الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي >>
قصائدالأبيوردي
مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي
الأبيوردي
- مَنِ الرَّكْبُ يابْنَ العامِرِيِّ أَمامي
- أَهُمْ سِرُّ صُبْحٍ في ضَميرِ ظَلامِ
- يُشَيِّعُهُمْ قَلْبُ المَشُوقِ ، وَرُبَّما
- يُقادُ إلى ما ساءَهُ بِزِمامِ
- وَقَدْ بَخِلَتْ سُعْدى فلا الطَّيْفُ طارِقٌ
- وليسَ بِمَرْدودٍ إلَيَّ سَلامي
- مِنَ الهيفِ تَستْعَدي على لَحظِها المَها
- وَتَسْلُبُ خُوطَ البانِ حُسْنَ قَوامِ
- وَكمْ ظَمَأٍ تَحْتَ الضُّلوعِ أُجِنُّهُ
- إلى رَشَفاتٍ مِنْ وَراءِ لِثامِ
- وَما ذُقْتُ فاهَا غَيْرَ أَنّي مُكَرِّرٌ
- أَحاديثَ يَرْويها فُروعُ بَشامِ
- هَوى ً حالَ صَرْفُ الدَّهرِ بيني وَبَينَهُ
- أَقُدُّ لهُ الأَنفاسَ وَهيَ دَوامِ
- وَغادَرَني نِضْوَ الهُمومِ ، يُثيرُها
- غِناءُ حَمامٍ أَو بُكاءُ غَمامِ
- وَأَشْتاقُ أَيَّامَ العَقيقِ وَأَنثَني
- بِأَرْبَعَة ٍ مِنْ ذِكْرِهِنَّ سِجامِ
- وَهَل أَتناسَى العَيشَ غَضاً كَأَنَّهُ
- أُعيرَ اخضِراراً في عِذارِ غُلامِ
- بِأَرضٍ كَأَنَّ الرَّوضَ في جَنَباتِها
- يَجُرُّ ذُيولَ العَصْبِ فَوْقَ أَكامِ
- إِذا صافَحَتْ غُدْرانَهُ الرِّيحُ خِلْتَها
- تُدَرِّجُ أَثْراً في غِرارِ حُسامِ
- وَنامَ حَوالَيْها العَرارُ كَأَنَّها
- تُديرُ على النُّوّارِ كأْسَ مُدامِ
- سَبَقنا بِها رَيْبَ الزَّمانِ إلى المُنى
- وَقَدْ لَقِحَتْ أَسماعُنا بِمَلامِ
- وَمِنْ أَريحيّاتي إذا اقتادَني الهَوى
- أَفُضُّ وإِنْ ساءَ العَذولُ لِجامي
- وَمازَالتِ الأَيّامُ تُغري بِنا النَّوى
- وَتَسْحَبُ ذَيْلَيْ شِرَّة ٍ وَعُرامِ
- أَراها على سُعْدى غَيارى كَأَنَّما
- بِها ما بِنا من صَبْوَة ٍ وَغَرامِ
- فَيا ليْتَها إذ جاذَبَتْني وِصالَها
- تَرَكْنَ هَواها أوْ حَمَلْنَ سَقامي
- لَعَمْرُ المَعالي حَلْفَة ً أُمَويَّة ً
- لَسَدَّ عَلَيَّ الدَّهرُ كُلَّ مَرامِ
- أما في لئامِ النَّاسِ مَنْدوحَة ٌ لَهُ
- فَحَتامَ لا يَحتاجُ غَيْرَ كِرامِ؟
- لأدَّرِ عَنَّ اللَّيلَ يَلْمَعُ صُبْحُهُ
- تَحَدَّرَ راحٍ مِنْ خِلالِ فِدامِ
