الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> جهدُ الصَّبابة ِ أن أكونَ ملوما >>
قصائدالأبيوردي
جهدُ الصَّبابة ِ أن أكونَ ملوما
الأبيوردي
- جهدُ الصَّبابة ِ أن أكونَ ملوما
- وَالوَجْدُ يُظِهْرُ سِرِّيَ المَكْتوما
- يا صاحبيَّ ترَّفقا بمتيَّمٍ
- نزف الصَّبابة ُ دمعهُ المسجوما
- وَأَضَاءَ بَرْقٌ كادَ يَسْلُبُهُ الكَرى
- فتقصَّيا نظراً إليهِ وشيما
- وتعلَّما أنَّي أجيلُ وراءهُ
- طَرْفاً يُثيرُ على الفُؤادِ هُموما
- لولا أُميمة ُ ما طَرِبْتُ لِبارقٍ
- ضَرِمِ الزِّنادَ، وَلا انْتَشَقْتَ نَسيما
- فقفا بحيثُ محا مساحبَ ذيلها
- نَكْباءُ غادَرَتِ الدِّيارَ رُسوما
- وَالنُّؤْيُ أَنْحَلَهُ البِلى ، فَكَأَنَّها
- أهدتْ إليهِ سوارها المفصوما
- لازالَ مُرْتَجِزُ الغَمامِ بِرَبْعِها
- غدقاً وخفّاقُ النَّسيمِ سقيما
- ما أنسَ لا أنسَ الوداعَ وقولها
- والثَّغرُ يجلو اللُّولؤَ المنظوما
- لا تقربِ البكريّ إنَّ وراءهُ
- من أسرتيهِ جحا جحا وقروما
- فَخَرَتْ عَلَيَّ الوائِلِيَّة ُ ضَلَّة ً
- كفِّى وغاكِ فقد أصبتِ كريما
- إنْ تَفْخَري بِبَنى أبيكِ فَإِنَّ لي
- مِنْ فَرْعِ خِنْدِفَ ذِرْوَة ً وَصَميما
- حدبت عليَّ قبائلٌ مضرَّية ٌ
- طلعتْ عليكِ أهلَّة ً ونجوما
- آتاهمُ الله النُّبوَّة َ والهدى
- وَالمُلْكَ مُرْتَفِعَ البِناءِ عظيما
- وسما بإبراهيمَ ناصرِ دينهِ
- شرفُ الخليلِ أبيهِ إبراهيما
- متهلِّلٌ يحمي حقيقة َ عامرٍ
- بالسَّيفِ عضباً والنَّوالِ جسيما
- ويهزُّهُ نغمُ الثَّناءِ كأنَّهُ
- مُتَسَمِّعٌ هَزَجَ الغِناءِ رَخيما
- وَالجارُ يَأمَنُ في ذَرَاهُ كَأَنَّما
- عقدتْ مكارمهُ عليهِ تميما
- يغدو لحالية ِ الرَّبيعِ مجاوراً
- وَلِصَوْبِ غادِيَة ِ الغَمامِ نَديما
- وَلَهُ ذِمامُ أَبيهِ حَزْنٍ إنْ جَرَتْ
- ريحُ الشِّتاءِ عَلى السَّوامِ عَقيما
- وَلِفارِسِ الهَرّارِ فيهِ شَمائِلٌ
- لقحتْ بها الحربُ العوانُ قديما
- من معشرٍ بيضِ الوجوهِ توشَّحوا
- شيماً خلقنَ من العلا وحلوما
- إنْ أقدموا برزوا إليكَ صوارماً
- أو أنعموا مطروا عليكَ غيوما
- تَلْقى الكُماة َ الصِّيْدَ حَولَ بُيوتِهِمْ
- وَالخَيْلَ صافِنَة ً تَلوكُ شَكيما
- وَكَتيبَة ٍ مِنْ سِرِّ جَوثَة َ فَخْمَة ٍ
- كَالأُسْدِ تَمْلأُ مِسْمَعَيْكَ نَئيما
- زَخَرَتْ بِهِمْ أُمُّ البَنينَ فَأَقْبَلوا
- كالمشرفيَّة ِ نجدة ً وعزيما
- وَإذا العُمومَة ُ لَمْ تُشَجْ بِخُؤولَة ٍ
- خَرَجَ النّسيبُ بها أَغَرَّ بَهيما
- ومرنَّحينَ من النُّعاسِ بعثتهم
- والعينُ تكسرُ جفنها تهويما
- فسرتْ بهم ذللُ المطيِّ لواغباً
- تهفو إلى آلِ المسيّبِ هيما
- قومٌ إذا طرقَ الزَّمانُ بحلدثٍ
- لم يلفَ مارنُ جارهمْ مخطوما
- يَتَهلَّلونَ إلى العُفاة ِ بِأَوْجُهٍ
- رَقَّتْ، وَقَدْ غَلُظَ الزَّمانُ أَديما
- ياسَيِّدَ العَرَبِ الأُلى زيدوا بِهِ
- شرفاً بميسمِ عزَّة ٍ مرقوما
- نشأتْ قناتكَ في فروعِ هوزانٍ
- رَيّا المَعاقِدَ لا تُسِرُّ وُصوما
- وَلِحاسِديكَ، وأنت مُقْتَبَلُ الصِّبا
- كمدٌ يكادُ يصدِّعُ الحيزوما
- لا عذرَ للقيسيِّ يضربُ طوقهُ
- طَرَفَ اللَّبانِ وَلا يَسودُ فَطيما
المزيد...
العصور الأدبيه