الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> تَجَنّى عَلَيْنا طَيفُها حينَ أُرْسِلا >>
قصائدالأبيوردي
تَجَنّى عَلَيْنا طَيفُها حينَ أُرْسِلا
الأبيوردي
- تَجَنّى عَلَيْنا طَيفُها حينَ أُرْسِلا
- وَهَلْ يَتَجَنّى الحِبُّ إلاّ لِيَبْخَلا؟
- يَعُدُّ، وَلم أُذْنِبْ، ذُنوباً كَثيرَة ً
- تَلَقَّفَها مِنْ كاشِحٍ أَو تَمَحَّلا
- ولي هِمَّة ٌ تَأبَى ، وَلِلْحُبِّ لَوْعَة ٌ
- أَضُمُّ عَلَيها القَلْبَ أَنْ أَتَنَصَّلا
- أَتَحْسَبُ تلكَ العامِريَّة ُ أَنّني
- أَذِلُّ، وَيَأْبَى المَجْدُ أَنْ أَتَذَللاَّ
- وَتَزْعُمُ أَنّي رُضْتُ قَلْبي لِسَلْوَة ٍ
- إذاً لا أقالَ اللّهُ عَثْرَة َ مَنْ سَلا
- أَما عَلِمَتْ أَنَّ الهَوى يَسْتَفِزُّني
- إذا الرَّكْبُ مِنْ نَحْوِ الجُنَيْنَة ِ أَقْبَلا
- وَأَرْتاحُ لِلْبَرْقِ اليَماني صَبابَة ً
- وَأَنْشَقُ خَفَّاقَ النَّسيمِ تَعَلُّلا
- حَلَفْتُ لِرَعْيِ الوُدِّ لا لِضَراعَة ٍ
- يُكَلِّفُها الحُبُّ الغَوِيَّ المُضَلَّلا
- بِصُعْرٍ تَبارَتْ في الأزِمَّة ِ شُمَّذٍ
- تَؤُمُّ بنا فَجَّاً مِنَ الأَرْضِ مَجْهَلا
- طلَعْنَ بُدوراً بِالفَلا وَهْيَ بُدَّنٌ
- وَعُدْنَ كَأَشْباحِ الأَهِلّة ِ نُحَّلا
- عليهنَّ شُعْثٌ من ذُؤابَة ِ غالِبٍ
- ضَمِنْتُ لَهُمْ أَنْ نَمْسَحَ الرُّكْنَ أَولاَّ
- يُميلُ الكَرى منهمْ عَمائِمَ لاثَها
- على المَجْدِ أَيْدٍ تَخْلُفُ الغَيْثُ مُسْبِلا
- فَلَسْنا نَرى إلاّ كَريماً يَهزُّهُ
- حُداءٌ سَرى عَنهُ رِداءً مُهَلْهَلا
- لَئِنْ صَافَحَتْ أُخْرى على نَأُي دارِها
- يَميني، فلا سَلَّتْ على القِرْنِ مُنْصُلا
- وَقُلْتُ ضِياءُ المِلَّة ِ اخْتَطَّ عَزْمُهُ
- لِهِمَّتِهِ دونَ السِّماكِيْنِ مَنْزِلا
- ولم يَتْرُكِ الضِّرْغامَ في حَوْمَة ِ الوَغى
- جَباناً، وَلا صَوْبَ الغَمامِ مُبَخَّلا
- ولا اخْضَرَّ واديهِ، على حينَ لاتَرى
- مَراداً لِعيسٍ شَفَّها الجَدْبُ مُبْقِلا
- فَتى ً شرِقَتْ بِالبِشْرِ صَفْحَة ُ وَجْههِ
- كَأَنَّ عليها البَدْرَ حينَ تَهَلَّلا
- هُوَ الغَيْثُ يُرْوي غُلَّة َ الأَرْضِ مُسبِلا
- هُوَ اللَّيْثُ يَحمي ساحَة َ الغابِ مُشْبِلا
- يُلاذُ بِهِ وَاليَوْمُ قانٍ أَديمُهُ
- وَيُدْعَى إذا ما طارِقُ الخَطبِ أَعْضَلا
