الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الباخرزي >> يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ >>
قصائدالباخرزي
يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ
الباخرزي
- يا منَ طلعتِ طلوعَ الشمسِ من فلكِ
- إن كنتُ يوماً لشمسٍ عابداً ، فلكِ
- لو أنصفوا وجهكِ الموشيَّ حلتهُ
- لعطلَ الوشيُ في الدنيا فلم يحكِ
- قد صدتِ قلبي بأصداغٍ مشبكة ٍ
- صيغت لصيدِ قلوبِ الناسِ كالشبكِ
- أصبو إليكِ ولي صمتٌ حرمتُ بهِ
- والصمتُ للرزقِ مناعٌ كذاك حكي
- اللهَ فيَّ فستري فيكِ منهتكٌ
- وكان قبلكِ ستري غيرَ منهتكِ
- على شِفاهِكِ دَيني وهْيَ تُمْطلني
- فأبشري بغريمٍ في الهوى محكِ
- فديتُ مجناكِ ما أحلى مذاقتهُ !
- كأنّهُ ريقُ نحلٍ شِيبَ بالمِسكِ
- فكم خَلستُ الجَنى منهُ على حَذَرٍ
- من قَولِ واشٍ شديدِ اللّذعِ مؤتفكِ
- العفْوَ منكِ فقد وسْوستنِي شَغفاً
- حتى تسلطَ شيطاني على ملكي
- ونمتِ ، ليلكِ مكّ الطرفِ عن دنفٍ
- باكٍ بطرفٍ غزيرِ الدمعِ غير بكي
- فباتَ أضْيعَ من لحمٍ على وضَمٍ
- وظل أهونَ من عظمٍ على ودكِ
- ولهانَ جُنَّ فغنّتْه سلاسِلُهُ
- يمشي فتلهو به الصبيان في السكك
- هذي صفاتي وما أخنى عليَّ سوى
- دهر بقرع صفاتي مغرمٍ سدِك
- وسوف أدركُ آمالي ويَجْذبُني
- بختي إلى الدرج الأعلى من الدركِ
- بيُمنِ ” خَتلغَ بَلكا ” سيِّدِ الوزرا ال
- أَميرِ حقاً عميدِ الملك خواجَه بِكِ
- ذاكَ الذي امتلكتني بيض أنعمهِ
- وليسَ يحظى برقي غيرُ ممتلكي
- لولا عقيدة ُ إيماني لما اتّجهتْ
- إلا إليه صلاتي لا ولا نسكي
- كأن أخلاقه من طيبِ نفحتها
- نشرٌ يجودُ بهِ الروض المجودُ ذكي
- في كل ليلٍ له نارٌ على علم
- شبت لأشعثَ في الظلماءِ مرتبكِ
- جَداهُ مشتركٌ بينَ الوَرى ولَهُ
- من السِّيادة ِ حظٌّ غيرُ مُشترِكِ
- صاغَ الحُلى للعُلا أيامَ دَولتِهِ
- حتّى سلكنَ الشّوى منهنّ في مسكِ
- فألبستهُ ثيابَ الملكِ ضافية ً
- يدا أبي طالبٍ طغرل بكِ الملكِ
- ففازَ منهُ بركنٍ غيرِ منهدمٍ
- عندَ الخطوبِ وحبلٍ غير منبتكِ
- أقذى عيونَ أعاديهم حسايكُهُمْ
- كأن أجفانهم خيطت على الحسك
- مباركٌ وجهُهُ في كلِّ مُجتَمَعٍ
- مُشيّعٌ قلبُهُ في كلِّ مُعْتركِ
- لم يعرَ رأسُ قناً إلا وعممهُ
- برأسِ ذي أشرٍ في الغيّ منهمكِ
- فإنْ عَفا غض جَفْنيْ ساكِنٍ وَقِرٍ
- وإنْ جَفا جر ذيلَ قُلْقُلٍ حَرِكِ
- وإن تحلبَ در النقسِ في يدهِ
- فالطرسُ درجٌ لدرٍّ منهُ منسلكِ
- وإنْ أفاضَ على العافينَ نائلُهُ
- أرواهمُ بغمامٍ منهُ منسفكِ
- يا مَن إذا طارَ ممتاحٌ بساحَتهِ
- تلقطَ الحبَّ في أمنٍ منَ الشركِ
- بك استقلَّ ذبابُ الخصبِ في حلكي
- وراقَ سمعي خريرُ الماءِ في بركِ
- لما أنختُ بعيري في ذراكَ ضحى
- ناديتُ: باركَ فيكَ اللهُ فابْتركِ
- أسبغْ عليَّ سجالَ العُرفِ أرْوَ بها
- وأعطني عروة َ الإحسانِ أَمتسكِ
- وخذ محجلة ً غراءَ ما اكتحلت
- بمثلها مُقلتا غرٍّ ومُحْتنكِ
- ولا تظنَّ سواها مثلَها فلَكَمْ
- بينَ السماكِ إذا ميزتَ والسمكِ
- شعرٌ تديرَ بالغبراءِ منشئهُ
- وقدرُهُ مُعتلٍ في ذرْوة ِ الفَلَكِ
- فالطبعُ صائغُ حليٍ من سبائكهِ
- وأنتَ ناقدُ تبرٍ منهُ منسبكِ
المزيد...
العصور الأدبيه