الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها >>
قصائدالأبيوردي
ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها
الأبيوردي
- ولوعة ٍ بتُّ أخفيها وأُظهرها
- بمنزلِ الحيِّ بينَ الضّالِ والسَّلمِ
- وَالدَّمعُ يَغْلِبُني طَوْراً وَأَغلِبُهُ
- وَمَنْ يُطيقُ غِلابَ المَدامعِ السَّجمِ
- حتّى تبيَّنَ صحبي ما اتُّهمتُ بهِ
- فقلتُ للطَّرفِ هذا موضعُ التُّهمِ
- ظَلَلْتَ تُذْري دُموعاً ما يُنَهْنِهُها
- عذلُ الصَّديقِ فسرّي غيرُ مكتتمِ
- هَبْني أُغَيِّظُها مَالَمْ تُشَبْ بِدَمٍ
- فكيفَ أسترها ممزوجة ً بدمِ
- وهكذا كنتَ تبكي يومَ ذي بقرٍ
- وليلة َ الجزعِ والمثوى على إضمِ
- فأنتَ أمنعُ لي ممّا أحاولهُ
- مِنَ الوُشاة ِ فَدَعْني وَالهَوى وَنَمِ
- ويحَ العذولِ أما يُبقي على دنفٍ
- طَوى الحَيازيمَ مِنْ وَجْدٍ على أَلمِ
- يمشي بعرضي إلى ظمياءَ يثلمهُ
- وَقدْ دَرَى أنَّ مِنْ ألحاظِها سَقَمي
- إنْ أعرضتْ ونأتْ أوْ أقبلتْ ودنتْ
- فَهْيَ المُنَى ، وَالهَوى النَّجدِيُّ مِن
- ْ وَرُبَّ لَيلٍ طَليحِ النَّجمِ قَصَّرَهُ
- بها الشِّفاءانِ منْ لثمٍ وملتزمِ
- تَقَبِيلَة ٌ كَانتِهاز الصَّقْرِ فُرْصَتهُ
- بها التقى في عناقٍ خدُّها وفمي
- وَلم يكنْ بَعْدَها إلا التُّقى وَطَرٌ
- وَهَلْ خَطَتْ بِي إلى ما شَانَنِي قَدَمي؟
- ثمَّ افْتَرَقْنا فَأَغْنَتْنا مَباسِمُها
- عن البُرُوقِ، وَأَجْفاني عَنِ الدِّيَمِ
- والثَّغرُ منها كعقدٍ وهوَ منتظمٌ
- وَالدَّمْعُ مِنّي كَعِقْدٍ غَيْرِ مُنْتَظِمِ
- وَاللَّيلُ يَنْفِي ضِياءَ الصُّبحِ ظُلْمَتُهُ
- كعابسٍ ما بهِ أنسٌ لمبتسمِ
- إنْ شَاعَ عنْ أَزرِها مِنْ عِفَّتِي خَبَرٌ
- فإنَّ شَاهِدَها فيما حَكتْ كَرَمِي
المزيد...
العصور الأدبيه