الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أنزاعا في الحب بعد نزوع >>
قصائدالبحتري
أنزاعا في الحب بعد نزوع
البحتري
- أنَزَاعاً في الحُبّ بَعدَ نُزُوعِ،
- وَذَهَاباً في الغَيّ بَعْدَ رُجُوعِ
- قَد أرَتْكَ الدّموعُ، يوْمَ تَوَلّتْ
- ظُعُنُ الحَيّ، مَا وَرَاءَ الدّمُوعِ
- عَبَرَاتٌ مِلْءُ الجُفُونِ، مَرَتها
- حُرَقٌ في الفُؤادِِ مِلْءُ الضّلُوعِ
- إنْ تَبِتْ وَادِعَ الضّمِيرِ فعِندي
- نَصَبُ مِنْ عَشِيّةِ التّوْديعِ
- فُرْقَةٌ، لمْ تَدَعْ لعَيْنَيْ مُحِبٍّ
- مَنظَراً بالعَقيقِ، غيرَ الرّبُوعِ
- وَهيَ العِيسُ، دَهرَها، في ارْتحالٍ
- مِنْ حلولٍ، أوْ فُرْقةٍ من جَميع
- رُبَّ مَرتٍ مَرت ْتُجاذِبُ قُطْريهِ
- سَراباً كالْمَنْهلِ المْمَشرُوعِ
- وَسُرًى تَنْتَحيهِ بالوَخْدِ، حتّى
- تَصْدَعَ اللّيلَ عَن بَياضِ الصّديعِ
- كالبُرَى في البُرَى، وَيُحسَبنَ أحيا
- ناً نُسُوعاً مَجدولَةً في النّسوعِ
- أبْلَغَتْنَا مُحَمّداً، فَحَمِدْنَا
- حُسنَ ذاكَ المَرْئيّ وَالمَسموعِ
- في الجَنابِ المُخضَرّ وَالخُلُقِ السّكْـ
- ـبِ الشّآبيبِ، وَالفِناءِ الوَسيعِ
- مِنْ فتًى، يَبتَدي، فيَكثُرُ تَبديـ
- ـدُ العَطايا في وَفْرِهِ المَجْمُوعِ
- كلَّ يَوْمٍ يَسُنُّ مَجداً جَديداً،
- بفَعالٍ، في المَكرُماتِ، بَديعِ
- أدَبٌ لمْ تُصِبْهُ ظُلْمَةُ جَهْلٍ،
- فهوَ كالشّمسِ عندَ وَقتِ الطّلوعِ
- وَيَدٌ، لا يَزَالُ يَصرَعُها الجُو
- دُ، وَرَأيٌ في الخَطبِ غيرُ صرِيعِ
- باتَ مِنْ دونِ عِرْضِهِ، فحَماهُ
- خَلْفَ سُورٍ منَ السّماحِ مَنيعِ
- وَإذا سَابَقَ الجِيَادَ إلى المَجْـ
- ـدِ، فَما البرْقُ خَلفَهُ بسَرِيعِ
- وَمَتى مَدّ كَفَّهُ نَالَ أقْصَى
- ذلكَ السّؤدَدِ البَعيدِ، الشَّسوعِ
- أُسْوَةٌ للصّديقِ تَدْنُو إلَيْهِ
- عَن مَحَلٍّ في النَّيلِ، عالٍ رَفيعِ
- وَإذا مَا الشّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ
- للأخِلاّءِ، فهوعَينَ الوَضِيعِ
- يَا أبَا جَعْفَرٍ! عَدِمْتُ نَوَالاً
- لَسْتَ فيهِ مُشَفّعي، أوْ شَفيعي
- أنتَ أعْزَزْتَني، وَرُبّ زَمَانٍ،
- طالَ فيهِ بَينَ اللّئَامِ خُضُوعي
- لمْ تُضِعْني لَمّا أضَاعَنيَ الدّهْـ
- ـرُ، وَلَيسَ المُضَاعُ إلاّ مُضِيعي
- وَرِجالٍ جارَوْا خَلائِقَكَ الغُرّ
- وَلَيْسَتْ يَلامِقٌ مِنْ دُرُوعِ
- وَلَيالي الخَرِيفِ خُضْرٌ، وَلكِنْ
- رَغّبَتْنَا عَنْهَا لَيالي الرّبيعِ
المزيد...
العصور الأدبيه