الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> طَرَقَتْ ، ونحنُ بِسُرَّة ِ البَطْحاءِ >>
قصائدالأبيوردي
طَرَقَتْ ، ونحنُ بِسُرَّة ِ البَطْحاءِ
الأبيوردي
- طَرَقَتْ ، ونحنُ بِسُرَّة ِ البَطْحاءِ
- واللَّيلُ يَنْشُرُ وَفْرَة َ الظَّلْماءِ
- فَرَأَتْ رَذَايا أَنْفُسٍ تُدْمِي بِها
- أيدي الخُطوبِ غَوارِبَ الأَنْضاءِ
- وإذا النّوى مدَّتْ إلينا باعها
- سدَّتْ بهنَّ مطالعُ البيداءِ
- أأميمَ كيفَ طويتِ أروقة َ الدُّجى
- في كلِّ أغبرَ قاتمِ الأرجاءِ؟
- هلاّ اتقيتِ الشُّهبَ حين تخاوصتْ
- فَرَنَتْ إِليكِ بِأَعْيُنِ الرُّقَبَاءِ
- خُضتِ الظَّلامَ، ومن جبينكِ يجتَلى
- صُبْحٌ يَنِمُّ عليكِ بِالأَضواءِ
- فطرقتِ مطويَّ الضلوعِ على جوى ً
- أغضى الجفونَ بهِ على الأقذاءِ
- من أريحّياتٍ إذا هبَّتْ بِها
- ذكرى الحبيبِ نهضَ بالأحشاءِ
- قَسَماً بِثَغْرٍ في رُضابِكِ كارِعٍ
- فَكَأَنَّهُ حَبَبٌ على صَهْباءِ
- وجفونكِ المرضى الصَّحيحة ِ لا درتْ
- ما الدّاءُ، بل لا أفرقتْ من داءِ
- لأخالفَّن هوى العَذولِ فطالما
- أَفْضَى المَلامُ بِهِ إلى الإغراءِ
- وإِذا القُلوبُ تَنَقَّلَتْ صَبَواتُها
- في الغانِياتِ تَنَقُّلَ الأَفْياءِ
- لم تتَّبعْ عيني سواكِ، ولا ثنى
- عَنْكِ الفُؤادَ تَقَسُّمُ الأَهواءِ
- وأقلُّ ما جنتِ الصَّبابة ُ وقفة ٌ
- مَلَكَتْ قِيادَ الدَّمْعِ بِالخَلْصَاءِ
- وبدا لنا طللٌ لربعكِ خاشعٌ
- تَزدادُ بَهْجَتُهُ على الإقواءِ
- وأبي الدِّيارِ لقد مشى فيها البلى
- وَعَفَتْ مَعالِمُها سِوى أَشْلاءِ
- يبكي الغمامُ بها ويبسمُ روضُها
- لا زلنَ بينَ تبسُّمٍ وبكاء
- وَقَفَتْ مَطايانا بِها فَعَرَفْنَها
- وَكَفَفْنَ غَرْبَيْ مَيْعَة ٍ وَنَجاءِ
- وَهَزَزْنَ مِن أعطافِهِنَّ ، كأَنَّما
- مُلِئَتْ مَسامِعُهُنَّ رَجْعَ غِناءِ
- ونزلتُ أفترشُ الثَّرى متلوِّياً
- فيهِ تَلَوِّيَ حَيَّة ٍ رَقْشاءِ
- وبنفحة ِ الأرجِ الذي أودعتهِ
- عبقتْ حواشي ريطتي وردائي
- وَكَأَنَّنِي بِذَرا الإمامِ مُقَبِّلٌ
- من سدَّتيهِ معرَّسَ العَلياءِ
- حيثُ الجباهُ البيضُ تلثمُ تربهُ
- وتحلُّ هيبتهُ حبا العظماءِ
- وَخُطَا المُلوكِ الصِّيدِ تَقْصُرُ عِندَهُ
- وتطولُ فيهِ ألسنَ الشُّعراءِ
- مَلِكٌ نَمَتْ في الأَنْبِياءِ فروعُهُ
- وَزَكَت بِهِ الأعْراقُ في الخُلَفاءِ
- بَلَغَ المَدى ، والسِّنُّ في غُلَوائِها
- خَضِلَ الصِّبا ، مُتَكَهِّلَ الآراءِ
- فغدا الرَّعيَّة ُ لائذينَ بظلِّهِ
- يرجونَ غيثَ حياً، وليثَ حياءِ
- وَمَرابِضُ الآساد في أَيَّامِهِ
- بالعدلِ مثلُ مجاثمِ الأطلاءِ
- مَلأَ البِلادَ كَتائِباً لَمْ يَرْضعوا
- إِلاَّ ، لِبانَ العِزَّة ِ القَعْساءِ
- يتسرَّعونَ إلى الوغى بصوارمٍ
- خَلَطَتْ بِنَشْرِ المِسْكِ رِيحَ دِماءِ
- لم تهجرُ الأغمادَ إلاّ ريثما
- تعرى لتغمدَ في طُلى الأعداءِ
- من كلِّ مشبوحِ الأشاجعِ، ساحبٍ
- في الرَّوعِ ذيلَ النَّثرة ِ الحصداءِ
- يَنْسابُ في الأّدْراعِ عامِلُ رُمْحِهِ
- كَالأَيْمِ يَسْبَحُ في غَديرِ الماءِ
- أَخَذَ الحٌقوقَ بِهمْ وَأَعْطَاهَا مَعاً
- والحزمُ بينَ الأخذِ والإعطاءِ
- يابْنَ الشَّفيعِ إلى الحَيا، وَقَدِ اكْتَسَتْ
- شَمَطاً فُروعُ الرَّوضَة ِ الغَنَّاءِ
- فدنا الغمامُ وكادَ يمري المجتدي
- بيديهِ خلفَ المزنة ِ الوطفاءِ
- لولاهُ لم تشمِ الريِّاضُ بأعينٍ
- من زهرهنّ مخايلَ الأنواءِ
- خُلِقَتْ طِلاَعَ القَلْبِ هَيْبَتُكَ التي
- خَلَفتْ غِرارَ السَّيْفَ في الهَيْجَاءِ
- ونضا وزيركَ دونَ مُلككَ عزمة ً
- تَكْفيهِ نَهْضَة َ فَيلَقٍ شَهْباءِ
- وَتَرُدُّ مَن قَلِقَتْ بِهِ أَضْغانُهُ
- حَيَّ المَخَافة ِ، مَيِّتَ الأَعْضاءِ
- وتصيبُ شاكلة َ الرَّميّ إذا بدت
- رِيَبٌ تُهيبُ بِمُقْلَة ٍ شَوساءِ
- فكأنَّ أسرارَ القلوبِ تُظلُّهُ
- بِغُيوبِهنَّ جَوائِبُ الأَنْباءِ
- يسعى ويدأبُ في رضاكَ، وإنْ غلتْ
- مُهَجُ النّفوسِ عَلَيهِ بِالشَّحْناءِ
- وَإذا الزَّمانُ أَتى بِخَطْبٍ مُعْضِلٍ
- وليَ افتراعَ الخطَّة ِ العذراءِ
- وَإصابَة ُ الخُلَفاءِ فيما حاوَلُوا
- مقرونة ٌ بكفاية ِ الوزراءِ
- لا زلتما متوشِّحين بدولة ٍ
- مُرْخى ً ذَوائِبُها عَلى النَّعماءِ
المزيد...
العصور الأدبيه