الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أصدود غلا بها أم دلال >>
قصائدالبحتري
أصدود غلا بها أم دلال
البحتري
- أَصُدُودٌ غَلاَ بِهَا أَمْ دَلاَلُ
- يَوْمَ زُمَّتْ بِرامَةَ الأَجْمَالُ
- أَعَرَضَتْ عَطْفَةَ القَضِيبِ، وحَادَثْ
- مِنْ قَرِيبٍ كَمَا يَحِيدُ الغَزَالُ
- عَهِدَتْنِي وَللشَّبيبةِ سِرْبالٌ
- جَدِيدٌ ، فَأَنهَجَ السِّرْبَالُ
- ورأَتْنِي تَدَارَكَ الحِلْمٌ مِنِّي ،
- وتَنَاهَى عَنْ عذْلِيَ الْعُذَّالُ
- إِنْ يَعُدْ هَجْرُهَا جَدِيداً ، فقدْ كَانَ
- جَدِيداً مِنَّا ومِنْهَا الوِصالُ
- إِذ حَوَاشِي الزَّمَانِ خُضْرٌ رِقَاقٌ
- وقَنَاةُ الأَيامِ فِيهَا اعْتِدَالُ
- واهَا بِالكَثِيبِ مِنْ جَنْبِ حُزْوَى
- أَنَسٌ قَاطِنٌ وحَيٌّ حِلاَلُ
- تَلَفُ الحِلْمِ أَنْ بُطَاعَ التَّصَابي ،
- وَرَدَى اللَّهْوِ أَنْ يَشِيب القَذَالُ
- أَبْرَجَ الْعَيْشُ فَالمشِيبُ قَذِّى في
- أَعيُنِ الْبيضِ ، والشَّبَابُ جَمَالُ
- نَوِّلِينا ، وأَيْنَ مِنْكِ النَّوالُ
- أَوعِدينَا ، ووعْدُ مِثْلِكَ آلُ
- أَنَا رَاضٍ بِاَنْ تَجُودِي بِقَوْلٍ
- كَاذَبٍ ، أَو يُطِيفَ مِنْكِ خَيَالُ
- أَيُّهَا المُبْتَغِي مُسَجَلَةَ الْفَتْحِ
- لَحَاولْتَ نَيْلَ ما لا يُنَالُ
- اَيْنَ تِلْكَ الأَخلاقُ مِنْكَ إِذا رُمْتَ
- مَداهَا ، وأَين تِلْكَ الخِلاَلُ
- لَن تُجَارَى الْبِحَارُ حِينَ يَجِيشُ الْمَدُّ
- فِيها ، ولَنْ تُوَازَى الجِبَالُ
- يبْعُدُ البَائِنُ المُبَرِّزُ فَوْتاً ،
- وتَدانَى الضُّرُوبُ والأَشكالُ
- لَمْ تُسَلَّمْ لهُ المَقَادَةُ حَتَّى
- عَرفَتْ فَضْلَهُ عَلَيْهَا الرِّجالُ
- رَفَعَتْ مَجْدَهُ عَلَيْهِ تَنُوخٌ
- فَلَهُ فَوْقَ غَيْرِهِ إِطْلاَلُ
- قائلٌ ، فاعِلٌ ولَيْسَ يكونُ الْقَوْلُ
- مجِْداً حتَّى يكُونَ الفَعَالُ
- وصَحِيحُ السَّماحِ بَينَ أُناسٍ
- في سجَاياهُمُ عَلَيْنا اعْتِلاَلُ
- ثابِتٌ في المَكَرِّ إِذْ رَاحَ لِلْفُرْسانِ
- عن جَانبِ الصَّرِيعِ مَجَالُ
- مَلِكٌ يَسْتَقِلُّ في رَأْيِهِ المُلْكُ
- ، ويَحْيَا في فَضْلِهِ الإِفضَالُ
- وَإِذا ما حَلَلْتُ رَبْعَ أَبي الْفَضْلِ
- ، فَثَمَّ السَّماحُ والإِبْلاَلُ
- مُتَعَلٍّ على الخُطُوبِ إِذ الْعَاثِر
- ُ كَابٍ في صَرْفِها ما يُقَالُ
- ومُقِيمٌ صَغَى الأَمُورِ وفِيها
- حَيَدٌ عن جِهَاتِها وانْفِتَالُ
- مُتَحَنٍّ علَى الخِلاَفَةِ ما يَنْقُصُ
- في حَظْها ولا يَغْتَالُ
- شَاهِرٌ دُونَ حَقِّها عَزَمَاتٍ
- تَتَحامَى مَكْرُوهَهَا الأَبْطَالُ
- وسُيُوفاً إِيمَاضُها أَوْجالٌ
- للأَعَادِي ، وَوَقْعُها آجَالُ
- مُرْهَفَاتٍ ، لها إِذا أَظْلَمَ النَّقْعُ
- علَيْهَا تَوقُّدٌ واشْتِعالُ
- أَبَداً يسْتَجِدُّ مِنهَا حَديثانِ
- دَمٌ مِنْ عَدُوِّهِ وصِقَالُ
- كُلَّما جِئْتُهُ تَعَرَّفْتُ مَجْداً
- مُسْتفَاداً للطَّرْفِ فيه مَجَالُ
- حَيْثُ لا تَدْفَعُ الحُقُوقَ المَعَاذِيرُ
- ، ولا يَسْبِقُ العَطَاءَ السُّؤَالُ
- أَعْوَزَتْ مِن سِوَاك عارِفَةُ الجُودِ ،
- وخَابَتْ في غَيْرِك الآمالُ
- أَنا مَنْ بَلَّهُ نَدَالَ ، وأَعلَتْ
- مِنْهُ آلاَؤْك العِراضُ الطِّوَالُ
- وتوَّلَّتْهُ أَنْعُمٌ مِنْكَ يُحْملْنَ
- خِفَافاً وَهُنّض وَفْرٌ ثِقَالُ
- مَالئاتٌ بذِكْرِكَ الأَرضَ شكْراً
- وثَنَاءً ، وسَيْرُها إِرْسالُ
- طَالِعاتٌ تِلْكَ النِّجَادَ ،فَفِي كُلِّ
- مَقَامٍ لَهُنَّ فِيهِ مقَالُ
المزيد...
العصور الأدبيه