الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ >>
قصائدالأبيوردي
رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
الأبيوردي
- رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
- حَنينُ المَطايا أو حَمائِمُ هُتَّفُ
- أَجلْ عاوَدَ القَلْبَ المُعَنّى خَبالُهُ
- عَشِيَّة َ صَحبي عِنْدَ يبرينَ وُقَّفُ
- فَلِلهِ ما يَطوي عَليهِ ضُلوعَهُ
- رَميٌّ بِذكرِ الغانياتِ مُكَلَّفُ
- يُهَيِّجُهُ نَوْحُ الحَمامِ وناسِمٌ
- تَرِقُّ حَواشيهِ مِنَ الرِّيحِ، مُدْنَفُ
- وَيُذكي لَه الغَيرانُ عَيناً إذا رأى
- أَجارِعَ مِنْ حُزْوَى بِسَمْراءَ تُسْعِفُ
- أَيُوعِدُني الحَيُّ اليَماني ، وَصارِمي
- كَهَمِّكَ، مَفتوقُ الغِرارَينِ مُرهَفُ
- وَأَفْرِشُ سَمْعي لِلْوَعيدِ فَحُبُّها
- إذا جَمَحَتْ بي نَخْوَة ٌ يَتَلَطَّفُ
- وَحَوْليَ مِنْ عُلْيا خُزَيْمَة َ عُصْبَة ٌ
- إذا غَضِبَتْ ظَلَّتْ لَها الأرْضُ تَرْجُفُ
- يَجْرُّونَ أذيالَ الدُّروعِ إلى الوَغى
- فَأقوى َ وَيَعروني هواها فأضعُفُ
- أَما وَجَلالِ اللّهِ لولا اتِّقاؤُهُ
- لَباتَ يُوارينا الرِّداءُ المُفَوَّفُ
- وَفَضَّ خِتامَ السِّرِّ بَيْني وَبَيْنَها
- كَلامٌ يُؤَدِّيهِ البَنانُ المُطَرَّفُ
- وَنازَعَني شَكْوى الصَّبابَة ِ شادِنٌ
- مِنَ الغيدِ مَجْدولُ المُوَشَّحِ أَهْيَفُ
- بِرابِيَة ٍ مَيْثاءَ أَضْحَكَ رَوْضَها
- غَمامٌ بَكى مِنْ آخِرِ الَّليْلِ أَوْطَفُ
- وَرَكْبٍ على الأَكوارِ غيدٍ مِنَ الكَرى
- تَداوَلَهُمْ سَيْرٌحَثيثٌ وَنَفْنَفُ
- تَرى العِتْقَ مِنْهُمْ في وُجوهٍ شَواحِبٍ
- يُرَدِّدُ فيها لَحْظَهُ المُتَقَوِّفُ
- وَتَخْدي بِهِمْ خُوصٌ تَخايَلُ في البُرى
- ويَثني هَواديها إذا طَمِحَتْ بِها
- مِنَ القِدِّ مَلويُّ المرائِرِ محصَفُ
- سَرّوا وَفُضولُ الرَّيطِ تَضْرِبُها الصِّبا
- إلى أن يَمَسَّ الأرضَ مِنهُنَّ رَفْرَفُ
- وعَاتَبَني عَمروٌ على السَّيرِ وَالسُّرى
- وَلَم يَدرِ أنّي لِلمَعالي أَطوّفُ
- ومَا الصَّقْرُ يَسْتَذْكي الطّوى لَحَظاتِهِ
- بِأَصْدَقَ مِنّي نَظْرَة ً حينَ يَخْطِفُ
- أُخادِعُ ظَنّي عَنْ أمورِ خَفيَّة ٍ
- إلى أن أرى تلك العَمايَة ِ تُكْشَفُ
