الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أما العداة فقد أروك نفوسهم >>
قصائدالبحتري
أما العداة فقد أروك نفوسهم
البحتري
- أمّا العُدَاةُ، فَقَدْ أرَوْكَ نُفُوسَهُمْ،
- فاقصِدْ بِسُوءِ ظُنُونِكَ الإخْوَانَا
- تَنحاشُ نَفْسِي أنْ أذُلّ مَقَادَةً،
- وَيَزِيدُ شَغْبي أنْ ألِينَ عِنَانَا
- وأخِفُّ عَنْ كَتِفِ الصّدِيقِ نَزَاهَةً
- مِنْ قَبلِ أنْ يَتَلَوّنَ الألْوَانَا
- وأخٍ أرَابَ، فَلَمْ أجِدْ في أمْرِهِ
- إلاّ التّمَاسُكَ عَنْهُ، والهِجْرَانَا
- أغْبَبْتُهُ أنْ أسْتَمِيحَ لَهُ يَداً،
- أوْ أنْ أُعَنّيَ فيَّ مِنْهُ لِسَانَا
- وأرَاهُ لَمّا لَمْ أُطَالِبْ نَفْعَهُ
- أنْشَا يَضُرُّ تَغَيُّباً وَعِيَانَا
- مَا كَانَ مِنْ أمَلٍ وَمنكَ فقَد أتَى
- يَسْرِي إليّ مُبَيَّناً تِبْيَانَا
- لَوْ كَانَ مَا أدّى إلَيْكَ سِرَارُها
- خَيْراً، لَكَانَ حَديثُها إعْلانا
- إِنْ كَانَ ذَاكَ لِعُزْبَةِ البَعْثِ الَّذِي
- جُمِّرْتَ فِيهِ فَدُونَكَ الصِّبْيَانَا
- وَمِنَ العَجَائِبِ تُهْمَتي لَكَ، بعدَما
- كُنتَ الصّفيّ لَدَيّ، والخُلْصَانَا
- وَتَوَقُّعي مِنْكَ الإسَاءَةَ جَاهِداً،
- والعَدْلُ أنْ أتَوَقَّعَ الإحْسَانَا
- وَكَمَا يَسُرُّكَ لِينُ مَسّيَ رَاضِياً،
- فَكذاكَ فاخْشَ خُشُونَتِي غَضْبَانَا
المزيد...
العصور الأدبيه