الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ >>
قصائدالأبيوردي
سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ
الأبيوردي
- سَرَى طَيْفُها وَاللَّيْلُ رَقَّ ظَلامُهُ
- وَقَدْ حُطَّ عن وَجْهِ الصَّباحِ لِثامُهُ
- وَهَبَّتْ عَصافيرُ اللِّوَى فَتَكَلَّمَتْ
- وَجاوَبَها فَوْقَ الأَراكِ حَمامُهُ
- وكنتُ وَأَصْحابي نَشاوَى مِنَ الكَرى
- وَنِضْوي على الوَعْساءِ مُلْقى ً خِطامُهُ
- أُجاذِبُ ذِكْرَى العامِرِيَّة ِ نَعسَة ً
- بِحيثُ الرُّقادُ الحُلْوُ صَعْبٌ مَرامُهُ
- فَما راعَني إلاّ الخَيالُ وَعَتْبهُ
- وَفَجْرٌ نَضا بُرْدَ الظَّلامِ ابْتسامُهُ
- وَشُهْبٌ تَهاوَتْ لِلْغُروبِ كَأَنَّما
- يُذابُ على الأفقِ النُّضارُ وَسامُهُ
- كأَنَّ ظَلامَ اللَّيلِ ، والنَّجْمُ جانِحٌ
- إلى الغَرْبِ غِمْدٌ وَالصَبَّاحُ حُسامُهُ
- فَقُلْتُ لِصَحْبي إذْ وَشَى الدَّمعُ بالهَوى
- وَأَظْهَرَ ما تُخْفي الضُّلوعُ انْسِجامُهُ
- دَعُوا ناظِري يَطْفو وَيَرْسُبُ في دَمٍ
- فَلَولاهُ ما أَلْوى بِقَلبي غَرامُهُ
- ولا تَعْذُلوني فَالهَوى بَغْلِبُ الفَتى
- ولا يَنْثَني عَنْهُ لِلَومٍ يُلامُهُ
- لَعَزَّ على حَيٍّ بِنَعْمانَ نازلٍ
- مَطافُ أَخيهمْ بالحِمى وَمُقامُهُ
- يَهيمُ بِمَكْحولِ المَدامِعِ شادِنٍ
- يَهيجُ زَئيرَ العَامِريِّ بُغامُهُ
- وَيَخْضَعُ في كَعْبٍ لِغَيْرانَ يَحْتَمي
- بِجارٍ خُزَيْمِيِّ الإباءِ سَوامُهُ
- ولوزَ بَّنَتهُ الحَرْبُ طارَت أُفيرخٌ
- مَجاثِمُها تَحْتَ المَغافرِ هامُهُ
- أَيَخْشَى العِدا والدَّهرُ قُوِّمَ دَرؤُهُ
- بِعُثْمانَ مَرْميّاً إليه زِمامُهُ
- فَلَوْ ناوَلَ الأَقْمارَ أَطْرافَ ذِمَّة ٍ
- إذاً لَوَقاهُنَّ المَحاقَ ذِمامُهُ
- إذا سارَ في الأَرْضِ الفَضاءِ بِجَحْفلٍ
- ثَنى الشَّمْسَ حَيْرَى في السَّماءِ قَتامُهُ
- وَمَدَّ سَحاباً مِنْ قَناً، وَقِسيُّهُ
- رُعودُ المَنايا، وَالبُروقُ سِهامُهُ
- يَحوطُ أَقاليِمَ البِلادِ بِكَفِّهِ
- يَراعٌ على أرْبابِهِنَّ احْتِكامُهُ
- وَيَنْحَلُ مِنْ نَحْلٍ وَأَفْعَى مَشابِهاً
- فَيُحْيي وَيُردْي أَرْيُهُ وَسِمامُهُ
- إليكَ ابْنَ خَيْرِ القَرْيَتَيْنِ طَوى الفَلا
- بِرَحْلي غُرَيْرِيٌّ تَفَرَّى خِدامُهُ
- وَلَسْتُ أَشِيمُ البَرْقَ يَتْبَعُهُ الحَيا
- إذا مَنَّ بِالسُّقْيا عَلَيَّ غَمامُهُ
- وَأَلْوي عِنانَ الطَّرفِ عَنْهُ إذا ذَعا
- سِوايَ إلى الرِّيِّ الذَّليلِ أُوامُهُ
- فَأَمْطَيْتَني جَوْنَ الإهابِ مُطَهَّماً
- يُلاثُ على السِّيدِ الأَزَلِّ حِزامُهُ
- وَيَمْرَحُ في ثِني العِذارِ كَأَنَّهُ
- تَسَرْبَلَ لَيلاً وَالثُّريَّا لِجامُهُ
المزيد...
العصور الأدبيه