الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أمحلتي سلمى بكاظمة أسلما >>
قصائدالبحتري
أمحلتي سلمى بكاظمة أسلما
البحتري
- أمَحلّتَيْ سَلمَى، بكاظمةَ، أسلَما،
- وَتَعَلّمَا أنّ الجَوَى ما هِجْتُمَا
- هَلْ تَرْوِيَانِ، منَ الأحبّةِ، هائماً،
- أوْ تُسعِدَانِ، على الصّبَابَةِ، مُغرَمَا
- أبكيكُما دَمعاً، وَلَوْ أنّي عَلَى
- قَدَرِ الجَوَى أبكي بكَيتُكُما دَما
- أينَ الغزَالُ المُستَعِيرُ مِنَ النّقَا
- كَفَلاً، وَمنْ نَوْرِ الأقاحي مَبسِما؟
- ظَمِئَتْ مَرَاشِفُنَا إلَيهِ، وَرَيُّهَا
- في ذلكَ اللَّعَسِ المُمَنَّعِ واللَّمَى
- مُتَعَتِّبٌ في حَيثُ لا مُتَعَتَّبٌ،
- إنْ لمْ يَجدْ جُرْماً عَليَّ تَجَرّما
- ألِفَ الصّدُودَ، فَلَوْ يَمُرُّ خَيالُهُ
- بالصّبّ في سِنَةِ الكَرَى، ما سلّما
- خُلّفتُ بعدَهُمُ أُلاحِظُ نِيّةً
- قَذَفاً، وأنْشُدُ دارِساً مُتَرَسَّمَا
- طَلَلاً أُكَفْكِفُ فيهِ دَمعاً مُعرِباً
- بدَمٍ وأقرَأُ فيهِ خَطّاً أعجَمَا
- تأبَى رُبَاهُ أنْ تُجيبَ، وَلم يكنْ
- مُستَخبرٌ ليُجيبَ حَتّى يَفْهَمَا
- ألله جارُ بَني المُدَبِّرِ، كُلَّما
- ذُكرَ الأكارِمُ ما أعَفَّ، وأكرَمَا
- أخَوَانِ في نَسَبِ الإخَاءِ لعِلّةٍ،
- بَكَرَا، وَرَاحَا، في السّمَاحَةِ، توْءَما
- يَسْتَمْطِرُ العافُونَ، منْ نَوْأيهِما، الـ
- ـشِّعرَى العَبُورَ غَزَارَةً، والمِرْزَمَا
- غَيثانِ، أصْبحتِ العرَاقُ لوَاحِدٍ
- وَطَناً، وَغرّبَ وآخَرٌ ، فتَشَأمَا
- وَلَوَ أنّ نَجدَةَ ذاكَ، أوهذا لنَا
- أمَمٌ، لأدرَكَ طالِبٌ ما يَمّمَا
- قد كانَ آنَ لمُغمَدٍ أنْ يُنتَضَى
- في حادِثٍ، وَلغائِبٍ أنْ يَقْدُما
- إنّي وَجَدْتُ لأحمَدَ بنِ مُحَمّد
- خُلُقاً، إذا خَنَسَ الرجالُ، تَقَدّما
- مُتَقَلْقِلُ العزَماتِ في طَلَبِ العُلاَ،
- حتى يكونَ، على المَكَارِمِ، قَيّما
- المُسْتَضَاءُ بوَجْهِهِ وَبِرَأيِهِ،
- إنْ حَيرَةٌ وَقعت وَخَطبٌ أظلَمَا
- ألقَى ذِرَاعَيْهِ، وأوْقَدَ لحظَهُ
- بدِمَشقَ، يَعتَدُّ النّوَائبَ أنْعُمَا
- مُستَصغِرٌ للخَطبِ يَجمَعُ عََزْمَهُ
- لُملِمّةٍ، حتّى يَرَى مُستَعْظَمَا
- تَقَعُ الأُمُورُ بجَانِبَيْهِ،كأَنّمَا
- يَبْغِينَ رَضْوَى أو يرُمنَ يَرَمْرَمَا
- كَلِفٌ بجَمعِ الخَرْجِ، يُصْبحُ لُبُّهُ
- مُتَفَرِّقاً في إثْرِهِ، مُتَقَسَّمَا
- شَغَلَ المُدافعَ عَن مَحَالَةٍ كَيدِهِ،
- وأذَلّ جَبّارَ البِلادِ الأعْظَمَا
- بَخَعُوا بحَقّ الله في أعناقِهِمْ،
- لَمّا أُتَيحَ لَهُمْ قَضَاءً مُبرَمَا
- لمْ يَغْبَ عن شيءٍ فيَظْلمَُه، وَلمْ
- يَأْبَِ الذي حَدّ الكِتابَ، فيَظلِمَا
- أبْلِغْ أبا إسحاقَ تُبْلِغْ لاغِباً
- في المَكْرُمَاتِ مُعَذَّلا وَمُلَوَّمَا
- تأْبي طَلاَقَتَكَ التي أجْلُو بها
- نَظري إذا الغَيمُ الجَهَامُ تجَهّمَا
- وَقديمُ ما بَيْني وَبَيْنَكَ، إنّهُ
- عَقْدٌ، أُمِرَّ على الزّمانِ، فأُحكِما
- كنتَ الرّبيعَ، فلا العَطاءُ مُصرَّداً
- مِمَّا يَليكَ، ولا الإخَاءُ مُذَمَّما
- فالدّهْرَ يَلْقاني لسَيْبِكَ شاكِراً،
- إذْ كُنتُ لا ألقاكَ إلا مُنْعِمَا
- قد طَالَ بي عَهدٌ وَهَزّ جَوَانحي
- شَوْقٌ، فجئتُ من الشّآمِ مُسَلِّمَا
المزيد...
العصور الأدبيه