الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الباخرزي >> ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا >>
قصائدالباخرزي
ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
الباخرزي
- ضَرَبوا بمُنْعرَجِ اللواءِ سرادِقا
- فسقاهم جَفْني سحاباً وادِقا
- لم أدعُ مد نزلوا العذيبَ وبارقا
- إلا سقى اللهُ العذيبَ وبارقا
- بَخلوا على عَيني بحُسنِ لقائهم
- فظللتُ للنظرِ الخَفيِّ مُسارِقا
- إحدى النّوائبِ في الصّبابة ِ أنّني
- كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارقا
- ولكم خدودٍ في الخدودٍ نواضرٍ
- لنواظرِ الحدقاتِ لحنَ حدائقا
- مازالتِ العبراتُ يمطرُ نوؤها
- حتى زَرعنَ على الخُدودِ شَقائقا
- أينَ الفؤادُ وكانَ عبدَ ودادهم
- هلْ نلتُمُ يا قومِ عَبداً آبقا ؟
- كم قلتُ إذ طلعت شموسُ وجوههم
- سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجُيوبَ مَشارِقا
- وأزجِّ قوسِ الحاجبينِ وجدْتُهُ
- يرمي بسهمِ الشفرِ نحوي اشقا
- والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالهِ
- في وجههِ أفديهِ أخرس ناطقا
- خصرٌ يقولُ العاشقونَ لحُبِّهِ
- يا ليَتَنا كُنا عليهِ مَناطقا
- سقياً لليلِ ما تُذُوكرَ عَهْدُهُ
- إلا شققتُ من القميصِ بنائقا
- لما بدا الكفُّ الخضيبُ رأيتني
- جذلانَ للعنم الخصيبِ مرافقا
- عانقتُ بدراً دونهُ بدرُ الدجى
- أَرأيتَ للبدرِ المُنيرِ مُعانقا ؟
- ولثمتُ مَبسَمهُ اللذيذَ وراقَني
- رَشْفُ الرُّضابِ فرقتُ ريقا رائقا
- لم يلتمس ماءَ الحياة ِ بجهدهِ
- لو كانَ ذُو القَرنينِ منهُ ذائقا
- حتى استباحَ سنا الصباحِ حمى الدجى
- وابتزَّ منهُ الضوءُ جنحاً غاسقا
- ورأيتُ هاماتِ الظَّلامِ كأنّها
- قد شبنَ من هول الصباحِ مفارقا
- أيقنت أنَّ الدهرَ يسلبُ ماكسا
- ظلماً ، ويظهر للسرورِ عوائقا
- أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى
- إلا نفاقاً في البريّة ِ نافِقا
- يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجتْابي الدُّجى
- وهبي أحاديثَ النفوسِ مخارقا
- فلسوفَ تسفرُ سفرة ٌ عن طائلٍ
- ويُوافقُ الأملُ القَضاءَ السابِقا
- ما لينُ " مالين " إذا أنا لم أجد
- عيشاً عضيضاً في ذراهُ موافقا
- لولا التمسكُ بالامامِ وحبلهِ
- لغدوتُ في حلقِ المنية ِ زالقا
- فارقتُ حضرتهُ وعدتُ مراجعاً
- لما بلوتُ من اللئامِ خلائقا
- كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى
- في كلِّ عضوٍ من نداهُ شائقا
- خفتُ الفناءَ عليَّ يومَ هجرتهُ
- ونزلتُ صحنَ فنائي المتضائقا
- فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً
- عَنْها كما قمّصْتَ سَهماً مارِقا
- هبة ُ الالهِ أبو محمدٍ الذي
- راعى منَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا
- أَسدي إلي منَ العَطاءِ جلائلاً
- تذرُ المعاني في الثناءِ دقائقا
- تَسْتلُّ هِمتُهُ العليّة ُ دائِبَا
- سَيفاً لهاماتِ الأعادي فالِقا
- نعمٌ تشدُّ على العفاة ِ عقودها
- وتعدُّ أطواقاً لهم ومخانقا
- ما قَولُهُ في خادمٍ كَهلٍ الحجى
- يلفيهِ في عددِ السنينَ مراهقا
- خلى أباهُ وقومه متراحلاً
- عنهم وخلفَ في الخدورِ عواتقا
- وغَدا بخدمتِهِ الشّريفة ِ لاحِقاً
- لا كانَ قطُّ بمن سواهُ لاحقا
- هل يستحقُّ لدى الامامِ المرتجى
- عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافقا؟
المزيد...
العصور الأدبيه