- لَهُ إمْرَة ٌ عِنْدَ المُلوكِ مُطاعَة ٌ
- وَرَأْيٌ بهِ يَسْتَقْبِلُ الأَمرَ مُشْكِلا
- كَأَنَّ نُجومَ الأُفقِ يَتَبْعنَ أَمْرَهُ
- فَلَوْ خالَفَتْهُ عادَ ذو الرُّمْحِ أَعْزَلا
- لَقى ً دونَ أدنى شَأْوِهِ كُلُّ طَالبٍ
- وَهَلْ غاية ٌ ضَمَّتْ حُبارى وَأَجْدَلا
- فَحَظُّ مُجاريهِ إِذا جَدَّ جَدُّهُ
- على إثرِهِ أَنْ يَملأَ العَيْنَ قَسْطَلا
- أَتَى العيدُ طَلْقَ المُجْتلى فَتَلَقَّهُ
- بِوَجْهٍ يَروقُ النَّاظِرَ المُتَأَمِّلا
- وَضَحِّ بِمَنْ يَطْوي على الحِقْدِ صَدْرِهُ
- فَإنّكَ مَهْما شِئْتَ وَلاّكَ مَقْتَلا
- وَأَرْعِ عِتاباً تَحْتَهُ الوُدُّ كامِنٌ
- مَسامِعَ يَمْلأْنَ الثَّناءَ المُنَخَّلا
- أَرَى مَللاً حَيثُ التَفَتُّ يُهيبُ بي
- وَما كُنتُ أَخْشَى أَنْ أُفارِقَ عَنْ قِلى
- فَلَقَّيْتَني سُوءاً، لَقيتَ مَسَرَّة ً
- وَخَيَّبْتَ آمالي ، بَقيتَ مُؤَمَّلا
- أَمِنْ كَذِبِ الواشي وَتَكْثيرِ حَاسِدٍ
- إِذا لَمْ يَجِدْ قَوْلاً صَحيحاً تَقَوَّلا
- رَمَيْتَ بِنا مَرْمَى الغريبة ِ جُنِّبَتْ
- عَلَى غُلَّة ٍ تُدمي الجَوانِحَ، مَنهَلا
- وَأَطْمْعتَ في أَعْراضِنا كُلَّ كاشِحٍ
- يُجَرِّعُهُ الغَيْظُ السِّمامَ المُثَّملا
- وَراءَكَ إنّي لَستُ أَغْرِسُ نَخْلَة ً
- لأَجنِيَ منها حِينَ تُثْمِرُ حَنْظَلا
- أَيَجْمُلُ أَنْ أُجْفَى فَآتِيَ مُغْضَباً
- وَتَأْتِيَ ما لا تَرْتَضِيهِ لَنا العُلا
- وَأَسْهَرُ في مَدْحي لِغَيْرِكَ ضَلَّة ً
- وَأَدْعو سِواكَ المُنْعِمَ المُتَطَوِّلا
- وَكُلُّ امرئٍ تَنْبو بِهِ الدَّارُ مُطْرِقٌ
- على الهُونِ مَا لَمْ يَنوِ أَنْ يَتَحَوَّلا
- وَها أَنا أَزْمَعْتُ الفِراقَ ، وفي غَدٍ
- نَميلُ بَصدْرِ الأَرْحَبِيِّ إلى الفَلا
- فَمَنْ ذا الذي يُهْدي إِليكَ مَدائِحاً
- كَما أَسْلَمَ السِّلْكُ الجُمانَ المُفَصَّلا
- بِنَثْرٍ يَمُجُّ السِّحْرَ طَوْراً ، وَتارَة ً
- بِنَظْمٍ إِذا ما أَحْزَنَ الشِّعْرُ أَسْهَلا
- فَمُصْبَحُهُ يَجْلو بِهِ الفَجْرُ مَبْسِماً
- وَمُمْساهُ تُلْقى عِنْدَهُ الشَّمْسُ كَلْكَلا
- وَنِعْمَ المُحامي دونَ مَجْدِكَ مِقْوَلي
- بِهِ أُلْقِمَتْ قَسْراً أَعادِيكَ جَنْدَلا
- بَقيِتَ لِمَنْ يَبْغي نَوالَكَ مَلْجَأً
- وَدُمْتَ لِمَنْ يَرْجو زَمانَكَ مَوْئِلا
المزيد...
العصور الأدبيه