الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الباخرزي >> تزمُّ غداً للظاعنينَ الركائبُ >>
قصائدالباخرزي
تزمُّ غداً للظاعنينَ الركائبُ
الباخرزي
- تزمُّ غداً للظاعنينَ الركائبُ
- فتحدى وتخدي بالنجاءِ النجائبُ
- ويُوحشُ مَغْنى الحَيِّ غِبَّ ارتحالِهِمْ
- كما أوحشتْ بعدَ العقودِ التّرائبُ
- وتَبقى الأثافي كالحمائمِ رُكّداً
- نأتْ دونَها الأوكارُ فهْيَ غَرائبُ
- أو الكبدُ الحَرَّى يقطِّعُ جُرمَها
- ثلاثة َ أجزاءٍ جوى ً متراكبُ
- ستعطفُ قوس النوى فدى مثلها
- وللوجدِ في قَلبي سِهامٌ صَوائبُ
- وتكتمُ أطلالَ الدِّيارِ مِنَ النّوى
- نوائبُ تفشي سرهنَّ النواعبُ
- وتبكي على ما فاتَ من بردِ ظلِّها
- شَوادٍ سَخيناتُ العيونِ نَوادبُ
- كما ادَّرعتْ زِيّ الحداد ثواكلٌ
- تلوت على اعناقهنَّ الذوائبُ
- وربَّ نهارٍ للفراقِ أصيله
- ووَجْهي، كلا لونيهِما متناسبُ
- فدَمعي وشَخصي والمَطيُّ مُقطّرٌ
- وقلبي وقرصُ الشمسِ والهمُّ واجب
- ظلِلتُ به أُحصي كواكبَ أدمُعي
- وفي مثلِ ذاكَ اليومِ تُحصى الكواكبُ
- فمَن عاذِري مِن غائبٍ وخيالُه
- إذا خاطَ جفني النومُ أو غابَ آيبُ
- تدرَّعَ سربالَ الدُّجى وكأنّما
- على وجنته رونقُ الصبح ذائبٌ
- ولم يكُ يرعاهُ سوى أخواته
- عنيتُ دَراري النُّجومِ مُراقب
- فما زلتُ منهُ واصلاً وهْوَ هاجرٌ
- وغازلتُ منهُ حاضراً وهو غائِبُ
- له اللهُ من طيفٍ يزورُ وبينهُ
- وبيني رمالٌ جمة ٌ وسباسب
- فللِكُدْرِ في أَطرافهِنَّ مشاربٌ
- وللعُفْرِ في أَكنافهِنَّ مسَارب
- هو البدرُ تهديهِ الكواكب نحونا
- كما البدرُ تهدينا إليهِ الغياهبٌ
- يُنزَّهُني في رَقدتي وهو وافِدٌ
- ويوحِشُني في يَقظّتي وهْوَ ذاهِبُ
- فإِن سُدَّ منه مِنخرٌ جاشَ منخرٌ
- وإن سرَّ منهُ جانبٌ ساءَ جانب
- كما غرَّ بالنارِ الكذوب وميضها
- عيونَ البرايا خلبٌ أو حباحبُ
- كذلكَ دأبُ الدهرِ لم يصفُ موردٌ
- منَ العيشِ إلا كدرتهُ شوائبُ
- قضى جائراً حتى اشرأبت مناسمٌ
- إلى حيثُ شاءت واطمأنت غوارب
- وصادَ العقابَ الصعوُ فاقتاتَ شلوهُ
- وصالَ على أسدِ العَرينِ الثّعالب
- وعندكَ ممّا أنشأتهُ خَواطِري
- غرائبُ فيها للرواة ِ رَغائب
- فطوراً بها في السّلم تُجلى عرائسٌ
- وطوراً بها في الحربِ تُزجى كَتائب
- وإن امراً عطشانَ وافاكَ شائماً
- حياكَ لمدلولٌ على الماءِ قارب
المزيد...
العصور الأدبيه