- وَأَهْزَأُ بِالأَنْوارِ وَالصُّبْحُ طالِعٌ
- ولا اهتدي بِالنَّجمِ واللَّيلُ مُسْدِفُ
- وَقَولٍ أتاني وَالحوادثُ جِمَّة ٌ
- وَدونِيَ من ذاتِ الأَراكة ِ صَفصَفُ
- أَغُضُّ لهُ طَرفي حَياءً مِنَ العُلا
- وعَطْفاً عليكُمُ، والأَواصِرُ تُعْطِفُ
- أَعَتباً وقد سَيَّرْتُ فيكُم مَدائِحاً
- كَما خالَطَتْ ماءَ الغَمامَة ِ قَرْقَفُ
- بَني عَمِّنا لا تَنسِبونا إلى الخَنى
- فَلَمْ يَتَرَدَّدْ في كِنانَة َ مُقْرِفُ
- أَأَشْتُمُ شَيْخاً لَفَّ عِرْقي بِعِرْقِهِ
- مَناسِبُ تَزْكو في قُرَيشٍ وَتَشْرُفُ
- وَأَهْجُو رِجالاً في العَشيرَة ِ سادَة ً
- وبي مِن بَقايا الجاهِلِيَّة ِ عَجْرَفُ
- وَإِنِّي إِذا ما لَجْلَجَ القَوْلُ فاخِرٌ
- يُؤَنِّبُ في أَقوالِهِ وَيُعَنَّفُ
- أُدافِعُ عن أحْسابِكُمْ بِقَصائِدٍ
- غَدا المَجْدُ في أَثنائِها يَتَصَرَّفُ
- وَلَمْ أخْتَرِعها رَغْبَة ً في نَوالِكُمْ
- وإنْ كانَ مَشْمولاً بِهِ المُتَضَيِّفُ
- وَلكنْ عُرَيْقٌ فيَّ مِنْ عَرَبيَّة ٍ
- يُحامي وَراءَ ابنَي نِزارٍ وَيَأنَفُ
- فَنَحْنُ بني دودانَ فَرْعَ خُزَيْمَة ٍ
- يَذِلُّ لَنا ذو السَّورَة ِ المُتَغَطْرِفُ
- وأَنتمْ ذَوو المَجْدِ القَديمِ يَضُمُّنا
- أَبٌ خِمدفيُّ فيه للِفَخرِ مَألَفُ
- وَتَقْرونَ والآفاقُ يَمْري نَجيعَها
- شَآمِيَّة ٌ تَسْتَجْمِعُ الشَوْلَ حَرْجَفُ
- فِناؤكم مأوى الصَّريخِ إذا انثَنى
- بِأَيدي الكُماة ِ السَّمْهَرِيُّ المُثَقَّفُ
- وَواديكُمْ لِلْمَكْرُماتِ مُعَرَّسٌ
- رَحيبٌ بِطُلاّبِ النَّدى مُتَكَنَّفُ
- بِأَرْجائِهِ ممّا اقْتَنَيْتُمْ نَزائِعٌ
- يُباحُ عَلَيْهِنَّ الحِمى المُتَخَوَّفُ
- تَرودُ بِأَبوابِ القِبابِ وَأهْلُها
- عليها بِأَلْبانِ القَلائِصِ عُكَّفُ
- وَأَمّاتُها أَوْدَتْ بِحُجْرٍ وَأَدْرَكَتْ
- عُتَيْبَة ُ وَالأبْطالُ بِالبِيضِ تَدْلِفُ
- وَكَمْ مَلِكٍ أَدْمَيْنَ بِالقَيْدِ ساقَهُ
- فَظَلَّ يُداني مِنْ خُطاهُ وَيَرْسُفُ
- فَيا لِنِزارٍ دَعْوَة ً مُضَرِيَّة ً
- بِحَيثُ الرُّدَينيّاتُ بِالدَّمِ تَرْعُفُ
- لنا في المعالي غاية ٌ لا يَرومها
- سِوى أَسَديٍّ عَرَّقتْ فيهِ خِنْدِفُ
المزيد...
العصور الأدبيه