- عَلى أَرْحَبِيّاتٍ مَرَقْنَ مِنَ الدُّجى
- وقد لَغبَ الحادي، مُروقَ سِهامِ
- حَوامِلَ لِلْحاجاتِ تُلْقى رِحالُها
- إلى ماجِدٍ رَحْبٍ رَحْبِ الفِناءِ هُمامِ
- أَغَرُّ كِلابيٌّ عَلَيْهِ مَهابَة ٌ
- تُغَضُّ له الأبصارُ وَهْيَ سَوامي
- مِنَ القَوْمِ لَمْ يَسْتَقْدِحِ المَجْدَ زَنْدَهُ
- لَدى الفَخْرِ إِلاّ أَوْقَدوا بِضِرامِ
- وَأَعْلاهُمُ في قُلَّة ِ المَجْدِ مَرْقِباً
- أَخو نِعَمٍ في المُعْتَفينَ جِسامِ
- مُحَجَّبُ أطرافِ الرِّواقَيْنِ بِالقنا
- إِذا ادَّرَعَ الخَيْلانِ ظِلَّ قَتامِ
- ولم تعثرا إلا بأشلاءِ غلمة ٍ
- تروِّي غليل المشرفيِّ وهامِ
- نُطالِعُ مِنْ أَقْلامِهِ وَحُسامِهِ
- مَقَرَّ حَياة ٍ في مَدَبِّ حِمامِ
- وَيَخْبُرُ أَهواءَ النُّفوسِ بِنَظرَة ٍ
- تَفُضُّ لَها الأَسرارُ كُلَّ خِتامِ
- وَتَنْضَحُ كَفّاهُ نَجيعاً وَنائِلاً
- تَدَفُّقَ نائي الحَجْرَتَيْنِ رُكامِ
- بِحِلْمٍ إذا الخَطْبُ اسْتًطيرَت لهُ الحُبا
- رَماهُ بِرُكنَي يَذبُلٍ وَشَمامِ
- وَخَلْقٍ كما هَبَّتْ شَمالٌ مَريضَة ٌ
- على زَهَراتِ الرّوْضِ غِبَّ رِهامِ
- وَعِرْضٍ كَمَتْنِ الهِنْدُوانِيِّ ناصِعٌ
- تَذُبُّ المَعالي دونَهُ وتُحامي
- صَقيلُ الحَواشِي ، مَسْرَحُ الحَمْدِ عِنْدَهُ
- رَحيبٌ ، وما فيهِ مُعَرَّسُ ذامِ
- فللِّهِ مَجْدٌ أَعْجَزَ النَّجْمَ شَأَوُهُ
- أَحَلَّكَ أَعْلى ذِرْوَة ٍ وَسَنامِ
- وَهَبَّتْ بِكَ الآمالُ بَعْدَ ضَياعِها
- لَدَى مَعْشَرٍ عنْ رَعْيهِنَّ نِيامِ
- فَدونَكَ مِمّا يَنْظمُ الفِكْرُ شُرَّداً
- سَلَبْنَ حَصى المَرْجانِ كُلَّ نِظامِ
- تَسيرُ بِشُكْرٍ غائِرِ الذِّكْرِ مُنْجِدٍ
- يُناجي لِسانَيْ مُعْرِقٍ وَشَآمي
- وَيَهْوَى مُلوكُ الأرضِ أنْ يُمْدَحوا بِها
- وما كُلُّ سَمْعٍ يَرْتَضيهِ كَلامي
- أَلَمْ يَعْلَموا أَنّي تَبَوَّأْتُ مَنْزِلاً
- يُطَنِّبُ فَوْقَ النَّيِّرَينِ خِيامي
- وقد كنتُ لا أرضى وَبي لا عِجُ الصَّدى
- سِوى مَنْهَلٍ عَذْبِ الشريعَة ِ طامِ
- وَلَما استَقَّرَتْ في ذراكَ بِنا النَّوى
- وقَد كَرُمَ المَثْوى ، نَقَعْتُ أُوامي
المزيد...
العصور الأدبيه