الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> لَحَى اللَّهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَة ً >>
قصائدالأبيوردي
لَحَى اللَّهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَة ً
الأبيوردي
- لَحَى اللَّهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَة ً
- لضرَّاء يرمينا بها فيصيبُ
- وَيُنْجِدُ بِي طَوْراً، وَطَوْراً يَغُورُ بي
- كَأَنِّي على ما في البِلادِ رَقِيبُ
- وَلَما أَزارَتْني النَّوى أَرْضَ عامِرٍ
- بَكَى صَاحِبي وَالحَيُّ مِنْهُ قَريبُ
- فليمَ -ومعذورٌ على الهمِّ والبُكا-
- رميٌّ بما يقذي العيونَ كئيبُ
- وقالوا يمانٍ روَّعتهُ مهامهٌ
- أبت أنْ يرى فيها الموارد ذيبُ
- وثاروا إلى نضوي يفدُّونَ فوقهُ
- أُشَيْعِثَ يُدْعَى لِلنَّدى فَيُجيبُ
- وَمَنْ بَاتَ مَرْهومَ الرِّداءِ بِدَمعِهِ
- فَما في دُموعي لِلْخُطوبِ نَصيبُ
- وقالتْ سليمى إذْ رأتني لتربها
- وراقمها وجهٌ أغرُّ مهيبُ
- أَظُنَّ الفَتى مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ ، فَإِنْ يَكُنْ
- أَبُوُهُ أَبَا سُفْيانَ فَهْوَ نَجيبُ
- أرى وجههُ طلقا يضيءُ جبينهُ
- وَأَحْسَبُ أَنَّ الصَّدْرَ مِنْهُ رَحيبُ
- سليهِ يكلِّمنا فإنَّ اختيالهُ
- على ما بِهِ مِنْ خَلَّة ٍ لَعَجيبُ
- فَقُلْتُ غُلامٌ مِنْ أُمَيَّة َ شَاحِبٌ
- بأرضكما نائي المزارِ غريبُ
- وَلَيْسِ بِبدْعٍ أَنْ يُخَفِّضَ جَأَشَهُ
- على عدمهِ حيثُ المرادُ جديبُ
- فمنْ شيمِ الأيّامِ أنْ يسلبَ الغنى
- حسيبٌ وأنْ يكسى الهوانَ أديبُ
- فقالتْ ولم تملكْ سوابقَ عبرة ٍ
- أقمْ عندنا إنَّ المحلَّ خصيبُ
- وَحَوْلَكَ مِنْ حَيَّيْكَ قَيسٍ وَخِنْدِفٍ
- كهولٌ مكاريمُ الضُّيوفِ وشيبُ
- وما علمتْ أنِّي لأمرٍ أرومهُ
- أَطوفُ، وَراجِي اللَّهِ ليسَ يَخيبُ
- فلا ألفتْ نفسي العلا إنْ طويتها
- على اليأسِ ما حنَّتْ روائمُ نيبُ
المزيد...
العصور الأدبيه