الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> خضابٌ على فوديَّ للدَّهرِ ما نضا >>
قصائدالأبيوردي
خضابٌ على فوديَّ للدَّهرِ ما نضا
الأبيوردي
- خضابٌ على فوديَّ للدَّهرِ ما نضا
- وَمُقْتَبَلٌ مِنْ رَيِّقِ العُمْرِ ما مَضَى
- ونفسٌ على الأيَّامِ غضبي وقد أبت
- تصاريفها أن تبدلَ السُّخطَ بالرِّضى
- إذا أنا عاتبتُ اللَّيالي لم تبلْ
- عتاباً كترنيقِ النُّعاسِ ممرَّضا
- وفي الكفِّ عضبٌ كلَّما فاضَ من دمٍ
- عَبيطٍ غِراراً فاحَ بِالمِسْكِ مَقْبِضَا
- وإنَّ ديوناً ما طلتها صروفها
- ببيضِ الظُّبا في هبوة ِ النَّقعَ تقتضى
- إذا ما ذوى غصنُ الشَّباب ولم تسدْ
- وَشِبْتَ، فَلا تَطْلُبْ إلى العِزِّ مَنْهَضا
- سَأُفْري أَديمَ الأَرضِ بِالعيسِ نُقَّباً
- حبا بالّذي أبغيهِ أو بخلَ، القضا
- وَإنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بِالمُنى فَرَحيبة ٌ
- بها خطواتُ الأرحبيَّة ِ والفضا
- ومن شيمي أن أهجرَ الماءَ صادياً
- إذا كانَ طرقاً سؤرهُ متبرَّضا
- وأطوي على الهمِّ النَّزيعِ جوانحي
- وإنْ أَقْلَقَ الخَطْبُ المُلِمُّ وَأَرْمَضا
- وَأَصْبِرُ وَالرُّمْحُ الرُّديْنيُّ شاجِرٌ
- وَأَجْزَعُ إنْ بانَ الخَليطُ وَأَعْرَضا
- وريمٍ رمى قلبي بأسهمِ لحظهِ
- فَأَصْمَى وفي قَوْسِ الحَواجِبِ أَنْبَضا
- طَرَقْتُ الغَضى وَالَّليلُ جَثْلٌ فُروعُهُ
- فَأَوْمى بِعَيْنَيْهِ إلَيَّ وَأوْمَضا
- وقالَ لتربيهِ: ارفعا السِّجفَ إنَّني
- أحسنُّ بزورٍ للمنايا تعرَّضا
- وَما هُوَ إلاَّ اللَّيثُ يَرْتادُ مَطْمَعاً
- على غرَّة ٍ، أولا فمن نفضَ الغضى ؟
- أَخافُ عَلَيهِ غِلْمَة َ الحَيِّ إنَّهُمْ
- لَوَوْا مِنْ هَوادِيهِمْ إلى الفَجْرِ. هَلْ أَضا
- وَحَيْثُ الْتَقى الجَفْنانِ دَمْعٌ يُفيضُهُ
- إذا منَ الواشي، وإنْ ريعَ غيَّضا
- فِدى ٍ لَكَ يا ظَبْيَ الصَّريمَة ِ مُهْجَة ٌ
- أَعدَّتْ لِيَومِ الرَّوْعِ جَأْشاً مُخَفَّضا
- فَلا تَرْهَبِ الأَعْداءَ ما عصَفَتْ يَدي
- بِأَسْمَرَ، أَوْ ناطَتْ نِجادي بِأَبْيَضا
- سَأَضْرِبُ أَكْبادَ المَطِيِّ على الوجى
- إلى خَيْرِ مَنْ يُرْجى إذا الخَطْبُ نضْنضَا
- إلى عضدِ الدّينِ الذي ساغَ مشربي
- بِهِ بَعْدَما أَشْجى الزَّمانُ وَ أَجْرَضا
