الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ >>
قصائدالأبيوردي
حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ
الأبيوردي
- حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ
- فَيالَيتَ للأَحبابِ عَهْدَ الحَبائِبِ
- شَكَوْتُهُمُ سِرّاً شِكايَة َ مُشْفِقٍ
- وَحَيَّيْتُهُمْ جَهراً تَحيَّة َ عاتِبِ
- أُقَلِّبُ طَرْفي في عُهودٍ ، وَراءَها
- خَبيئَة ُ غَدْرٍ في مَخيلَة ِ كاذِبِ
- وَأَعْطِفُ أَخْلاقي عَلى ما يَريبُها
- إلَيْهِم ، فَقَدْ سَدَّ الوَفاءُ مَذاهِبي
- وَلي دونَهُمْ مِنْ سِرِّ عَدْنانَ فِتْيَة ٌ
- نِزارِيَّة ٌ تَهْفو إِلَيْهِمْ ضَرائِبي
- إذا ما حَدَوْتُ الأَرْحبِيَّ بِذِكْرِهِمْ
- عَرَفْتُ هَواهُمْ في حَنين الرَّكائِبِ
- وَلكِنْ أَبَتْ لي أَنْ أُوارِبَ صاحِباً
- سَجيَّة ُ شَيْخَيْنا لُؤَيٍّ وَغَالِبِ
- فَللَّهِ قَومٌ بِالعُذَيبِ إليهِمُ
- نَضَوْتُ مراحَ الرّازِحاتِ اللَّواغِبِ
- طَرَقْتُهُمُ وَاللَّيْلُ مَرْضى نُجومُهُ
- كَأَنَّ تَواليها عُيونُ الكَواعِبِ
- وَثاروا إلى رَحلي، تَحُلُّ نُسوعهُ
- أنامِلُ صيغَتْ لِلظُّبا والمَواهِبِ
- وَهَبَّ الغُلامُ العَبْشَميُّ بِسَيفِهِ
- إلى جُنْحِ الأَضْلاعِ ميلِ الغَوارِبِ
- بِأَبْيَضَ مَصْقولِ الغِرارَيْنِ حَدَّهُ
- نَجِيُّ عَراقيبِ المَطيِّ النَّجائِبِ
- كأَنَّ الحُسامَ المَشْرَفِيَّ شَريكُهُ
- إذا سَنَحَتْ أُكرومَة ٌ في المَناقِبِ
- ومَا هِيَ إلاّ شيمَة ٌ عَرَبِيَّة ٌ
- تَنَقَّلُ مِن أَيمانِنا في القَواضِبِ
- فَما ليَ في حَيَّي خُزَيمَة َ بَعْدَهُمْ
- أُريغُ أَماناً مِن رِماحِ الأَجارِبِ
- وَتَغدو إلى سَرْحي أَراقِمُ وائِلٍ
- وَقَد كانَ تَسري في ربُاهُمْ عَقاربي
- أفي كُلِّ يومٍ مِنْ مُشايَحة ِ العِدا
- أُعالِجُ رَوْعاتِ الهُمومِ الغَرائِبِ
- كَأَنّيَ لَمْ أَسْفَحْ بِتَيماءَ غارَة ً
- تُفرُقُ ما بين الطُّلى والكواثبِ
- وَلَمْ أُرْدَفِ الحَسناءَ تَبكي مِنَ النَّوى
- وَتَشكو إلى مُهري فِراقَ الأَقارِبِ
- فَغادَرَني صَرفُ الزَّمانِ بِمَنزِلٍ
- أُطَأْطِئُ فيهِ لِلخْصَاصة ِ جانبي
- وَأذْكُرُ عَهْدي مِن غُفَيْلَة َ بَعْدَما
- طَوَيْتُ على أَسرارِ حُزوى َ ترائبي
- ومَا كُنتُ أَخشى أَنْ أُوكِّلَ ناظِري
- بِبَرقٍ كَنارِ العامِريَّة ِ خالِبِ
- وَلا أَمْتَطي وَجناءَ تختلثُ الخُطَا
- وَتَشْكو أَظَلَّيْها عِراصُ السَّباسبِ
- وَتُوغِلُ في البَيْداءِ، حَتّى كَأَنَّها
- خَيالٌ أُناجيهِ خِلالَ الغَياهِبِ
- عَلَيها غُلامٌ من أُميَّة َ شاحِبٌ
- يُنادِمُ أَسْرابَ النُّجومِ الثَّواقِبِ
- فَما صَحْبُهُ الأَدنَوْنَ غَيرَ صَوارِمٍ
- وَلا رَهْطُهُ الأَعْلَوْنَ غَيْرَ كَواكِبِ
- يَلُفُّ، وإن كَلَّ المَطيُّ، مَشارِقاً
- عَلَى هِمَّة ٍ مَجْنونَة ٍ بِمَغَارِبِ
- وَيُطْبِقُ جَفْنَيْهِ إذا اعْتَرَضَ السَّنا
- مَخافَة َ أَنْ يُمْنَى بِنارِ الحُباحِبِ
- دَعاهُ ابنُ مَنْصورٍ فَقارَبَ قَيْدَهُ
- على البَحْرِ في آذِيَّهِ المُتراكِبِ
- وَأَلْقَى بِمُسْتَنِّ الأَيادي رِحالَهُ
- فَنَكَّبَ أَذْراءَ الخَليطِ الأشائِبِ
- أَغَرُّ، إذا انهَلَّتْ يَداهُ تَواهَقَتْ
- مَنايا أعاديهِ خِلالَ الرَّغائِبِ
- تَبَرَّعَ بِالمَعروفِ حَتّى كَأَنَّهُ
- يَعُدُّ اقْتِناءَ المالِ إحْدى المَثالِبِ
- مِنَ القَوْمِ لا يَسْتَضْرِعُ الدَّهْرَ جارُهُمْ
- وَلا يَتَحاماهُ حِذارَ النَّوائِبِ
- عِظامُ المَقاري، وَالسَّماءُ كَأَنَّها
- تَمُجُّ دَماً دونَ النُّجومِ الشَّواحِبِ
- مَساميحُ لِلعافي بِبيضٍ كَواعِبٍ
- وَصُهْبٍ مَراسيلٍ وَجُرْدٍ سَلاهِبِ
- وَأَفياؤُهُمْ لِلْمُجْتَدي في عِراصِها
- مَجَرُّ أَنابيبِ الرِّماحِ السَّوالِبِ
- وَمَلْعَبُ فِتيانٍ، وَمَبْرَكُ هَجْمة ٍ
- وَمَسْحَبُ أطْمارِ الإماءِ الحَواطِبِ
- إليكَ أمينَ الحَضرَتَيْنِ تَنَاقَلَتْ
- مَطايا بأنضاءٍ خِفافِ الحَقائبِ
- وَهُنَّ كَأَمثالِ القِسِيِّ نَواحِلٌ
- مَرَقْنَ بأَمثالِ السِّهامِ الصَّوائِبِ
- فَإنَّ يَداً طَوَّقْتَني نَفَحاتِها
- لَمُرْتَقِبٌ منها بُلوغَ المَآرِبِ
المزيد...
العصور الأدبيه