الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أغدا يشت المجد وهو جميع >>
قصائدالبحتري
أغدا يشت المجد وهو جميع
البحتري
- أغَداً يَشِتُّ المَجدُ وَهْوَ جَميعُ،
- وَتُرَدُّ دارُ الحَمدِ وَهْيَ بَقيعُ
- بمَسيرِ إبْرَاهيمَ يَحْمِلُ جُودُهُ
- جُودَ الفُرَاتِ، فَرَائعٌ وَمَروعُ
- مُتَوَجِّهاً تُحْدَى بهِ بَصْرِيّةٌ،
- خُشْنُ الأزِمّةِ، ما لَهُنّ نُسُوعُ
- هُوجٌ، إذا اتّصَلتْ بأسبابِ السُّرَى،
- قَطَعَ التّنائِفَ سَيرُها المَرْفُوعُ
- لا شَهْرَ أعْدَى مِنْ رَبيعٍ، إنّهُ
- سَيَبينُ عَنّا بالرّبيعِ رَبيعُ
- سأُقيمُ بَعدَكَ، عندَ غيرِكَ، عالِماً
- عِلْمَ الحَقيقَةِ أنّني سأضِيعُ
- وَصَنَائِعٌ لَكَ سَوْفَ تَترُكُها النّوَى
- وَكَأنّما هيَ أرْسُمٌ وَرُبُوعُ
- وَذكرْتَ وَاجبَ حُرْمتي، فحفظتَها،
- فَلَئِنْ نَسيتُكَ إنّني لَمُضِيعُ
- سأُوَدّعُ الإحسانَ بَعدَكَ واللُّهَى
- إذْ حَانَ منكَ البَينُ والتّوْديعُ
- وَسأستَقِلُّ لَكَ الدّموعَ صَبَابَةً،
- وَلَوَ أنّ دِجلَةَ لي عَلَيْكَ دُمُوعُ
- وَمِنَ البَديعِ أنِ انتَأيتَ وَلَمْ يَرُحْ
- جَزَعي على الأحْشاءِ، وَهوَ بديعُ
- وَسَيَنْزِعُ العُشّاقُ عَنْ أحبابِهِمْ
- جَلَداً، وَما لي عَن نَداكَ نُزُوعُ
- فإذا رَحَلْتَ رَحَلْتَ عَن دارٍ، إذا
- بُذِلَ السّماحُ، فَجارُها مَمْنُوعُ
- وَقَطيعَةُ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ إنّها
- تَغدو، وَوَصْلي دونَها مَقطُوعُ
- بَلْ لَيْتَ شِعْرِي هل تَرَاني قائِلاً:
- هَلْ للّيالي الصّالحاتِ رُجُوعُ
- وَتَذَكُّرِيكَ على البِعَادِ، وَبَيْنَنَا
- بَرُّ العِرَاقِ، وَبَحْرُها المَشرُوعُ
- يَفديكَ قَوْمٌ ليسَ يوجَدُ مِنهُمُ
- في المجُدِ مَرْئيٌّ، وَلاَ مَسْمُوعُ
- خُدِعوا عَنِ الشّرَفِ المُقِيمِ تَظنّياً
- مِنهُمْ بأنّ الوَاهبَ المَخدوعُ
- باتَتْ خَلاَئِقُهُمْ عَلى أمْوَالِهِمْ
- وكَأنّهُنّ جَوَاشِنٌ وَدُرُوعُ
- قَنِعوا بمَيسُورِ الفَعَالِ، وَأُوهِمُوا
- أنّ المَكَارِمَ عِفّةٌ وَقُنُوعُ
- كَلاّ، وَكلُّ مُقَصِّرٍ مُتَجَهْوِرٍ،
- عِنْدَ الحَطيمِ، طَوافُهُ أُسْبُوعُ
- لا يَبْلُغُ العَليَاءَ غَيرُ مُتَيَّمٍ
- بِبُلُوغِها، يَعصِي لَهَا، وَيُطيعُ
- يَحكيكَ في الشّرَفِ الذي حَلّيتَهُ
- بالمَجْدِ، عِلْماً أنّهُ سَيَشيعُ
- خُلُقٌ، أتَيْتَ بفَضْلِهِ وَسَنَائِهِ
- طَبْعاً، فَجَاءَ كأنّهُ مَصْنُوعُ
- وَحَديثُ مَجدٍ منكَ أفرَطَ حُسنُهُ
- حَتّى ظَنَنّا أنّهُ مَوْضُوعُ
المزيد...
العصور الأدبيه