الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها >>
قصائدالأبيوردي
وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها
الأبيوردي
- وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها
- لألقى أناة َ الخطوِ منْ سلفيْ سعدِ
- أُمَزِّقُ جِلْبابَ الظَّلامِ كَما فَرى
- أخو الحزنِ ما نالتْ يداهُ منَ البُردِ
- وَقَدْ عَبَّ في كَأْسِ الكَرى كُلُّ راكِبٍ
- فمالَ نزيفاً والجيادُ بنا تردي
- وَحَلَّ عِقالَ الوَجْدِ شَوْقٌ كَأَنَّهُ
- شرارة ُ ما يرفضُّ منْ طرفِ الزَّندِ
- وأوقرَ أجفاني دموعٌ نثرتها
- على مِحْمَلي نَثْرَ الجُمانِ مِنَ العِقْدِ
- فَلَمْ يُبْقِ مِنّي الحُبُّ إِلاّ حُشاشَة ً
- يُجاذِبُنِيها ما أُعاني مِنَ الوَجْدِ
- وظمياءَ لا تجزي المحبَّ بودِّهِ
- وللهِ ما يخفيهِ منهُ وما يُبدي
- وتوهي مريراتِ العهودِ خيانة ً
- لِمُصْفِي الهَوى راعِي المَوَدَّة ِ وَالعَهْدِ
- وترتاحُ للواشي بأذنٍ سميعة ٍ
- تلقَّفُ منهُ ما ينيرُ وما يسدي
- وتنكرُ حتّى ليلة َ الجزعِ بالحمى
- ليالينا بالسَّفحِ منْ علميْ نجدِ
- وقدْ زرتها والباتراتُ هواتفٌ
- بنا وأنابيبُ الرُّدينيَّة ِ الملدُ
- وَذُقْتُ لهاـ أسْتَغْفِرُ اللّهَ ـ ريقَة ً
- كبيضاءَ قدْ شيبتْ بحمراءَ كالوردِ
- وَنِلْتُ حَديثاً كادَ يَغشى مواقفي
- منَ القلَّة ِ الشَّماءِ بالأعصمِ الفردِ
- ولمّا افترقنا كانَ ما وعدتْ بهِ
- سَراباً، وَمَنْ بِالمْاء مِنْ حَجَرٍ صَلْدِ؟
- ومنْ عجبٍ أنْ تخلفَ العهدَ غادة ٌ
- أَبي وأَبوها مِن بَني صادقِ الوَعْدِ
- وبالقلبِ وَشمٌ من هواها وَلَمْ يَكُنْ
- ليمحوهُ غدري حياءً من المجدِ
- أَحِنُّ إليها والعُلَيْمي عاذِلِي
- هُذَيْمُ أَفِقْ مِنْ مَنْطقٍ حَزَّ في جِلدي
- فَلَوْلا ابْنَة ُ السَّعديِّ لَمْ يَكُ مَنزلي
- بحيثُ العرارُ الغضُّ يلتفُّ بالرَّندِ
- ولا هاجَ شَوقي نَفحَة ٌ غَضَويَّة ٌ
- غداة َ تلقتها العرانينُ منْ نجدِ
- ومنْ أَجلها أُبدي الخُضوعَ لِقَومها
- وأمحضهمْ ودِّي وأوطئهمْ خدِّي
- ولي شيمة ٌ عسراءُ ترأمُ نخوة ً
- تحلِّئُ سيفي عنْ مُضاجعة ِ الغمدِ
المزيد...
العصور الأدبيه