الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ >>
قصائدالأبيوردي
عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ
الأبيوردي
- عَلَوْتَ فَدُونَكَ السَّبْعُ الشِّدادُ
- وأَنتَ لِكُلِّ مَكْرُمَة ٍ عِمادُ
- وّدانَ لَكَ العِدا فَلَهُمْ خُضوعٌ
- وَلولا الرُّعْبُ لَجَّ بِهِمْ عِنادُ
- وَعَزُّوا حِينَ غِبْتَ فَهُمْ أُسْوَدٌ
- وَذَلُّوا إذْ حَضَرْتَ فَهُمْ نَقادُ
- إذا ما سارَقُوكَ اللَّحْظَ أَدْنَتْ
- مَسافَتَهُ المُهَنَّدَة ُ الحِدادُ
- كَأَنَّهُمُ وَنارُ الحَرْبِ يَقْظَى
- تَمَشَّى في عُيونِهِمُ الرُّقادُ
- هُمُ بَخِلوا بِطاعَتِهِمْ وَلكنْ
- على الأَسَلاتِ بِالأرْواحِ جادوا
- وَغَرَّهُمُ بِكَ المَطْوِيُّ كَشْحاً
- على إحَنٍ يَغَصُّ بِها الفُؤادُ
- وَكَيْفَ يَرومُ شَأْوَكَ في المَعالي
- وَشِسْعُكَ فَوْقَ عاتِقِهِ نِجادُ
- يَضِجُّ الدَّسْتُ مِنْ حَنَقٍ عَلَيْهِ
- وَيَبْصُقُ في مُحَيَّاهُ الوِسادُ
- فَأَخْلَدَ مِنْ غِوايِتَهِ إلَيْهِمْ
- وَبانَ لَهُ بهُلْكِهِمُ الرَّشادُ
- وَسَوَّلَ بِالمُنى لَهُمُ أُموراً
- أَعاروها جَماجِمَهمْ فَبادُوا
- وَدَبَّرَها فَدَمَّرَها بِرَأْيٍ
- تُجانِبُهُ الإصابَة ُ وَالسَّدادُ
- خَبَتْ نَجَداتُهمْ، وَالجُبْنُ يُعْدي
- بِهِ، وَالنّارُ يُطْفِئُها الرَّمادُ
- إذا صَلَحَتْ لَهُ حالٌ فَأَهْوِنْ
- عَلَيهِ بِأَنْ يَعُمَّهُمُ الفَسادُ
- كَأَنَّ النَّقْعَ إذْ أَرْخى سُدولاً
- عَلَيهِمْ قَبلَ مَهْلِكِهِمْ حِدادُ
- كَأَنَّ الصَّافِناتِ الجُرْدَ فيهم
- يُدافُ على قَوائِمِها الجِسادُ
- فَهُمْ مِنْ بَيْنِ مُعْتَجِرٍ بِسَيفٍ
- وَمُقْتَسَرٍ يُؤَرِقُهُ الصِّفادُ
- وَآَخَرُ تَرْجُفُ الأحْشاءُ مشنْهُ
- نَجا بِذَمائِهِ، وَلَكَ المَعادُ
- وَكانَ لَهُ سَوادُ اللَّيلِ جاراً
- وَبئْسَ الجارُ لِلْبَطلِ السَّوادُ
- يُحَرِّكُ طِرْفَهُ وَبِهِ لُغوبٌ
- وَيَمْسَحُ طَرْفَهُ وَبهِ سُهادُ
- إذا ارْتَكَضَ الكَرَى في مُقْلَتَيْهِ
- أَقَضَّ على جَوانِحِهِ المِهادُ
- أَبى أَنْ يَلْتَقي الجَفْنانِ مِنْهُ
- كَأَنَّ الهُدبَ بَيْنَهُما قَتادُ
- فَأَلْحِمْهُمْ سُيوفَكَ ، إِنَّ فيها
- إذا انتُضِيَتْ، رَغائِبَ تُسْتَفادُ
- وَلَسْتَ بِواجِدٍ لَهُمُ ضَميراً
- أَبَنَّ به وَفاءٌ أَو وِدادُ
- يَلُفُّونَ الضلوعَ على حُقودٍ
- لها بِمَقيلِ هَمِّهِمُ اتِّقادُ
- إِذا ما السَّيْفُ خَشَّنَ شَفْرَتَيْهِ
- أَخو الغَمَراتِ لانَ لَهُ القِادُ
- وَكَمْ لَكَ مِنْ مَواطِنَ صالِحاتٍ
- بِهِنَّ لِفارجِ الكُرَبِ احتِشْادُ
- وَأَبْطالٍ كَآسادٍ تَمَطَّتْ
- كَذُؤْبانِ الرِّداهِ بِهِمْ جِيادُ
- تَخالُهُمُ أَراقِمَ في دُروعٍ
- تُحَدِّقُ مِنْ مَطاويها الجَرادُ
- إذا دَلَفوا إلى الهَيْجاءِ عَفَّتْ
- على الأَعْداءِ داهِيَة ٌ نَآدُ
- بِيَوْمٍ كادَ مِنْ قَرَمٍ إِلَيْهِمْ
- تَلَمَّظُّ في حَواشِيهِ الصِّعادُ
- وَطِئْتَ بِهْمِ سَنامَ الأرضْ حَتّى
- تَرَكْتَ تِلاعَها وَهْيَ الوِهادُ
- تُلَقّي الطَّعْنَ لَبّاتِ المَذاكِي
- وَيُدْمي مِنْ حَوامِيها الطِّرادُ
- فأَنْتَ الغيثُ، شِيمَتُهُ سَماحٌ
- وأَنْتَ اللَّيْثُ ، عُرْضَتُهُ جِلادُ
- مِنَ النَّفَرِ الأُلى نَقَصَ المُسامي
- غَداة َ رأى مَساعِيَهُمْ وَزادوا
- لَهُمْ أَيْدٍ إذا اجتُدِيَتْ سِباطٌ
- تُصافِحُهنَّ آمالٌ جِعادُ
- ووادٍ مُونِقُ الجَنَباتِ ، تَأْوي
- إليهِ، إذا تَجَهَّمَتِ البِلادُ
- وَمِثْلُكَ زانَ سُؤْدَدَ أَوَّليهِ
- بِطارِفِهِ ، وَزيَّنَهُ التِّلادُ
- فَأَنْمَيْتَ الذي غَرَسوهُ قَبْلاً
- كَما يَتَعاهَدُ الرَّوْضَ العِهادُ
- فَلا زالَتْ زِنادُكَ وارياتٍ
- فَقدْ وَرِيَتْ بِدَوْلَتِكَ الزِّنادُ
المزيد...
العصور الأدبيه