- أغرُّ، إذا استنجدتَ هبَّ إباؤهُ
- بهِ؛ وإنِ استعطفتَ أغضى وغمَّضا
- وَكَم غَمْرَة ٍ دونَ الخِلافَة ِ خاضَهَا
- بِآرائِهِ، وَهْيَ الصَّوارِمُ تُنْتَضى
- تكشَّرُ عن يومٍ يرشحُّ صبحهُ
- أجنَّة َ ليلٍ بالمنايا تمخَّضا
- على ساعَة ٍ يُضحي الفِرارُ مُحَبَّباً
- ويمسي الحفاظُ المرُّ فيها مبغَّضا
- وقد أَرْهَفَ العَزْمَ الذي بِشَباتِهِ
- نُهوضُ جَناحِ هَمَّ أَن يَتَهَيَّضا
- أَبِينُوا مَنِ المَدْعُوُّ وَالرُّمْحُ تَلْتَوي
- بِهِ حَلَقاتُ الدِّرْعِ كَالأَيْمِ في الأضَى
- وَمَنْ قالَ حَتَّى رَدَّ ذا النُّطْقِ مُفْحَماً
- ومن صالَ حتّى غادرَ القرنِ محرضا
- فَهَلْ هو مَجْزْيٌّ بِأَكْرَمِ سَعْيِهِ
- فّقَدْ أَسْلَفَ الصُّنْعَ الجَميلَ وَأَقْرَضا
- فَدَاكَ بَهاءَ الدَّوْلَة ِ النّاسُ إِنَّهُمْ
- سراحينُ يستوطئنَ في الغدرِ مربضاً
- إذا لَقِحَ الوُدُّ القَديمُ تَطَلَّعَتْ
- ضَغائِنُهُمْ قَبْلَ النِّتاجِ فَأَجْهَضاً
- لهم أنفسٌ لا يرخصُ الدَّهرَ عارها
- وإن ألبسوهنَّ الرِّداءَ المرَّحضا
- أَرى كُلَّ مَنْ جَرَّبْتُ منْهُمْ مُداجِياً
- اذا لَمْ يُصَرِّحْ بِالإساءَة ِ عَرَّضا
- يَغُرُّكَ- مالَمْ تَخْتَبِرْهُ- رُواؤُهُ
- كما غرَّ عن أديانها طيِّئاً رضا
- وَجائِلَة ِ الأنْساعِ مائِلَة ِ الطُّلى
- ببيداءَ لا تلفي بها الرّيحُ مركضا
- فشبَّت لها تحتَ الأحجَّة ِ أعينٌ
- لمرعى ً على أطرافهِ العزُّ حوَّضا
- بِوادٍ على الرُّوّادِ يَنْدَى مَذانِبا
- إذا زارَهُ العافي أَخَلَّ وَأَحْمَضا
- إليكَ زجرناها وعندكَ برَّكتْ
- بِمَغْنى تَقَرّاهُ الرَّبيعُ وَرَوَّضا
- فلا العهدُ ممّا يستشنُّ أديمهُ
- وَلا المَجْدُ يَرْضى أَنْ يُخَانَ وَيُنْقَضا
- ولاهِمَّتي تَرْضى بِتَقْبيلِ أَنْمُلٍ
- نشأنَ على فقرٍ، وإنْ كنَّ فيَّضا
- فَإِنَّ بني البَيْتِ الرَّفيعِ عِمادُهُ
- إذَا افْتَرَشوا فيهِ الهُويَنْى تَقَوَّضا
- وَلَولاكَ لم أَنْطِقْ وَإنْ كُنْتُ مُحْسِناً
- بِشِعْرٍ، وَلَمْ أسالْ وَإنْ كُنْتُ مُنْفِضا
- إليكَ هَفَتْ طَوْعَ الأزِمَّة ِ هِمَّتي
- وكانَتْ على غّيِّ الأَمانِيِّ رَيِّضا
- فَقَدْ صارَ أمْري، وَالأُمورُ لهَا مَدى ً
- إليكَ على رَغْمِ الأعادي مُفَوَّضا
المزيد...
العصور الأدبيه