قصائدالباخرزي



أراكَ مُستعجلاً يا حاديَ الإبلِ
الباخرزي



  • أراكَ مُستعجلاً يا حاديَ الإبلِ

  • فاصبرو إن خُلِقَ الانسانُ من عَجَلِ

  • واقرَ السلامَ على غمرٍ تحلُّ بهِ

  • من ماءِ عَيني ولا تقرأ على الوشَلِ

  • وإن نظرتَ إلى العيسِ التي قَلقتْ

  • للظاعنينَ فلا تسكن إلى عذل

  • أجني وأحتالُ في تزويرِ معذرة ٍ

  • والعجزُ للمرءِ ليسَ العجزُ للحِيَلِ

  • وقفتُ والشوقُ يبليني على طللٍ

  • كأنّني طَللٌ بالٍ على جملِ

  • سرّحتُ في جوِّها الأنفاسَ فالتقطت

  • نسيمَ ريّا وأهدتْهُ إلى عِلَلي

  • أرض مكرمة لم يؤذِ تربتها

  • إلاّ تَسَحّبُ أذيالٍ منَ الحللِ

  • شتى اللغاتِ فقل في هاتف غردٍ

  • أو صاهلٍ جَرِسٍ أو باغمٍ غزِلِ

  • ما زالَ مِنها قلوبُ الناسِ عاثرة ً

  • من لطخِ غالية ِ الأصداغِ في وَحَلِ

  • شيدت عليها قبابُ الحي فاتقدت

  • أن البقاعَ لها قسطٌ منَ الدولِ

  • إذا الغبارُ منَ الفُرسانِ سارَ بِها

  • قالوا: أتشكرُ نعماهُ ؟ فقلتُ: أجلْ

  • دار التي حليت بالحسنِ عاطلة

  • فوسْوسَ الحليُّ من غيظٍ على العطلِ

  • بيضاء مُرهفة سُلّتْ على كبدي

  • وأغمدت من سجوفِ الخزِّ في كلل

  • كالظبي لولا اعتلالٌ في نواظرها

  • والظبيُ لا يشتكي من عارضِ العِللِ

  • وقد يقالُ لمصْحاحِ الرِّجالِ به

  • داءُ الظباء ، كذا يروونَ في المثلِ

  • شفاهُها كيفَ لا تَخلو وقد خَزنت

  • ذخيرة َ النحلِ في أُنقوعة ِ العَسلِ

  • ينالُ مَن يَشتهي ماءَ الحياة بها

  • ما كان مِن قَبلُ ذو القَرنينِ لم يَنَلِ

  • كم طافَ بي طيفها والأفقُ مستترٌ

  • بذيلِ سجفٍ منَ الظلماءِ منسدلِ

  • أنى تيسرَ مسراها وقد رسفت

  • من الذوائب طولَ الليلِ في شكلِ

  • وكيف خفت إلى المشتاق نهضتها

  • والثقلُ يقعدها من جانب الكفلِ

  • تأوي إلى حفرة ِ الكدري آونة

  • وتارة ً تَرتقي في سُلّم الحِيَلِ

  • لمّا أحسّتْ بأسفارِ النّوى ونأتْ

  • عني بحرِّ حشاً يخيفهِ بردُ حلي

  • يا حبّذا هو من ضيفٍ وهبتُ له

  • سمعي وعيني إبدالاً من النزلِ

  • وأزعجتها دواعي البينِ وانكمشت

  • تَسري وفي مُقلتيها فَتْرة ُ الكسَلِ

  • فرشت خدَّي لِمَمْشاها وقلتُ لها:

