الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أرجم في ليلى الظنون وإنما >>
قصائدالبحتري
أرجم في ليلى الظنون وإنما
البحتري
- أُرَجِّمُ في لَيْلَى الظُّنُونَ، وَإِنَّمَا
- أُخَاتِلُ في وَجْدِي بِهَا مَنْ أُخَاتِلُهْ
- وَقَدْ زَعَمتْ أَنِّي تَغَيَّرتُ بَعْدَهَا
- وَلَمْ تَدْرِ مَا خَطْبُ الْهَوَى وَبَلاَبِلُهُ
- لَقَدْ وَفَّقَ اللهُ المُوَفَّقَ لِلَّذِي
- أَتَاهُ، وأَعْطَى الشَّامَ مَا كَانَ يامُلُهْ
- أَضَافَ إِلى سِيمَا الطَّوِيلِ أُمُورنَا،
- وسِيمَا الرِّضَا فِي كُلِّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهْ
- هُوَ المَرْءُ مَأْمُولٌ لَنَا العَدْلُ والنَّدَى
- لَدَيْهِ، ومأْمُونٌ لَدَيْنَا غَوَائِلُهْ
- فأَهْلاً وسَهْلاً بالإِمامِ، وقادِمٍ
- أَتَتْ بالسُّرُورِ كُتْبُهُ وَرَسَائلُهْ
- وأُقْسِمُ حَقًّا أَنَّ أَيْمَنَ طالِعٍ
- عَلَيْنَا مِنَ الشَّرقِ اللِّوَاءُ وَحَامِلُهْ
- وقَدْ تَمَّ صُنْعُ اللهِ لِلمَعْشَرِ الأُلَى
- تَوَلاَّهُمُ الغَمْرُ المُؤمَّلُ نائلُهْ
- مَتَى يَسْكُنُوا يُمْطِرْ عَلَيْهمْ سَحَابُهُ
- وإِنْ يَشْغبُوا تُشْهَرْ عَلَيْهِمْ منَاصِلُهْ
- وِلاَيَةُ عَدْلٍ يسْتَبِدُّ بِفَضْلِهَا
- وحُسْنِ نَثَاهَا مُقْسِطُ الحُكْمِ فاصِلُهْ
- يَنَالُ بها باغِي السَّلاَمةِ حُكْمَهُ
- ويَهْلِكُ فِيهَا ناكِبُ الرَّأْسِ مائلُهْ
- فكَمْ قَدْ مَدَدْنَا مِنْ رَجَاءٍ إِلى أَبي
- عَليٍّ فَلَقَّتْنْا النَّجاحَ مَخَايلُهْ
- لَهُ مَذْهَبٌ في المَكْرُماتِ تَشَابَهَتْ
- أَواخِرُهُ في سُؤْدُدٍ وأَوَائلُهْ
- قَرِيبُ مَنَالِ الرّفْدِ يَبْعُدُ مَجْدُهُ
- عَلى مَنْ يُجارِي مَجْدَهُ ويُساجِلُهْ
- وقَائِدُ جَيْشٍ مَا تَنَحَّلَ قُدْرَةً
- على القرنِ بَيْنَ العَسْكَرَيْنِ يُنَازِلُهْ
- طَلُوبٌ لأَعْلَى الأَمْر حَتَّى يَنَالَهُ
- إِذا قُيِّضَتْ لِلأَدْنِيَاءِ أَسَافِلُهْ
- بعيِدٌ مِنَ الفَحْشاءِ لَمْ تَدْنُ ريبةٌ
- إِلَيْهِ، ولم يُوجَدْ نَظيرٌ يُعادِلُهْ
- نَقِيُّ الثِّيابِ مِنْ تُقىً وَتَنَزُّهٍ،
- صَحَيحُ العَفافِ ،وافِرُ الحِاْمِ،وكَمِلُهْ
- أَميرٌ يكونُ الجَدُّ مِنْهُ سَجِيَّةً
- إِذا ضَيَّعَ التَّدبيرَ في الرَّأْيِ هازِلُهْ
- وَلَيْسَ كَمَسْبُوتِ الضُّحى مِنْ خُمَارِهِ
- إِذا راحَ كَانَتْ للمُدامِ أَصَائِلُهْ
- جُزِيتَ عَنِ الإِسلام خَيْراً ،ولا يُضِعْ
- لََك اللهُ في الإِسْلامِ مَا أَنتَ فاعِلُهْ
- فكَمْ فِتْنَةٍ أَخْرَجْتَنَا مِنْ ظَلاَمِها
- وخَطْبِ تَجَلَّى عَنْ حُسَامِكَ هائِلُهْ
- وَطَاغِيةٍ حَاكَمْتَ بالسَّيْفِ مُصْلَتاً
- إِلى أَنْ وَهَى مِنْ دُونِ حَقِّكِ باطِلُهْ
- كَمَا انْهَزَمَ المَغْرُورُ مِنْ مَرْجِ دابِقٍ
- وخَيْلُكَ في جَنْبْيْ قُوَيْقَ تُحاولُهْ
- تَاَوَّبَ مِنْ حَمُّصَ أَبْوابَ بالِسٍ
- مَسِيراَ بِفَرطِ الذُّعْرِ تُطْوَى مَرَاحِلُهْ
- يُقَوِّسُ مِنْ حَدِّ الأَسِنَّةِ ظَهْرَهُ
- وقَدْ بُلَّ مِنْهَا مَنْكِبَاهُ وَكَاهِلُهْ
- يُحِيطُ عَلَيْهِ جانِبَ النَّقْعِ مُوعِثاً
- لِكَيْ تَتَغَطَّى في العجَاجِ مَقَاتِلُهْ
- إِذا مَرَّ بالشَّجْرَاءِ جَانبَ قَصدَها
- يَرى أَنَّهَا أَرساَلُ خَيْلٍ تُقَاتِلُهْ
- أَتَى سَادِراً بالبَغْيِ مُستَْحْقِباً لَهُ
- وحاوَلَ نَصْرَ اللهِ ،واللهُ خاذِلُهْ
- فَأَوْلَى لَهُ أَلاَّ غَدَا السَّيْفُ مُدْرِكاً
- ضَرِيبَتَهُ،وَأَعْلَقَ العَيْرَ حَابِلُهْ
- لِيَهْنِكَ أَنْ أَمْسَى بِدَارِ خَزَايةٍ
- وَأَنْ بَاتَ مَشْغُولاً وخَوْفُكَ شَاغِلُهْ
- وَأَنَّكَ مَنْ تأَْبَى المَوالي الَّذي أَبى
- ويُعْطُونَ عِنْدَ الجِدَّ مَا أَنْتَ باذِلُهْ
- وَمَا زِلْتُمُ بالمُلْكِ حَتَّى تمكَّنَتْ
- قَوَاعِدُهُ العُظْمَى ،وقَرَّتْ زَلاَزِلُه
- رَأَيْتَ المُرِيبَ مُخْفِياً مِنْكَ شَخْصَهُ
- عَلَى حَالَةِ يَشْتَدُّ فِيهَا تَضَاؤُلُهْ
- فَلاَ يُتْلَفَنْ حَقِّي،وَقَدْ نَطَقَتْ بِهِ
- شَوَاهِدُهُ ، وأَوْضَحَتْهُ دَلاَئلُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه