الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ألما فات من تلاق تلاف >>
قصائدالبحتري
ألما فات من تلاق تلاف
البحتري
- ألِمَا فَاتَ مِنْ تَلاقٍ تَلافِ،
- أمْ لشاكٍ مِنَ الصّبَابَةِ شَافِ
- أمْ هوَ الدّمعُ عن جوَى الحبّ بادٍ،
- وَالجوَى في جَوَانِحِ الصّدْرِ خافِ
- وَوُقُوفٍ على الدّيارِ، فمِنْ مُرْ
- تَبَعٍ شائِقٍ، وَمِنْ مُصْطَافِ
- عوَضٌ منهُمُ خَسيسٌ، وَقَد حلّوا
- اللّوَى، مَنزِلٌ، بوَجرَةَ، عافِ
- لمْ تَدَعْ فيهِ مُبْلِيَاتُ اللّيَالِي
- غَيرَ نؤْي تَسفي عَلَيهِ السّوافي
- وأثَافٍ، أتَتْ لَهَا حُجُجٌ، دونَ
- لَظَى النّارِ، مُثَّلٌ كالأثَافي
- قَمَرٌ في دُجُنّةِ اللّيْلِ يُوفي،
- أمْ خَيالٌ، من عندِ سُعْدَى، يُوَافي
- مُسْعِفٌ بالذي مَتَى سُئِلَتْهُ،
- عَدِمَتْ حَظَّهَا مِنَ الإسْعَافِ
- ألِشَيْءٍ تَسَخّطَتْهُ فأسْتَفْـ
- ـرِغَ قَصرِي عن سُخطِها وانصِرَافي
- واعترَافي بما اقتَرَفْتُ، فَكَمْ قَدْ
- ذَهَبَ الإعْتِرَافُ بالإقْتِرَافِ
- عَجِبَ النّاسُ لاعتِزَالي وَفي الأطْـ
- ـرافِ تُغشَى مَنازلُُ الأشْرَافِ
- وَجُلُوسي عَنِ التّصَرّفِ، والأرْ
- ضُ لمِثْلي رَحيبَةُ الأكْنَافِ
- لَيسَ عَنْ ثَرْوَةٍ بَلَغْتُ مَداها،
- غَيرَ أنّي امرُؤٌ كَفَاني كَفَافي
- قَد رَأى الأصْيَدُ المُنَكِّبُ عَنّي
- صَيَدي عَنْ فِنَائِهِ، وانحِرَافي
- وَغَبيُّ الأقْوَامِ مَنْ بَاتَ يَرْجُو
- فَضْلَ مَنْ لا يَجُودُ بالإنْصَافِ
- إنْ تَنَلْ قُدْرَةً، فَقَد نِلْتَ صَوْناً،
- والتّغَاني، بَينَ الرّجالِ، تَكافي
- صَافِ أمْثَالَ أحْمَدَ بنِ عَليٍّ،
- تَعتَرِفْ فَضْلَهُ على مَنْ تُصَافي
- أرْيَحيٌّ، إمّا يُوَافِقُ ما تَهْـ
- ـوَى، وإمّا يكفيكَ حرْبَ الخِلافِ
- أيُّ بَادي أُكْرُومَةٍ، أو مُرَوٍّ
- بَينَ رأيَينِ، أوْ حَصَاةٍ قِذافِ
- إنْ أخَفَّ الكُتّابَ في الوَزْنِ غدرٌ،
- رَجَحَتْ كِفّةُ الوَفيّ الوَافي
- نِعْمَ مَوْلى كِفَايَةٍ مِنْ أمِينٍ،
- أوْ مُؤدّي أمَانَةٍ مِنْ كَافِ
- ما تَرَاهُ، وَعَفَّ في زَمَنِ الخَوْ
- نِ، يُرَى منهُ في زَمَانِ العَفافِ
- هِمّةٌ تَرْذُلُ الدّنَايَا، وَنَفْسٌ
- شَرُفَتْ إنْ تَهُمّ بالإشْرافِ
- وَعُلًى في الصَّهْبَذَينِ، وَدِدْنَا
- أنّهَا في الزُّيُودِ والأعْوَافِ
- قَدّمَتْهُ قَوَادِمُ الرّيشِ مِنهُمْ،
- حينَ خَاسَتْ بآخَرِينَ الخَوَافي
- رَهْطُ سابُورَ ذي الجُنُودِ، وَطُلاّ
- بُ مَساعي سَابُورَ ذي الأكْتَافِ
- عُمّرُوا، يُخلِفُونَ باطلَ ما ظَنّ الـ
- ـعِدَى بالوِقَافِ ثمّ الثِّقَافِ
- يا أبَا عَبدِ الله مَدّ لَكَ الله
- بِنَاءَ العَلْيَاءِ مَدَّ الطِّرَافِ
- لَنْ يَفُوتَ الرّبيعُ إسكافَ ما أبْـ
- ـنَنتَ، والنّهْرَوَانَ في إسكافِ
- وَلِيَتْ مِنْكُمَا بنَيْلٍ دِرَاكٍ،
- مُغدِقٍ وَبْلُهُ، وَسَيْلٍ جُحَافِ
- إنْ بَلَوْنَاكَ كُنْتَ وَاحدَ أوْحَا
- دٍ، لَهُمْ كثرَةٌ على الآلافِ
- بِتَقَصِّي الغَايَاتِ لا تُنْصِفُ الرِّيـ
- ـحُ مَسَافَاتِها مِنَ الإزْحَافِ
- واجتِماع الأضْدادِ فيمَا تُوَالي
- مِنْ أيَادٍ فِينَا ثِقَالٍ خِفَافِ
- شُهِرَتْ شُهْرَةَ النّجومِ وَسَارَ الـ
- ـذّكْرُ منها في النّاسِ سَيرَ القَوَافي
المزيد...
العصور الأدبيه