  • أخشى عليك الطريقَ الوعرَ فانتعَلي

  • سَقياً لها ولركب رُزَّحٍ نَفَضوا

  • باقيها نطوعَ الأينقِ الذللِ

  • جابُوا الفلاة َ وأغرتْهم بها هِمَمٌ

  • خلقنَ كلا على السفارِ والرحلِ

  • فجاوزوا كنسَ آرامٍ يحصنها

  • ضراغمُ الروعِ في غابِ القنا الذبلِ

  • من بعدِ ما كبوا ملكَ المطية ِ في

  • بحرِ السرابِ وحثوها بلا مهلِ

  • أعجب بفلكٍ لها روحٌ يغرقها

  • مخاضة الآلِ في ماءٍ بلا بَلَلِ

  • والجَدُّ نُهزة ُ ذي جدٍّ يطيرُ إلى الْـ

  • أَكوارِ عندَ وقوعِ الحادثِ الجَلَلِ

  • يَغشى الفَلا والفَيافي والمطيُّ لها

  • ضربانِ من هَزَجٍ فيها ومن رَمَلِ

  • حتى تُقَرِّبَ أطنابَ الخيامِ إلى

  • منجى اللهيفِ وملجا الخائفِ الوجلِ

  • فتى محمد الراوي المكارمَ من

  • عيسى أبي الحسنِ الشيخِ العميدِ علي

  • فمن زمامٍ إلى مغناهُ منعطفٍ

  • ومن عنانٍ إلى مأواهُ منفتلِ

  • آثارهُ نسخت أخبارَ من سلفوا

  • نسخَ الشّريعة ِ للأديانِ والمِلَلِ

  • يولي الجميلَ وصرفُ الدهر يقبضُ من

  • يديهِ والفحلُ يحمي وهو في العقلِ

  • تصرفت سائلوهُ في مواهبهٍ

  • تصرفَ النفرِالغازينَ في النفلِ

  • أردتُ أُحصي ثناياهُ فغالطَني

  • وقال : أحصِ ثناء الرائحِ الزجلِ

  • كذا ابنُ عمرانَ نادى ربهُ : أرني

  • أنظر إليك ، فقالَ : انظر إلى الجبلِ

  • إن خط خاطَ على قرطاسه حللاً

  • يُهدي بهِ الوشيَ للأحياءِ والحِللِ

  • وإن ترسلَ أدى سحرهُ خدعاً

  • يصفي إليهنَّ سمعُ الأعصمِ الوعلِ

  • وإن تكلَّم زلَّ الدرُّ عن فمِهِ

  • في حجره وهو معصومٌ عن الزللِ

  • وإن تقلّدَ من ذي إمرة ٍ عملاً

  • وجدتَهُ علماً في ذلك العمَلِ

  • وإن تفحّصَ أحوالَ النّجومِ درى

  • ما حم من أجلٍ في الغيبِ أو أملِ

  • كأنّهُ شعرة ٌ في لقمة ِ الخَجِلِ

  • لو مُد لي طوَلٌ مُرخى ً منَ الأجَلِ

  • أنامني تحت ظلِّ الأمنِ إذ نتقت

  • وما نسيتُ ولا أنسى اعتصامي من

  • جواره بُعراً الأسبابِ والوُصَلِ

  • إذا التقيتُ بهِ في موقفٍ شرقت

  • منه الشعابُ بسيلِ الخيلِ والخولِ

  • ولم أكن عالماً قبلَ الحلولِ بهِ

  • أنيَّ أرى رجلاً في بُردَتَيْ رَجُلِ

  • يا ضائراً نافعاً إن ثارَ هائِجُهُ

  • أسالَ مهجة َ أقوامٍ على الأسَلِ

  • يُذيقُهم تارة ً من خُلقهِ عَسَلاً

  • حلواً وطوراً يديفُ السمَّ في العَسَلِ

  • خذْها أبا حَسَنٍ غراءَ فائقة ً

  • وَلَتْ وجوهَ الملوكِ الصيِّدِ من قبلي

  • أكثرتُ فيها ولم أهجرْ بلاغتَهُ

  • وليسَ كثرة ُ تكثيري من الفَشَلِ

  • إذا تمنت سواها أن تضاهيها

  • خابَت وما النّجَلُ الموْموقُ كالحوَلِ

  • أفادَها خاطري بينَ الورى خطراً

  • وصاغها خلدي من غيرِ ما خللِ

  • يحلو بها فم راويها فتحسبهُ

  • وينشقُ الورد منها كلُّ منغمس ٍ

  • في اللهوِ نَشوانَ في ظلِّ الصبا جذلِ

  • ورب شعرٍ كريهٍ عندَ ذائقهِ



أعمال أخرى الباخرزي



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك