الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أثيل العقيق إلى بانه >>
قصائدالبحتري
أثيل العقيق إلى بانه
البحتري
- أُثَيْلُ العَقيقِ إلى بَانِهِ،
- فَعُفْرِ رُبَاهُ، فَقيعَانِهِ
- مَغَانٍ لوَحْشٍ تَصِيدُ القُلُو
- بَ عُيُونُ مَهَاهُ وَغِزْلانِهِ
- صَبا بَعدَ إخلاسِ شَيبِ القَذا
- لِ، وَبَعدَ اختلافاتِ ألوَانِهِ
- وَفِقدانِ إلْفٍ جَفَوْتُ الكَرَى،
- وَعِفْتُ السّرُورَ، لِفِقْدانِهِ
- أطاعَ الوُشَاةَ عَلى كُرْههِ،
- بِهَجْرِ المَشُوقِ، وَعِصْيَانِهِ
- وَلَوْ وكّلُوهُ إلى رَأْيِهِ
- أتَى وَصْلُهُ، قَبلَ هِجرَانِهِ
- كَتَمتُ الهوَى، ثمّ أعلَنَتْهُ،
- وَسِرّ الهَوَى قَبلَ إعْلانِهِ
- أُخَلّي عَنِ الشّيْءِ في فَوْتِهِ،
- وَأطْلُبُهُ عِنْدَ إمْكَانِهِ
- وَآمُلُ مِنْ حَسَنٍ رَجْعَةٌ،
- بِعَدْلِ الوَزِيرِ وَإحْسانِهِ
- إذا هَمّ أمْضَى شَبَا عَزْمِهِ،
- وَكانَ التّوَدّدُ مِنْ شانِهِ
- وَلمْ يَتَوَقّفْ عَلى شَكّهِ،
- فيَمْنَعُهُ تَنْفيذَ إيقَانِهِ
- صَليبٌ، تُكَشِّفُ عَن سَبْقِهِ،
- إلى الرّأي، أحداثُ أزْمانِهِ
- وَقدْ حاجزَتْ عاجِماتِ الخُطُو
- بِ عن النّبعِ شِدّةُ عيدانِهِ
- تَعَلّمَ مِنْ فَضْلِهِ المُفضِلُو
- نَ، فأجرَوْا عَلى نَهجِ ميدانِهِ
- وَيَغْدُو، وَنَجدَتُهُ في الوَغَى
- تُدَرِّبُ نَجْداتِ فُرْسَانهِ
- يهُولُ العِدَى جِدُّهُ في ادّخا
- رِقُمْيصِ الحَديدِ، وَأبْدانِهِ
- إذا زَادَ في غَيظِهِ بَغْيُهُمْ،
- وأنْكَرْتَ ظاهِرَ عِرْفانِهِ
- ففي السّيفِ، إنْ لمْ يَعدْ عفوُه،
- شِفَاءُ مُمِضّاتِ أضْغَانِهِ
- تَلافَى رَعِيّتَهُ مُنْصِفاً،
- وَوَفّى نَصِيحَةَ سُلْطانِهِ
- وَقامَتْ كِفايَتُهُ، دونَ مَا
- رَجاهُ الحَسُودُ بِشَنْآنِهِ
- فَمَا الوَهْنُ نَهْجاً لتَدْبيرِهِ،
- وَلا العَجْزُ داراً لإيطانِهِ
- إذا وَعَدَ اتّسَعَتْ كَفُّهُ
- لإنْجَاحِهِ، دونَ حِرْمَانِهِ
- تُصُدِّقُ آمالَنَا عِنْدَهُ،
- لدى سَليسِ النَّيلِ، عَجلانِهِ
- مَكارِمُ لا يَبتَني مِثْلَهَا
- مُشَفِّقُهُمْ، يَوْمَ بُنْيَانِهِ
- تًسِيرُ القَوَافي بِأنْبَائِها،
- مَسيرَ المَطيّ برُكْبَانِهِ
- شرَى بارِعَ المَجدِ، مُستَظهِراً
- على القَوْمِ في رَفْعِ أثْمَانِهِ
- إذا طَاوَلُوهُ إلى سُؤدَدٍ،
- عَلا النّجْمَ في بُعْدِ إمْعَانِهِ
- إذا ما استَطَعْنا مَدَى حاجَةٍ،
- قَصَرْنا مَداهَا بِفِتْيَانِهِ
- بزُهْرٍ كأنّ السّحَابَ استَعَا
- رَ من جودِهمْ فَيضَ تَهتانِهِ
- تَرَى الحَمدَ مُجتَمِعاً شَملُهُ
- لأحْمَدِهِ بنِ سُلَيْمَانِهِ
- لأبيضَ يَعْلُو بقُرْبَى الوَزِيرِ
- عُلُوَّ الوَزيرِ بشَيْبَانِهِ
- يُذكّرُنا لُبْسُ نَعْمَائهِ
- لِبَاسَ الشّبابِ وَرَيْعَانِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه