الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ >>
قصائدالأبيوردي
خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ
الأبيوردي
- خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ
- بَرْقٌ كَما اهْتَزَّ ماضِي الحدّ مَصْقولُ
- أَشيمُهُ وَضجيعي صارمٌ خَذِمٌ
- وَمِحمَلي بِرشاشِ الدَّمعِ مَبلولُ
- فَحَنَّ صاحِبُ رَحْلِي إذ تَأَمَّلَهُ
- حَتَّى حَنَنْتَ ، وَنِضْوِي عَنْهُ مَشْغولُ
- يَخدي بأَروعَ لا يُغفي، ونَاظِرُهُ
- بِإِثْمِدِ اللَّيْلِ في البَيْداءِ مَكْحولُ
- وَلا يَمُرُّ الكَرَى صَفْحاً بِمُقْلَتِهِ
- فَدُونَهُ قاتِمُ الأرْجاءِ مَجْهولُ
- إذا قضَى عُقبَ الإسراءِ ليلتَهُ
- أَناخَهُ ، وَهْوَ بِالإعْياءِ مَعْقولُ
- وَاعْتادَهُ مِنْ سُلَيْمى ، وَهْيَ نائِيَة ٌ
- ذِكرٌ يؤَرِّقُهُ، والقلبُ متبولُ
- رَيّا المَعاصِمِ ، ظَمأَى الخَصْرِ ، لا قِصَرٌ
- يَزوي عَلَيها ، وَلا يُزْري بِها طولُ
- فَالوَجْهُ أَبْلَجُ ، واللَّبَّات واضِحَة ٌ
- وَفَرْعُهَا وَارِدٌ ، والمَتْنُ مَجْدُولُ
- كَأَنَّما رِيقُها ، وَالفَجْرُ مُبْتَسِمٌ
- فيما أَظنُّ، بِصفوِ الرّاحِ مَعلولُ
- صَدَّت وَوَقَّرني شَيبِي فَما أرَبي
- صَهْبَاءُ صِرْفٌ وَلا غَيْدَاءُ عُطْبُولُ
- وَحال دونَ نَسيبي بِالدُّمى مِدَحٌ
- تَحبيرُها بِرضى الرَّحمن مَوصولُ
- أُزيرُها قُرشيّاً في أسِرَّتهِ
- نورٌ، وَمن راحتيهِ الخيرُ مأمولُ
- تَحكي شمائلهُ في طيبها زهراً
- يَفوحُ، وَالروَّض مرهومٌ وَمشمولُ
- هوَ الّذي نعشَ الله العبادَ بهِ
- ضَخْمُ الدَّسيعَة ِ ، مَتْبوعٌ وَمَسْؤولُ
- فَكُلُّ شَيءٍ نَهاهُمْ عَنْهُ مُجْتَنَبٌ
- وَأَمْرُهُ ، وَهْوَ أَمْرُ اللّهِ ، مَفْعولُ
- مِنْ دّوْحَة ٍ بَسَقَتْ ، لا الفَرْعُ مُؤْتَشَبٌ
- منها، ولا عرقها في الحي مدخول
- أَتى بمِلَّة ِ إِبراهيمَ والدِهِ
- قَرْمٌ عَلى كَرَمِ الأَخلاقِ مَجبولُ
- وَالنَّاسُ في أَجَّة ٍ ضَلَّ الحَليمُ بِها
- وَكُلَّهم في إسارِ الغيَّ مكبولُ
- كَأَنَّهُمْ وَعَوادي الكُفْرِ تُسْلِمُهُمْ
- إلى الرَّدى ، نعمٌ في النهب مشلولُ
- يا خاتمَ الرسلِ إن لم تخشى بادرتي
- على أعادِيك غالَتْني إِذَنْ غولُ
- والنَّصْرُ بالْيَدِ منّي وَاللِّسانِ معاً
- ومَنْ لَوى عَنْكَ جِيداً فَهْوَ مَخْذولُ
- وسَاعِدي ، وَهْوَ لا يُلْوي بِهِ خَوَرٌ
- على القَنا في اتباعِ الحق مفتولُ
- فمر وقل أتبعْ ما أنتَ تنهجهُ
- فالأمرُ ممتثلٌ والقول مقبولُ
- وكل صحبكَ أهوى فالهدى معهم
- وغرب من أبغض الأخيارَ مفلولُ
- وأقتديِ بضجيعيك اقتداءَ أبي
- كِلاهُما دَمُ مَنْ عاداهُ مَطْلولُ
- ومن كعثمان جوداً، والسماحُ لهُ
- عِبْءٌ عَلى كاهِلِ العَلْياءِ مَحْمولُ
- وَأَيْنَ مِثْلُ عَلِيٍّ في بَسَالَتِهِ
- بِمَأْزِقٍ مَنْ يَرِدْهُ فَهْوَ مَقْتولُ
- إني لأعذلُ من لمْ يُصفهم مِقة ً
- والناسُ صنفانِ: معذورٌ ومعذولٌ
- فمن أحبهمُ نالَ النجاة بهم
- ومَنْ أَبى حُبَّهُمْ فالسَّيْفُ مَسْلُولُ
المزيد...
العصور الأدبيه