الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> تأَمَّلتُ الورى جِيلاً فجيلا >>
قصائدالأبيوردي
تأَمَّلتُ الورى جِيلاً فجيلا
الأبيوردي
- تأَمَّلتُ الورى جِيلاً فجيلا
- فَكانَ كَثيرُهُمْ عِندي قَليلا
- لَهُمْ صُوَرٌ تَروقُ ولا حُلومٌ
- وَأَجْسامٌ تَروعُ ولا عُقولا
- وَأُبْصِرُ خامِلاً يَجْفو نَبيهاً
- وَأَسْمَعُ عالِماً يَشْكو جَهولا
- إذا ما شِئْتَ أَنْ يَلقاكَ فيهم
- عَدُوٌّ فاتَّخِذْ مِنْهُمْ خَليلا
- وَإنْ تُؤْثِرْ دُنْوَّهُمُ تُمارِسْ
- أّذى ً تَجِدُ العَناءَ بِهِ طَويلا
- وَإنْ ناوَلَهُمْ أَطرافَ حَبلٍ
- وَهي فاهجُرهُمُ هَجراً جَميلا
- وَلِنْ لَهُمُ وَخادِعْهُمْ أَوِ اشْدُدْ
- عَلى صَفَحاتِهِمْ وَطْئاً ثَقيلا
- فَإمّا أَنْ تغالِبُهم عَزيزاً
- وَإمّا أنْ تُدارِيَهُمْ ذَليلا
- وَمَن راقَتْهُ ضَجْعَتُهَ بِدارٍ
- يُقِلُّ المَشرَفيُّ بِها صَليلا
- فَلَسْتُ مِنَ الهَوانِ وَلَيْسَ مِنّي
- فَأَلْبَسَهُ وَأَدَّرِعَ الخُمولا
- إذا الأَمَوِيُّ قَرَّبَ أَعْوَجِيّاً
- وَضَاجَعَ هُنْدُوانِيّاً صَقيلا
- فَذَرْهُ وَالمِصاعَ، فسوفَ تُؤتَى
- بهِ مَلِكاً مهيباً أو قَتيلا
- وَطامِحَة ِ العُيونِ، على مَطاها
- أُسودٌ يَتَّخِذْنَ السُّمْرَ غِيلا
- أَظُنُّ مِراحَها راحاً، فَمِنْهُ
- بِها ثَمَلٌ وما شَرِبَتْ شَمولا
- وَأَزْجُرُ مِنْ نَزائِعِها رَعيلاً
- إذا وَقَذَ الوَجى منها رَعيلا
- وَأُورِدُها الوَغى وَالنَّقْعُ كابٍ
- فَتَسْحَبُ مِنْ وشائِعِهِ ذُيولا
- وَتَعْثُرُ بِالكُماة ِ الصِّيدِ صَرْعَى
- فَتَنْفِرُ وَهْيَ تَحْسَبَهُمْ نَخيلا
- بِحَيثُ النَّسرُ لا يُلْفِي لَدَيْهِمْ
- سِوى الذِّئْبِ الأَزَلِّ لَهُ أَكيلا
- وَتَخْطِرُ في نَجيعٍ غِبَّ طَعنٍ
- وَجيعٍ يَسْلُبُ البَطَلَ الشَّليلا
- كَأَنَّ الشَّمْسَ قد نَضَحَتْ جِيادي
- بِذَوْبِ التِّبْرِ إذْ جَنَحَتْ أَصيلا
- وَسَيْفي تَتَّقيه الهَامُ حَتّى
- تُفارِقَ قَبْلَ سَلَّتِهِ المَقيلا
- بِهِ بَعْدَ الإلهِ بَلَغْتُ شَأْواً
- يُسارِقُهُ السُّها نَظَراً كَليلا
- وَطَافَتْ بِالعُلا هِمَمي وعافَتْ
- غِنى ً أَرْعى بِهِ كَلأً وَبيلا
- فَلَمْ أَحْمَدْ لِعارِفَة ٍ جَواداً
- ولم أَذْمُمْ على مَنعٍ بَخيلا
- نَماني كُلُّ أَبْيَضَ عَبْشَمِيٍّ
- تُعَدُّ النِّيِّراتُ لَهُ قَبيلا
- فَآبائي مَعاقِلُهُمْ سُيوفٌ
- بِها شَجُّوا الحُزونَة َ وَالسُّهولا
- وَأَرضى اللهَ نَصْرُهُمُ لِدينٍ
- بِهِ بُعِثَ ابنُ عَمِّهِمُ رَسولا
- وَهُمْ غُرَرٌ أَضاءَتْ في نِزارٍ
- وكانَ بَنوهُ بَعْدَهُمُ حُجولا
- متى هَذَرَ القَبائلُ في فَخارٍ
- بِأَلْسِنَة ٍ تَهُزُّ بِها نُصولا
- فنحنُ نكونُ أَطْوَلَها فُروعاً
- إذا نُسِبَتْ وَأَكْرَمَهَا أُصولا
المزيد...
العصور الأدبيه