الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ألبيت مبني على أركانه >>
قصائدالبحتري
ألبيت مبني على أركانه
البحتري
- ألبَيْتُ مَبْنيٌّ على أرْكَانِهِ،
- وَالطِّرْفُ جارٍ في امتِدادِ عِنانِهِ
- يا عاذِلَ الحَسنِ بنِ وَهبٍ في اللُّهى
- مِنْ نَيْلِهِ، وَالغَمرِ مِنْ إحسانِهِ
- إنْ كانَ شأنُكَ ما أرَاهُ، فإنّهُ
- عاصٍ عَليكَ، وآخِذٌ في شانِهِ
- لَنْ تَسبُقَ الرّيحُ الشَّمالُ إذا طغتْ
- في الجَرْيِِ، ما لم تَجرِ في ميدانِهِ
- وَبِأيّما آبَائِهِ لا يَكْتَسِي
- مَجْداً، يَفُوتُ الرَّوْضَ في ألْوانِهِ
- أبِوَهْبِهِ، وَسَعيدِهِ، أوْ قَيْسِهِ،
- وَحُصَيْنِهِ، أَمْْ عَمرِهِ، وَقَنانِهِ
- لا المَجدُ بَينَهُمُ غَرِيبٌ زَائرٌ،
- بَلْ في محَلّتِهِ، وَفي أوْطَانِهِ
- يا صَيْقَلَ الشّعْرِ المُقَلَّدِ في الَّذِي
- يُختارُ مِنْ قَلْعِيّهِ، ويَمَانِهِ
- اسمَعْهُ مِنْ قَوّالِهِ تَزْدَدْ بِهِ
- عُجْباً، وطِيبُ الوَرْْدِ في أغصَانِهِ
- أحسَنْتُ فيهِ مُبَرِّزاً، فجَفَوْتَني،
- وَتُبِرُّ أقْوَاماً على استِحسَانِهِ
- هَلْ تُضْغِيَنْ لأخٍ يَقُولُ بحالِهِ
- مُتَعَتِّباً، إذْ لمْ يَقُلْ بلِسَانِهِ ؟
- نَزَلَتْ بَعقْوَتِهِ الخُطُوبُ طَوَارِقاً
- فَتخَوّنَتْهُ، وَأنتَ مِنْ اخوانِهِ
- ما كان غَرْواً أنْ يَضِيعَ ذِمامُهُ،
- لَوْ لم تَكُنْ في عَصرِهِ وَزَمانِهِ
- هَذا وَأنتَ الحُجّةُ البَيْضََاءُ في
- اكْرَامِهِ مِنْ وَافِدٍ، وَهَوَانِهِ
- وَمتى رآكَ النّاسُ تَحرِمُهُ اقتَدَوا
- بكَ غَيرَ مُرْتابينَ في حِرْمَانِهِ
- فتَكُونُ أولَ مانِعٍ مِن نَفسِهِ
- ما أمّلَ العافي، وَمِنْ جِيرَانِهِ
- وَالأرْضُ تَبذلُ في الرّبيعِ نَبَاتَها،
- وَكذَاكَ بَذْلُ الحُرّ في سُلطانِهِ
- وَالعُرْفُ بُنيانٌ، فمَنْ يَعدُ الرُّبَى
- يُشرِفْ، وَيَعْفُ السّيلُ من بُنيانِهِ
- واعَلمْ بأنّ الغَيثَ لَيسَ بنافِعٍ
- للنّاسِ، ما لمْ يأتِ في إبّانِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه