الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الباخرزي >> أَ بالري أثوي أم أسيرُ معَ الركبِ ؟ >>
قصائدالباخرزي
أَ بالري أثوي أم أسيرُ معَ الركبِ ؟
الباخرزي
- أَ بالري أثوي أم أسيرُ معَ الركبِ ؟
- أسيرُ لأنّ السيرَ أَدنى إلى قلبي
- إذا كانَ من عَزمي التقدُّم في العُلا
- فليسَ من الحَزمِ التخّلفُ عن صحبي
- أدورُ على جنبي مخافة َ أنني
- أرى الجارَ جارَ السوءِ لزقا إلى جَنبي
- ولستُ لأرضُ الهُونِ حِلساً وإن أرُم
- سماءً منَ الجاهِ الرفيعِ فأجدر بي
- وما أنا مُغرى بالكواعِبِ مغرماً
- ولا غزلاً أستنُّ من مرحِ الحبّ
- أتشغلني خودٌ تكعبَ ثديها
- عن الذروة ِ الشماءِ أعلي بها كعبي ؟
- سلامٌ على وكري وإن طويَ الحشا
- على حراتٍ من فراخٍ بها زغب
- ووالهة ٍ عَبرى إذا اشتكتِ النوى
- سقى من جناها الوردَ باللؤلؤ الرطب
- أأذكرُ أيام الحمى ؟ لا، وحقّها
- بلى أتناسى ، إنَّ ذكر الحمى يصبى
- ألم ترني وترت بالشوق عزمة ً
- رمتنْيَ كالسهمِ المَرِيشِ إلى الغرب
- وطيّرت نفسي فهي أسرى منَ القَطا
- وعهدي بها من قبلُ أرسى من القُطب
- وجبتُ طريقاً ذا خطوبٍ طوارقٍ
- فمِن حَرِجٍ ضَنكٍ ومن ضَرِسٍ صَعب
- ودستُ جبالاً كدْنَ يعطبْنَ مُهجتي
- بما ندفت فيها الثلوج من العطْب
- وفارقتُ بيتي كالمهنّدِ دالقاً
- من الغمدِ، واستبدلتُ شعباً سوى شَعبي
- فها أنا في بغدادَ ارعى رياضها
- وأرتعُ منها في الرفاهة ِ والخصبِ
- وأسحبُ أذيالي عَليها، وكرخُها
- مظِنَّة ُ إطرابي، ودَجْلتُها شربي
- وأسبأ من حاناتِها عِكبريّة ً
- أرقَّ من الإعتاب في عُقَبِ العَتْبِ
- فلو صُبَّ في الأجبال حُمْرُ كؤوسِها
- لمعن الصخورُ السودُ خضراً من العشب
- يطوف بها ساقٍ يسيغُك شربَها
- بنقلٍ شهى ٍّ من مقبلهِ العذاب
- وما لي إلى " ما لين " شوقٌ فإنها
- منغصة من جور ِ " حدادها " الكلب
- هو القين ما ينفكّ في الكير نافخاً
- ممالاً بلفظِ العجم لا لغة ِ العرب
- ولم يسرِ في طرق المكارم مذ نشا
- وما زال معروفا سُرى القَين بالكِذْب
- أحبُّ له الخلخالَ لكنْ مُقيِّداً
- ورفعتهُ أختارُ ، لكن من الصلبِ
- لئيمٌ ويعدي لؤمه جلساءهُ
- ولا غرو لو تعدى الصحاحُ من الجرب
- ويُبدعُ في بابِ الضِّيافة ِ مَذهباً
- فرغْفاَنَهُ يُعطي وأَثمانّها يجبْي
- ويَخطبُ أَشعاري، أمن حِزبهِ أنا
- فأنكحها إياهُ ، أم هوَ من حزبي؟
- وأني له مدحي ولي في هجائِهِ
- أوابدُ تُروى في القَراطيسِ والكُتْب
- وخوفني فارتَحت جذلانَ آمِناً
- وبِتُّ رخي البالِ مُلتئمَ الشِّعب
- ولو خاف تهديدَ الفرزدقِ مربعٌ
- لخفتُ ، ولكن لا يرى الخوفُ من دأبي
- وكيف، وعصفوري يرى الصقرَ طعمة ً
- وشاتي تغذو سخلها بدمِ الذئب
- ولو شاءَ مولانا الوزيرُ لكفّني
- وأبلعَني رِيقي ونفّسَ من كربى
- فإنّكَ مَزْرورُ القميصِ على العُلا
- وطينُك معجون من المَجد لا التُّربِ
المزيد...
العصور الأدبيه