الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَمَعَتْ كَناصِيَة ِ الحِصانِ الأَشْقَرِ >>
قصائدالأبيوردي
لَمَعَتْ كَناصِيَة ِ الحِصانِ الأَشْقَرِ
الأبيوردي
- لَمَعَتْ كَناصِيَة ِ الحِصانِ الأَشْقَرِ
- نارٌ بِمُعْتَلِجِ الكَثيبِ الأَعْفَرِ
- تَخْبو وَتُوقِدُها وَلائِدُ عامِر
- بالمندليِّ وبالقنا المتكسِّرِ
- فَتَطارَحَتْ مُقَلُ الرَّكائِبِ نَحْوَها
- وَلَنا بِرامَة َ وِقْفَة ُ المُتَحَبِّرِ
- وَهَزَزْتُ أَطْرافَ السِّياطِ فَأَرْقَلَتْ
- وبها مراحُ الطّارقِ المتنوِّرِ
- حِنّي رُوَيْداً ناقُ إِنَّ مُناخَنا
- بعنيزتينِ، ونارها بمحبرِ
- فمتى اللِّقاءُ ودونَ ذلكَ فتية ٌ
- ضربتْ قبابهمُ بقنَّة ِ عرعرِ
- وَأَسِنَّة ُ المُرّانِ حَولَ بُيوتِهِمْ
- شدَّتْ بها عذرُ العتاقِ الضُّمَّرِ
- فهمُ يشّبونَ الحروبَ إذا خبتْ
- بِالبِيضِ تَقْطِرُ بالنَّجيعِ الأَحْمَرِ
- يا أختَ مقتحمِ الأسنَّة ِ في الوغى
- لَولا مُراقَبَة ُ العِدا لَم تُهْجَري
- هل تأمرينَ بزورة ٍ من دونها
- حدقٌ تشقُّ دجى الظَّلامِ الأخضرِ
- أَأُصانِعُ الأَعْداءَ فيكِ وَطالَما
- خضبَ القنا بدماءِ قومكَ معشري؟
- وَيَروعُني لَغَطُ الوُشاة ِ ، وَقَبْلَنا
- حكمتْ قبائلُ خندفٍ في حميرِ؟
- لأشارفنَّ إليكِ كلَّ تنوفة ٍ
- زوراءَ تعقرُ بالمشيحِ الأزورِ
- فلكمْ هززتُ إليكِ أعطافَ الدجى
- وركبتُ هادية َ الصَّباحِ المسفرِ
- نفسي فداؤكِ من عقيلة َ معشرٍ
- مَنَعوا قُضاعَة َ بِالعَديدِ الأَكْثَرِ
- أَلِفَتْ ظِباءَ الوَادِيَيْنِ ، فَعِنْدَها
- حَذَرُ الغَزالَة ِ والْتِفافُ الجُؤْذَرِ
- وَبِمَنْشِطِ الحَوْذانِ خَمْسَة ُ أَرْسُمٍ
- تَبْدو فَأَحْسَبُهُنَّ خَمْسَة َ أَسْطُرِ
- وافَيْتُها وَالرَّكْبُ يَسْجُدُ لِلْكَرى
- والعيسُ تركعُ بالحزيزِ الأوعرِ
- فَوَقَفْتُ أَسْأَلُها وَفي عَرَصاتِها
- طربُ المشوقِ وحنَّة ُ المتذكِّرِ
- وكأنَّ أطلالاً بمنعرجِ اللَّوى
- أشلاءُ قتلاكَ الَّتي لم تقبرِ
- أَخْلَيْتَ مِنْها الشّامَ حِينَ تَظَلَّمَتْ
- منها، ومن يستجدِ عدلكَ ينصرِ
- فقشرتَ بالعضبِ الجرازِ قشيرها
- وقلعت بالأسلاتِ قلعة َ جعبرِ
- شمّاءُ تلعبُ بالعيونِ، وترتدي
- هضباتها حللَ السَّحابِ الأقمرِ
- وتحلُّها عصبٌ تضرِّمُ للقرى
- شذبَ الأراكِ زهادة ً في العنبرِ
- قومٌ حصونهم الأسنَّة ُ والظُّبا
