الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أمواهب هاتيك أم أنواء >>
قصائدالبحتري
أمواهب هاتيك أم أنواء
البحتري
- أمَوَاهِبٌ هَاتِيكَ أمْ أنْوَاءُ
- هُطُلٌ، وَأخْذٌ ذَاكَ أمْ إعْطَاءُ
- إنْ دامَ ذا، أوْ بعضُ ذا مِن فعْل ذا،
- فني السّخاءُ، فلا يُحَسُّ سَخاءُ
- لَيْسَ التي ضَلّتْ تَمِيمٌ وَسْطَهَا الـ
- ـدّهْناءُ، لا بَلْ صَدرُكَ الدّهْناءُ
- مَلِكٌ أغَرُّ لآلِ طَلْحَةَ فَجْرُهُ،
- كَفّاهُ أرْضٌ سَمْحَةٌ وَسَمَاءُ
- وَشَريفُ أشْرَافٍ، إذا احتكّتْ بهِمْ
- جُرْبُ القبائِلِ، أحْسنوا وَأساءوا
- لَهُمُ الفِناءُ الرّحبُ، والبيْتُ الذي
- أدَدٌ أوَاخٍ حَوْلَهُ، وَفِناءُ
- وَخُؤولَةٌ في هاشِمٍ ودَّ العِدَى
- أنْ لمْ تَكُنْ، وَلهُمْ بِهَا ما شاءوا
- بَينَ العَواتِكِ وَالفوَاطِمِ مُنْتَمىً
- يَزْكُو به الأخوال والآباء
- أ محمد بن علي اسمع عذرة
- فيها دَوَاءٌ للْمُسيءِ، وَدَاءُ
- مَا لي إذا ذُكِرَ الوَفَاءُ رَأيْتُني
- ما لي مع النَّفَرِ الكِرَامِ، وَفَاءُ
- يضْفو عليّ العَذْلُ، وَهُوَ مُقارِبٌ،
- وَيَضِيقُ عنّي العُذْرُ، وَهْوَ فَضَاءُ
- إني هجرتُكَ، إذ هجرَتُكَ، وَحشَةً،
- لا العَوْدُ يُّذْهِبُها، ولا الإبْداءُ
- أخْجَلْتَني بِنَدَى يدَيْكَ، فسوّدَتْ
- ما بَيْنَنَا تِلْكَ اليَدُ البيْضَاءُ
- وَقَطَعْتَني بالجُودِ، حَتّى إنّني
- مُتَخَوّفٌ ألاّ يَكُونَ لِقَاءُ
- صِلَةٌ غَدَتْ في النّاس، وَهْيَ قطِيعةٌ
- عَجَبٌ، وَبِرٌّ رَاحَ وَهْوَ جَفاءُ
- لَيُواصِلَنّكَ رَكْبُ شِعْرٍ سائِرٍ،
- يَرْوِيهِ فِيكَ، لحُسنِهِ، الأعْدَاءُ
- حَتّى يَتِمّ لكَ الثّناءُ مُخَلَّداً
- أبَدأ، كما تمّتْ ليَ النّعْمَاءُ
- فَتَظَلّ تحسِدُكَ المُلوكُ الصّيدُ بي،
- وَأظَلّ يحْسِدُني بِكَ الشّعَرَاءُ
المزيد...
العصور الأدبيه