الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> سَرَى البَرْقُ وَالَّليْلُ يُدْني خُطاهْ >>
قصائدالأبيوردي
سَرَى البَرْقُ وَالَّليْلُ يُدْني خُطاهْ
الأبيوردي
- سَرَى البَرْقُ وَالَّليْلُ يُدْني خُطاهْ
- فَباتَ على الأَيْنِ يَلْوي مَطاهْ
- ولاحَ كما يقتذي طائرٌ
- ولم يستطع من كلالٍ سراه
- فمالَ على ساعديهِ الغريبُ
- بخدِّيهِ حتّى ونى مرفقاه
- وَحَنَّ إلى عَذّباتِ اللِّوى
- وَوادي الحِمى وَإلى مُنْحَناهْ
- وَهَلْ يَسْتَنيمُ إلى سَلْوَة ٍ
- أخو شَجَنٍ أَجْهَضَتْهُ نَواهْ
- فشامَ بأروندَ ذاكَ الوميضَ
- وأينَ سناهُ؟ بنجدٍ سناه
- ومن دونهِ أمدٌ نازحٌ
- إذا أمَّهُ الطَّرفُ أوهى قواه
- فهل مِن مُعينٍ على نَأْيِهِ
- بِنَظْرَة ِ صَقْرٍ رأَى ما ابْتَغاهْ
- وطارَ على إثرهِ فامتطى
- سَراة َ نَهارٍ صَقيلٍ ضُحاهْ
- فَها هُوَ يَذْكُرُ مِلْءَ الفُؤادِ
- زَماناً مَضى وَشَباباً نَضاه
- ومرتبعاً بالحمى والنَّعيـ
- ـمُ يلقي بحاشيتيهِ عصاه
- هنالكَ ربعٌ تشيمُ الأسو
- دُ فيهِ لَواحِظَها عَنْ مَهاهْ
- ويختالُ في ظلِّهِ المعتفونَ
- وتندى على زائريهِ رباه
- فهل أرينِّ بعيني المطيَّ
- يَهُزُّ الذَّميلُ إليهِ طُلاهْ
- ويسترجعُ القلبُ أفراحهُ
- بهِ ويصافحُ جفني كراه
- أمثلي- ولا مثلَ لي في الورى
- وَلا لأُمَيَّة َ حاشا عُلاهْ-
- تفوِّقني نكباتُ الزَّمانِ
- عُفافَة َ ما أَسْأَرَتْهُ الشِّفاهْ
- وَفي مِدْرَعَي ماجِدٌ لا يَحُومُ
- على نغبٍ كدراتٍ صداه
- ويطوي الضُّلوعَ على غلَّة ٍ
- إذا درَّعتهُ الهوانَ المياه
- ولا يتهَّيبُ أمراً تشدُّ
- عَواقِبُهُ بِالمَنايا عُراهْ
- وإنْ تَقْتَسِمْ مُضَرٌ ما بَنَتْـ
- ـهُ مِنْ مَجْدِها يَتَفَرَّعْ ذُراهْ
- ولي همَّة ٌ بمناطِ النُّجومِ
- وفضلٌ توَّشحَ دهري حلاه
- وَسَطْوَة ُ ذي لبدٍ في العَريـ
- ـنِ منضوحة ٍ بنجيعٍ سطاه
- يحدِّدُ ظفراً يمجُّ المنون
- إذا ساوَرَ القِرْنَ أَدْمى شَباهْ
- ويوقدُ لحظاً يكادُ الكميُّ
- - يَقْبِسُ والّليلُ داجٍ، لَظاهْ
- سلي يابنة َ القومِ عمَّن تضمُّ
- درعي وبردي عمَّا حواه
- ففي تِلْكَ أَصْحَرُ يَغْشَى المَكَرّ
- وفي ذاك أسحَمُ واهٍ كُلاهْ
- أجرِّرُ أذيالها كالغديرِ
- اذا ما النَّسيمُ اعْتَراهُ زَهاهْ
- وقائمُ سيفي بمسكٍ يفوحُ
- وَتَرْشَحُ مِنْ عَلَقٍ شَفْرَتاهْ
- وتحتيَ أدهمُ رحبُ اللَّبانِ
- حبيكٌ قراهُ، سليمٌ شظاه
- كَسا الفَجْرُ مِنْ نُورِهِ صَفْحَتَيـ
- ـهِ، واللَّيلُ ألبسهُ من دجاه
- سَيَعْلَمُ دَهْرٌ عَدا طَوْرَهُ
- على أيِّ خِرْقٍ جَنى ماجَناهْ
- وأَيَّ غُلامٍ سَما نَحْوَهُ
- ولم يسألِ المجدَ عن منتماه
- أغرُّ، عزائمهُ من ظبا
- أعرنَ التَّألُّقَ من مجتلاه
- وَليسَ بِرِعْديدَة ٍ في الخُطوبِ
- وَلا خَفِقٍ في الرَّزايا حَشاهْ
- أتخشى الضَّراغمُ ذؤبانهُ
- وتشكو الصُّقورُ إليهِ قطاه؟
- ولَولا تَنَمُّرُهُ لِلْكِرامِ
- لما فارقت أخمصيهِ الجباه
- وَعِن كَثَبٍ يَتَقَرّى بَنيهِ
- بما يعقدُ العزُّ فيهِ حباه
- فيسقي صوارمهُ منهمُ
- عَبيطَ دَمٍ، وَيُروِّي قَناهْ
- ومن ينحسر عنهُ ظلُّ الغنى
- ففي المَشْرِفِيّاتِ مالٌ وَجاهْ
- فما للذَّليلِ يسامُ الأذى
- وَيَخْشى الرَّدى ، لاوَقاهُ الإلهُ
المزيد...
العصور الأدبيه