- وَالخَيْلُ تَنْحِطُ في مَطارِ العِثْيَرِ
- ألفوا ظهورَ المقرباتِ وما دروا
- أنَّ المصيرَ إلى بطونِ الأنسرِ
- فَخَبَتْ بِبَأْسِكَ فِتْنَة ٌ عَرَبِيَّة ٌ
- كانَتْ تُهَجْهِجُ بِالسَّوامِ النّفَّرِ
- وفتحتَ أنطاكيَّة َ الرّومَ الَّتي
- نشزتْ معاقلها على الإسكندرِ
- وكفى معزَّ الدّينِ رأيكَ عسكراً
- لجباً يجنِّحُ جانبيهِ بعسكرِ
- وطئتْ مناكبها جيادكَ فانثنتْ
- تلقي أجنَّتها بناتُ الأصقرِ
- تردي كما نسلتْ سراحينُ الغضى
- قُبْلَ العُيونِ بِجِنَّة ٍ مِنْ عَبْقَرِ
- وَتَرَى الشُّجاعَ يُديرُ في حَمْسِ الوَغى
- حَدَقَ الشُّجاعِ يَلُحْنَ تَحْتَ المِغْفَرِ
- فتناوشَ الأسلُ الشَّوارعُ أرضها
- وَالخَيْلُ تَعْثُرُ في العَجاجِ الأَكْدَرِ
- رُفِعَتْ منارُ العَدْلِ في أَرْجائِها
- فاللَّيْثُ يَخْضَعُ لِلْغَزالِ الأَحْوَرِ
- وَتَرَشَّفَ العافونَ مِنْكَ أَنامِلاً
- يَخْلُفْنَ غادِيَة َ الغَمامِ المُغْزِرِ
- وردوا نداكَ فأصدرتْ نفحاتهُ
- عَنْكَ المُقِلَّ يَجُرُّ ذَيْلَ المُكْثِرِ
- وَصَبا الدُّهورِ إِلَيْكَ بَعْدَ مُضِيِّها
- لترى نضارة َ عصركَ المتأخِّرِ
- فغدا بها الإسلامُ يسحبُ ذيلهُ
- مرحاً ويخطرُ خطرة َ المتبخترِ
- إِيْهاً فَقَدْ أَدْرَكْتَ مِنْ شَرَفِ العُلا
- ما لم ينل، وذخرتَ ما لم يذخرِ
- وَبَلَغْتَ غايَة َ سُؤْدَدٍ لَمْ يُلْفِهِ
- كِسْرى ، وَلا عَلِقَتْهُ هِمَّة ُ قَيْصَرِ
- فإذا استجارَ بك العفاة ُ تبيَّنوا
- أثرَ السَّماحِ على الجبينِ الأزهرِ
- وَرَأَوا عُلا إِسْحاقَ شَيَّدَ سَمْكَها
- كرمُ الرَّضيَّ، فيالهُ من مفخرِ
- ومناصباً فرعتْ ذؤابة َ فارسٍ
- لم يستبدَّ بهنَّ آلُ المنذرِ
- يا صاحبيَّ دنا الرَّحيلُ فقربِّا
- وَجْناءَ تَكْفُلُ بِالغِنى لِلْمُقْتِرِ
- وَتَجُرُّ أَثْناءَ الزِّمامِ إلى فَتًى
- خَضِلِ الأَنامِلِ ، كِسْرَوِيِّ المَفْخَرِ
- فَمَطالعُ البيْداءِ تَعْلَمُ أَنَّني
- أَسْري وأَعْنُفُ بِالمَهارَى الحُسَّرِ
- وأحبِّرُ الكلمِ الَّتي لا أرتضي
- مِنها بِغَيْرِ الشّارِدِ المُتَخَيَّرِ
- وَجَزالَة ُ البَدَوِيِّ في أَثْنائِهِ
- مفترَّة ٌ عن رقَّة ِ المتحضِّرِ
- وإليكَ يلتجئُ الكريمُ، ويتَّقي
- بكَ ما يحاذرُ، والنَّوائبُ تعتري
- وَالأَرْضُ دارُكَ ، والبَرايا أَعْبُدٌ
- وَعلى أَوامِرِكَ اخْتِلافُ الأَعْصُرِ
المزيد...
العصور الأدبيه