الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَنا، ونَاظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكْتَحِلُ >>
قصائدالأبيوردي
رَنا، ونَاظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكْتَحِلُ
الأبيوردي
- رَنا، ونَاظِرُهُ بالسِّحْرِ مُكْتَحِلُ
- أَغْنُّ يمتارُ مِنْ أَلحَاظِهِ الغَزَلُ
- فَرِحْتُ أَدنو بِقَلْبٍ هاجَهُ شَجَنٌ
- وَراحَ يَنْأى بِخَدٍّ زانَهُ خَجَلُ
- يَمشي كَما لا عَبَتْ الصَّبا غُصناً
- ظَلَّتْ تَجورُ بِهِ طَوراً وَتَعْتَدِلُ
- ذو وَجْنَة ٍ إِنْ جَنَتْ عَيْنُ الرَّقيبِ بها
- وَرْدَ الحَياءِ كَساها وَرْسَهُ الوَجَلُ
- كالشَّمْسِ إنْ غابَ عنّا فَهْيَ طالِعَة ٌ
- وإِنْ أَطَلَّ عَلَيْنا غالَها الطَّفَلُ
- نَخْشى عُيونَ العِدا يَعْتادُها شَوَسٌ
- تَكادُ مِنْ وَقَداتِ الحِقْدِ تَشْتَعِلُ
- إذا انتَضَلْنا أحاديثَ الهَوى عَلِقَتْ
- بِنَظْرَة ٍ تَلِدُ البَغْضاءَ تَنْتَضلُ
- واهاً لِعَصْرٍ يُعَنّينا تَذَكُّرُهُ
- مَضى وفي الخَطْوِ مِن أيامِهِ عَجَلُ
- بِمَنْزلٍ حَلَّ فيهِ الغَيْثُ حُبْوَتَهُ
- حَتَّى استَهَلَّ عَليهِ عارِضٌ هَطِلُ
- أَهدَى لنا صِحَّة ً تَقْوى النُّفوسُ بِها
- نَسيمُهُ، وَأَثارَتْ ضَعفَهُ العِلَلُ
- وَمَوقِفٍ ضَجَّ جيدُ الرِّيمِ مِنْ غَيَدٍ
- فيهِ، وَأَزرى بأَلحاظِ المَها كَحَلُ
- زُرنا بِهِ رَشأً يَرتادُ غِرَّتَهُ
- ذو لِبْدَة ٍ بِنجادِ السيفِ مُشْتَمِلُ
- يُديرُ كَأْسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمُبْتَسَمٍ
- يُغْنيهِما عَنْ حَبابٍ ثَغْرُهُ الرَّتَلُ
- وَيَنْثَني مِشْيَة َ النَّشْوانِ مِن تَرَفٍ
- كأَنَّما قَدُّهُ مِنْ طَرْفِهِ ثَمِلُ
- أَزْمانَ رَقَّتْ حَواشي الدَّهْرِ في دُوَلٍ
- لا يَشْرئِبُّ إلَيها حادِثٌ جَلَلُ
- كَأَنَّها بِنَدى المُسْتَظِهِر ارْتَجَعَتْ
- رُوْقَ الشَّبيبَة ِ، حَتّى ماؤُها خَضِلُ
- عَصْرٌ كَوَردِ الخُدودِ البيضِ قَد غَرَسَتْ
- يَدُ الحَياءِ بِهِ ما تَجْتَني القُبَلُ
- وَعِزَّة ٌ دونَ أَدْناها مُمَنَّعَة ٌ
- مِمَّا يُناجِي عَلَيهِ الفَرْقَدُ الوَعِلُ
- فَالْعَدْلُ مُنْتَشِرٌ، والعَزْمُ مُجْتَمِعٌ
- والعُمْرُ مُقْتَبَلٌ، والرَّأيُ مُكْتَهِلُ
