الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> أتراه يظنني أو يراني >>
قصائدالبحتري
أتراه يظنني أو يراني
البحتري
- أتَرَاهُ يَظُنُّني، أوْ يَرَانِي،
- نَاسِياً عَهْدَهُ الذي استَرْعَاني ؟
- لا وَمَنْ مَدّ غَايَتي في هَوَاهُ،
- وَبَلاني مِنْهُ بِما قَدْ بَلاَني
- سَكَنٌ يَسْكُنُ الفؤَادَ عَلَى مَا
- فيهِ مِنْ طَاعَةٍ، وَمن عِصْيانِ
- شَدّ ما كَثّرَ الوُشَاةُ وَلاَمَ الـ
- ـنّاسُ في حُبّ ذَلِكَ الإنْسَانِ
- أيّهَا الآمِرِي بتَرْكِ التّصَابي،
- رُمْتَ منّي ما لَيسَ في إمْكاني
- خَلِّ عَنّي، فَما إلَيكَ رَشَادي
- من ضَلالي، وَلا عَلَيكَ ضَمَاني
- وَنَدِيمٍ، نَبّهْتُهُ وَدُجَى اللّيْـ
- ـلِ، وَضَوْءُ الصّبَاحِ يَعتَلِجَانِ
- قُمْ نُبَادِرْ بهَا الصّيَامَ فَقَدْ أقْـ
- ـمَرَ ذَاكَ الهِلاَلُ مِنْ شَعْبَانِ
- بِنتُ كَرْمٍ يَدْنُو بها مُرْهَفُ القَدّ
- غَرِيرُ الصّبَا خَضِيبُ البَنَانِ
- أُرْجُوَانِيّةٌ، تُشَبَّهُ في الكَا
- سِ بِتُفّاحِ خَدّهِ الأُرْجُوَانِي
- بَاتَ أحْلى لَدَيّ مِنْ سِنَةِ النّوْ
- مِ، وأشهَى من مُفرِحَاتِ الأمَاني
- للإمَامِ المُعْتَزّ بالله إعْزَا
- رٌ مِنَ الله قاهِرِ السّلْطانِ
- مَلِكٌ يَدْرَأُ الإسَاءَةَ بالعَفْـ
- ـوِ وَيَجْزِي الإحسانَ بالإحسانِ
- سَلْ به تُخْبَرِ العَجيبَ، وإن كا
- نَ السّماعُ المأثُورُ دونَ العِيَانِ
- وَتأمّلْهُ مِلْءَ عَيْنَيْكَ، فانظرْ
- أيَّ رَاضٍ في الله، أوْ غَضْبَانِ
- بَسْطَةٌ تُرْهِقُ النّجُومَ، وَمَلْكٌ
- عَظُمَتْ فيهِ مأثُرَاتُ الزّمَانِ
- أذْعَنَ النّاكِثُونَ إذْ ألقَتِ الحَرْ
- بُ عَلَيهمْ بكَلْكَلٍ وَجِرَانِ
- فَفُتُوحٌ يَقصُصْنَ، في كلّ يَوْمٍ،
- شأنَ قَاصٍ من الأعادي وَدانِ
- كلُّ رَكّاضَةٍ منَ البُرْدِ يَغدُو الـ
- ـرّيشُ أوْلى بها مِنَ العُنْوَانِ
- قد أتَانَا البَشِيرُ عَنْ خَبَرِ الخَا
- بُورِ بالصّدْقِ، ظاهِراً، والبَيَانِ
- عَنْ زُحُوفٍ منَ الأعادي وَيَوْمٍ
- مِنْ أبي السّاجِ فيهِمِ، أرْوَنَانِ
- حُشِدَتْ مَرْبَعَاءُ فيهِ وَمَرْدٌ،
- وَقُصُورُ البَلّيخِ والمَازِجانِ
- وَتَوَافَتْ حَلائِبُ السَّلْطِ والمَرْ
- جَينِ مِنْ دَابِقٍ، وَمن بَطْنانِ
- تَتَثَنّى الرّماحُ، والحَرْبُ مَشْبُو
- بٌ لَظَاهَا تَثَنّيَ الخَيْزُرَانِ
- كُلّمَا مَالَ جَانِبٌ من خَمِيسٍ،
- عَدّلَتْهُ شَوَاجِرُ الخِرْصَانِ
- فَلَجَتْ حُجَّةُ المَوَالِي ضِرَاباً
- وطِعَاناً لَمَّا الْتَقَى الخَصْمَانِ َ
- فَقَتِيلٌ تَحتَ السّنَابِكِ يُدْمَى،
- وأسِيرٌ يُرَاقِبُ القَتْلَ، عَانِ
- لمْ تَكُنْ صَفْقَةُ الخِيَارِ عَشِيّاً
- لابنِ عَمْرٍو فيها، ولا صَفْوَانِ
- جَلَبَتْهُمْ، إلى مَصَارِعِ بَغْيٍ،
- عَثَرَاتُ الشّقَاءِ، والخِذْلانِ
- أسَفاً للحُلُومِ كَيفَ استَخَفّتْ،
- بِغُلُوِّ الإسْرَافِ والطّغْيَانِ
- كَيفَ لمْ يَقْبَلُوا الأمَانَ وَقَدْ كا
- نَتْ حَيَاةٌ لمِثْلِهِمْ في الأمَانِ
- يا إمَامَ الهُدَى نُصِرْتَ، ولا زِلْـ
- ـتَ مُعَاناً باليُمْنِ والإيمَانِ
- عَزّ دينُ الإلَهِ في الشَّرْقِ والغَرْبِ
- بِبِضِ الأَيَّامِ مِنْكَ الحِسَانِ
- واضْمَحَلَّ الشِّقَاقُ في الأرْضِ مُذْ طَا
- عَ لكَ المَشْرِقَانِ والمَغْرِبَانِ
- لمْ تَزَلْ تَكْلأُ البلادَ بقَلْبٍ
- ألْمَعيٍّ، وَنَاظِرٍ يَقْظَانِ
- إِنَّما يَحْفَظُ الأُمُورَ ويُتْوِيـ
- ــهِنَّ بِحَزْمٍ مُواشكٍ أَو تَوَانِ
- مَا تَوَلّى قَلْبي سِواكُمْ، وَلاَ ما
- لَ إلى غَيْرِكمْ بمَدْحٍ لِسَاني
- شأنيَ الشّكْرُ والمَحَبّةُ مُذْ كُنْـ
- ـتُ وَحَقٌّ عَلَيْكَ تَعظيمُ شَاني
- ضَعَةٌ بي، إنْ لمْ أنَلْ بِمَكَاني
- مِنْكَ عِزّاً، مُسْتأنِفاً في مَكاني
المزيد...
العصور الأدبيه