلاَمٍ واقِعٍ بمُليمِ
- أبَا الفَضْلِ! رَاجعْ من حجاكَ، فإنّني
- عَلى خَطَرٍ، مِمّا يُخافُ، عَظيمِ
- وَخَبّرْتَني أنّ العَزَاءَ، تَكَرّمٌ،
- وَهَلْ يَتَعَزّى عَنْهُ غَيرُ لَئِيمِ؟
- فَما الدّارُ فيما بَيْنَنَا بِبَعِيدَةٍ،
- وَلاَ العهْدُ فيما بَيْنَنَا بقَديمِ
المزيد...
العصور الأدبيه