- ساسَ البَرِيَّة َ قَرْمٌ ماجِدٌ نَدِسٌ
- غَمرُ للبَديهَة ِ نَدْبٌ حازِمٌ بَطَلُ
- بِرَأْفَة ٍ ما تَخَطَّى نَحْوَها عُنُفٌ
- وَمِنْحَة ٌ لَمْ يُكَدِّرْ صَفْوَهَا بَخَلُ
- لَو كانَ في السَّلَفِ الماضِينَ إذ طَفِقَتْ
- نَعْلُ اليَمانين يُرْخي شِسْعَها الزَّلَلُ
- لَقَدَّمَتْهُ قُرَيْشٌ ثُمَّ ما وَلَغَتْ
- لِلْبَغي في دَمِها صِفَّينُ وَالجَمَلُ
- يَتْلو الأَثِمَّة َ مِن آبائِهِ، وَبِهِمْ
- في كُلِّ ما أَثَّلوهُ يُضْرَبُ المَثَلُ
- شُوسُ الحَواجِبِ في الهَيجاءِ إذ لَقِحَتْ
- بِيضُ المَسافِرِ، وَهَّابونَ ما سُئِلوا
- لَهُمْ مِنَ البيتِ ما طافَ الحَجيجُ بهِ
- وَالسهلُ مِنْ سِرَّة ِ البَطحاءِ وَالجَبَلُ
- إذا انتَضَى السَّيْفَ وارَى الأَرضَ بَحْرُ دَمٍ
- تُضْحي فواقِعَهُ الهَاماتُ والقُلَلُ
- شَزْرُ المَريرَة ِ، سَبَّاقٌ إلى أَمَدٍ
- يَزْورُّ عَنْ شَأْوِهِ الهَيَّابَة ُ الوَكَلُ
- يَرُوضُ أَفكارَهُ والحَزْمُ يُسْهِرهُ
- وَلِلإصابَة ِ في أَعْقابِها زَجَلُ
- حَتّى يَرى لَيْلَهُ بِالصُّبْحِ مُلتَثمِاً
- وَقَدْ قَضى بِالكَرى لِلْعاجِزِ الفَشَلُ
- يا خَيرَ مَنْ خَضَبَتْ أَخفافَها بِدَمٍ
- حَتّى أُنيخَتْ إلى أَبوابِهِ الإِبلُ
- بِها صَدى ً وَحِياضُ الجودِ مُتْرَعَة ٌ
- لِلوارِدينَ عَلَيْها العَلُّ وَالنَّهَلُ
- هُنِّيتَ بالقادِمِ المَيْمونِ طائِرُهُ
- نَعْماءُ يَخْتال في أَفيائِها الدُّولُ
- لَو تَسْتَطيعُ لَوَتْ شَوْقاً أَخادِعَها
- إليك ثُمَّ إليه، الأَعصرُ الأوَلُ
- أَهلاً بِمُنْتَجبٍ سُرَّتْ بِمَولِدِهِ
- مِنْ هاشِمٍ خُلْفاءُ اللّهِ والرُّسُلُ
- أَغَرُّ مُسْتَظْهِريٌّ يُسْتَضاءُ بهِ
- تَبَلَّجَ السَّعْدُ عَنْهُ وهو مُقْتَبِلُ
- تَثْني الخِلافَة ُ عِطْفِيهَا بِهِ جَذَلاً
- لا زالَ يَسْتَنُّ في أَعْطافِهَا الجَذَلُ
- وَالخَيْلُ تَمْرَحُ مِنْ عُجْبٍ بِفارِسِها
- وَالبيضُ تَبْسِمُ في الإَغمادِ وَالأَسَلُ
- هذا الهِلالُ سَتَجْلُوهُ العُلا قَمَراً
- تُلقى إلَيهِ عِنانَ الطَّاعة ِ المُقلُ
- فَرْعٌ تَأَثَّلَ بِالعَبَّاسِ مَغْرِسُهُ
- وَأَصْلُهُ بِرَسَولِ اللّهِ مُتَّصِلُ
- أَعطاكَ رَبُّكَ في الأولادِ ما بَلَغَتْ
- أَجدادُهُم فيك حَتّى حُقِّقَ الأَمَلُ
المزيد...
العصور الأدبيه