الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أضحت بمرو الشاهجان منادحي >>
قصائدالبحتري
أضحت بمرو الشاهجان منادحي
البحتري
- أضْحَتْ بمَرْوِ الشّاهِجانِ مَنَادِحي،
- وَلأهْلِ مَرْوِ الشّاهِجَانِ مَدائحي
- وَصَلُوا جَنَاحِي بالنّوَالِ، وَأمّنُوا،
- مِن خَوْفِ أحداثِ الزّمانِ، جَوَانحي
- كَمْ مِنْ يَدٍ بَيْضَاءَ أشكُرُ غِبّهَا
- مِنهُمْ، وَفيهِمْ مِنْ أخٍ لي صَالحِ
- فَالله جَارُ أبي عَليٍّ إنّهُ
- أُنْسُ الصّديقِ، وَغَيظُ صَدرِ الكاشحِ
- شَيخُ الأمانَةِ وَالدّيَانَةِ مُوجِفٌ
- في مَذهَبٍ أَمَمٍ وَحِلمٍ رَاجحِ
- ذو عُرْوَةٍ، في الأعجمَينَ، وَثيقَةٍ،
- وَأرُومَةٍ مَرءومَةٍ في وَاشِحِ
- نَفْسِي فِداءُ خَلائِقٍ لَكَ حُرّةٍ،
- وَزِنَادِ مَجدٍ، في يَمينِكَ، قَادِحِ
- إنّي أقُولُ، وَمَا قُولُ مُعَرِّضاً،
- في ذِكْرِ مَكْرمَةٍ، بعَبْثَةِ مازِحِ
- ماذا تَرَى في مُدمَجٍ عَبلِ الشّوَى،
- مِنْ نَسلِ أعوَجَ كالشّهابِ اللاّئحِ
- لا تربه الجذع الذي يعتاقه
- وهن الكلال وليس كل القارح
- عُنُقٌ كَقائِمَةِ القَليبِ، تَعَطّفَتْ
- أوَداً، وَرَأسٌ مثلُ قَعوِ المَاتِحِ
- يَخْتَالُ في شِيَةٍ، يَمُوجُ ضِياؤها،
- مَوْجَ القَتيرِ على الكَميّ الرّامِحِ
- لَوْ يَكْرَعُ الظّمآنُ فيه، لمْ يُمِلْ
- طَرْفاً إلى عَذْبِ الزُّلالِ السّائحِ
- أهْدَيْتَهُ لتَرُوحَ أبْيَضَ، وَاضِحاً
- منهُ عَلى جَذْلانَ أبْيَضَ، وَاضِحِ
- فَتَكُونَ أوّلَ سُنّةٍ مَأثُورَةٍ،
- أنْ يَقْبَلَ المَمْدُوحُ رِفْدَ المَادِحِ
المزيد...
العصور الأدبيه