الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الباخرزي >> أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي >>
قصائدالباخرزي
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
الباخرزي
- أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
- فبقيتُ مقنولاً وشطَّ الوادي
- وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ
- عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي
- فَصبابتي جدُّ وصَوبُ مَدامعي
- جودٌ ، وصفرة ُ لونِ وجهي جادي
- أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي
- إنَّ السعادة َ في وصالِ سُعادُ
- قالت، وقد فتّشتُ عنها كلَّ من
- لاقيتهُ من حاضرِ أو بادِ :
- أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظَكَ نَحْوه
- تَرَني، فقلتُ لها: فأينَ فؤادي ؟
- لم أدرِ من أي الثلاثة ِ أشتكي
- ولقد عددتُ فأصغِ للأعدادِ:
- من لحظها السيّاف، أم من قدهام
- الرمّاحِ، أم من صُدغها الزَّرّادِ ؟
- ولكم تمنيتُ الفراقَ مغالطاً
- واحتلتُ في استثمارِ عرسِ ودادي
- وطمعتُ منها في الوصالِ لأنها
- تبني الأمورَ على خلافِ مرادي
- هي منَ علمتُ وليسَ لي من بعدها
- إلا مراسلة ُ الحمام الشادي
- يبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي
- بسُعادَ، تَحملُني على الإسعاد
- في ليلة ٍ من هجرها شتوية ٍ
- مَمْدودة ٍ مَخْضوبة ٍ بمدادِ
- عقمت بميلادِ الصباحِ وإنّها
- في الامتداد كليلة ُ الميلادِ
- ما الرأيُ إلا أن أثيرَ ركائبي
- مزمومة ً مشدودة َ الأقتادِ
- من كلِّ مشرفة ٍ كهيكلِ راهبٍ
- تصف النجاء بمرسنٍ مُنقادِ
- ضرغامِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضة ٍ
- وعُقابِ مَرقبة ٍ وحيّة ِ وادِ
- نقشت بحيثُ تناقلت أخفاقها
- عَدوّة في الأجنادِ من أَفرادها
- أَرمي بها البيداء تَفْرقُ جنّها
- فيها ، وترميني إلى الآمادِ
- حتى تنيخَ بروضة مرهومة
- كمُرادها دَمَثاً وخصبَ مُرادِ
- فحصَ النسيمُ ترابَها فانشقَّ عن
- نهرٍ كتنسيمِ الرحيقِ بَرَادِ
- وخَلا الذبابُ بأيكها غَرِداً على
- أعوادِها كالمُطربِ العَوّاد
- وتَرعرعتْ فيها أُطَيفالُ الكَلا
- مُمْتكّة ً ضرعَ الغَمامِ الغادي
- ونضا سرابيلَ المذلة جارها
- واجتابَ غراً سابغَ الأبرادِ
- هي حضرة ُ الشيخِ العميد ولم تزل
- شربَ العطاشِ ومسرحِ الورّاد
المزيد...
العصور الأدبيه