الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أما كان في تلك الدموع السوائل >>
قصائدالبحتري
أما كان في تلك الدموع السوائل
البحتري
- أَمَا كَانَ في تَلْكَ الدُّموعِ السَّوائلِ
- بَيانٌ لِنَاهٍ أَو جَوَابٌ لِسائل ؟
- سَوَابِقُ دَمْعٍ مِنْ جُفُونٍ سَوَائلٍ
- إِذا سُكِبَتْ سَحًّا ذَرَتْ بالأَنامِلِ
- دَلاَئلُ مَكْنُونٍ مِنَ الوَجْدِ لاعِجٍ
- وسَحُّ دُموعِ العَيْنِ أَقْوَى الدَّلائلِ
- نَعمْ ، قَدْ أَفَاقَ اللاَّئِمونَ وأَسْلَمُوا
- نُهَاهُ لآجَالِ الظِّبَاء الخَوَاذِل
- سَمَاءٌ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَةِ تَغْتَدِي
- بِسُقْيَا الخَلِيطِ المُسْتَقِلِّ المُزَايِلِ
- فَتَنْهَلُّ فِي جَوّ تَرُبُّ ظِبَاؤُهُ
- كِنانةَ كَلْبٍ لا كِنَانة وائِلِ
- أَنائلُ ، جاوَرْتَ الأَحصَّ وَأَهْلَهُ
- وما جُدْتَ لِلصَّبِّ المشُوقِ بِنَائلِ
- لَئِنْ طَالَ لَيْلي في هَواكَ ولَوْعَتي
- لما كَانَ حَظِّي في هَواكَ بِطائلِ
- عَدِمْتُ النِّساءَ بَعْدَ شَمْسَةَ إِنَّها
- أَرَتْنَا كُسُوفاً في شُمُوسِ الأَصَائِلِ
- لَبِسْنَا بِمَا أُلْبِسَتْ مِنْ حُلِيّهَا
- حُلِيًّا مِن المَخْزَاةِ صُحْلَ الجلاَجِلِ
- تَضَاءَلُ مِنْ لُوْمِ الضَّجِيع إِذا الْتَوَى
- عَلَى كَشْحِهَا عَيْرٌ عَظِيمُ الأَباجِلِ
- إِذا حاشِهَا الفَحْلُ اللَّئِيمُ تَلَكَّأَتْ
- لَيْهِ ، ونَادَتْ : يَا لَشَمْسِ بْنِ زَامِلِ
- وَمِنْ خَلْفِ بَابِ الجِسْرِ خَمْسُ حَفَائِرٍ
- ظِمَاءِ التَّرَابِ عَابِسَاتِ الجنَادِلِ
- لَوِ استَحْدثَتْ عِلْماً بِذَاكَ تَبَجَّسَتْ
- ينَابِيعُ مِنْ فيْضِ الدُّمُوعِ الهَوامِلِ
- فَيَا ذِلَّةَ الخَصْرِ اللَّطِيفِ ، وقَدْ خَلاَ
- بِهِ وَهَلُ الأَقْرَابِ نَهْدُ المَراكِلِ
- وَيا ضَيْعَةَ الَُّغرِ الرَّقيقِ إِذا سرَى
- لِتَقْبيلِهِ رَشْفاً بِتِلْكَ الجَحَافِلِ
- ويَا سَوْءَتَا مِنْ وَجْهِ بَغْلٍ مُذَرَّعٍ
- يُجِدُّ سَوَاداً في وُجُوهِ القَبَائلِ
- يَغِيضُ غَداً في خَالِهِ دُونَ عَمِّهِ
- عَشِيَّةَ فَخْرٍ أَو غَدَاةَ تَفَاضُلِ
- عَلَى وَدِّهِ لَوْ أُمُّهُ حِينَ يَنْتمِي
- أَبُوهُ ، وجُزَّتْ مِنهُ عَشْرُ الأَناملِ
- يَظَلُّ هَجِيناً مِنْ أَبِيهِ إِذا دَعَا
- لأنْبَاطِ تَرْعُودٍ وأَعْرَابِ حَايِلِ
- لَهُ سَلَفٌ منْ آلِ شُوخَى إِذَا انْتَموْا
- فَلاَ لِلذُّرى يَوْماً ولاَ لِلْكَوَاهِل
- إِذَا رَجَّعَ القِسِّيسُ قُلُوبُهُمْ
- حَنِيناً إِلى دَيْرٍ بِحَرَّانَ آهِلِ
- مَعاشِرُ لَمْ تُضْرَبْ بسَلْمى قِبَابُهُمْ
- ولا ارْتَبَعُوا في يَذْبُلٍ ومُوَاسِلِ
- رأَوْا رفْعَةَ الآباءِ أَعْيَ مَرَامُها
- فَكَرُّوا مُرِيغِي رِفْعَةٍ بالحلاَئَلِ
- إِذا مَا أَعالِي الأَمْرِ لَمْ تُعْطِكَ المُنى
- فَلا بأْسَ في اسْتِنجاحِها بالأَسافِلِ
- مَنَاكِحُ فِي حَيٍّ فَخَيٍّ ، تَرَاهمُ
- يَسِيرونَهَا باللُّؤْمِ سيْرَ المَرَاحِلِ
- بُيُوتَاتُ مَجْدٍ أَخْرَبُوها بِلُؤْمِهِمْ
- فَعَادَتْ قَوَاءٌ كالرُّسُوم المَوائِلِ
- وَقَدْ تَدْرُسُ الأَحْسابُ إِنْ هِيَ ضُيِّعَتْ
- منَاكِحُ أَهْلِيهَا دُرُوسَ المَنَازِلِ
- بنِي أُدَدٍ ،ذُلاًّ ،فَهَاتَا عَظِيمَةٌ
- أَذَلَّتْكُمُ بِالعَارِ دُونَ القَبائلِ
- وَفِيكُمْ أُبَةُ الضَّيْمِ مِن كُلِّ أَغْلَبٍ
- أَشَمَّ طَوِيلِ اللَّيلِ دُونَ الطَّوائلِ
- فَلَمْ تَدَّعُوا قِرْياضَ فِيها إِذا دَعَتْ
- عَلَى غَضَبٍ مِنها تَنُوخ بِواصِلِ
- أَيَسْخَطُهَا الأَذْوَاءُ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ
- وَيرْضَى بِهَا أَوْلاَدُ سَعْدٍ ونابِلِ
- فَلا كُسِيَتْ تِلْكَ السُّيُوف لِزِينَةٍ
- بَيَاضَ اللُّجَيْنِ واحْمِرَارَ الحَمَائلِ
- وما كُنتُ أَخْشَى أَنْ أَرَى لِرِمَاحِكُم
- عَوَامِلَ في الهَيْجَاءِ غَيْرَ عوَامِلِ
المزيد...
العصور الأدبيه