الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أما والذي أعطاك فضلا وبسطة >>
قصائدالبحتري
أما والذي أعطاك فضلا وبسطة
البحتري
- أمَا والّذي أعْطاكَ فَضْلاً وبَسْطَةً
- على كلّ حيٍّ، وَاصْطفاكَ على الخَلْقِ
- لقدْ سُسْتَنا بالعَدْلِ والبَذْلِ مُنعِماً،
- وَعُدْتَ عَلَيْنَا بالأنَاةِ وَبِالرّفقِ
- وَإنّا نَرَى سِيما النبيّ مُحمّدٍ،
- وَسُنّتَهُ في وَجهِكَ الضّاحكِ الطَّلْقِ
- وَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ العِمامَةُ أنّها
- تُلاثُ على تِلْكَ النّجابةِ وَالعِتْقِ
- تدارَكْتَ بالإحْسانِ حِمصَ وَأهلَها،
- وَقَدْ قارَفوا فعلَ الإساءةِ وَالخَرْقِ
- طَلَعْتَ لهمْ وقتَ الشرُوقِ، فعَاينُوا
- سَنا الشمسِ من أُفْقٍ وَوَجهَك من أُفقِ
- وَما عايَنُوا شمْسَينِ، قبْلَهُما، الْتقى
- ضِياؤهُما وَفَقْاً، من الغَرْبِ والشّرْقِ
- أرَيْتَهُمُ إذْ ذاكَ قُدْرَةَ قادِرٍ،
- وَعَفْوَ مُحِبٍّ للسّلامَةِ، مُسَبْقِ
- ولَوْ شِئْتَ طاحوا بالسيوفِ وبِالقَنا،
- وَباللَّهْذَميّاتِ المُذَرَّبَةِ الزّرْقِ
- مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ بالحَياةِ فأصْبحوا
- موَالِيكَ فازُوا منكَ بالمَنّ والعَتقِ
- وَإنّ وَلاَءَ المُعْتَقِينَ منَ الرّدَى،
- يفُوقُ وَلاءَ المُعْتَقِينَ من الرّقّ
- بَقِيتَ أمِيرَ المُؤمِنِينَ لأمّةٍ،
- سَلَكْتَ بها نَهْجَ السّبيلِ إلى الحقّ
- بِوَجْهِكَ تَسْتعدي على الدهرِ، كلّما
- أساءَ، كما كانَتْ بِجدِِّكَ تَستسْقي
المزيد...
العصور الأدبيه