الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ- >>
قصائدالأبيوردي
بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ-
الأبيوردي
- بَدا- والثُّرَيّا في مَغارِبِها قُرْطُ-
- بُرَيقٌ شجاني، والدُّجى لِمَمٌ شُمْطُ
- كَأَنَّ خِلالَ الغَيْمِ مِن لَمَعانِهِ
- يَدَي قادحٍ يَرْفَضُّ مَن زَندهِ سِقْطُ
- تَناعَسَ في وَطفاءَ، إن حلَّتِ الصِّبا
- عَزالِيهَا بالوَدقِ عَيَّ بِها الرَّبطُ
- فَلا بَرِحَتْ تُروي الغَميمَ بِوابِلٍ
- يَدُرّ على رَوضٍ، أَزاهِيرُهُ تَغْطو
- إذا نَشِيَتْ أَرواحَهُ العِيسُ مَوْهِناً
- دَعاها القَصِيصُ الجَعْدُ والنَّفَلُ السَّبْطُ
- هُوَ الرَّبعُ، لا قَوسي عَلى مَيعة ِ الصِّبا
- مُعَطَّلَة ٌ فيهِ، وَلا أَسْهُمي مُرْطُ
- عَهِدْتُ بِهِ غَيْداءَ تُلْقِي على الثَّرى
- أَساوِدَ فَرعٍ في القلوبِ لهَا نَشطُ
- إذا نَظَرتْ أَوْ أَتْلَعَتْ قُلتُ جُؤذَرٌ
- رَأَى قانِصاً فَارْتاعَ، أَوْ ظَبْيَة ٌ تَعْطو
- وَبَيْضاءَ تَرْوى دُونَها السُّمْرُ مِن دَمٍ
- وَكَمْ حَصَدَ الأَرْواحَ ما أَنْبَتَ الخَطُّ
- تَبَسَّمُ عن أَحْوى اللِّثاتِ يَزِيْنُهُ
- جُمانٌ يُباهيه عَلى جِيدها السِّمطُ
- تَرَدَّدَ فيهِ الظَّلْمُ حتَّى كَأَنَّهُ
- عَلى الشَّيْمِ مِن ظَنّي إذا ذيقَ إسفِنْطُ
- وَتُرْخِي على المَتْنَيْنِ أَسْحَمَ وارِداً
- يَمُجُّ فتِيتَ المِسكِ مِن نشرِهِ المِشطُ
- إذا اللَّيلُ أَدناها إِليَّ نأَى بها
- صَباحٌ كَما أوفْى عَلى اللِّمَّة ِ الوَخْطُ
- وَعُدْتُ أَكُفُّ المَشيَ مِنْ حَذَرِ العِدا
- عَلَى قَدَمٍ يُخفي مَواطِئَها المِرطُ
- وَكُنّا شَرَطنا الوَصلَ لَولا ثَلاثة ٌ
- إذا ما تواصوا بالنَّوى انتقضَ الشَّرطُ
- مُهيبٌ بِأُخرى َ النّاجياتِ، ونَاعِبٌ
- وَغَيرانُ يَقضي بِالظُّنونِ وَيَشْتَطُّ
- جَلَوا مِن عَذارَى الحَيِّ لِلْبَيْنِ أوْجُهاً
- شَرِقْنَ بِدَمْعٍ يَمْتَري خِلفَهُ الشَّحطُ
- كَأَنَّ الرِّياضَ الحُوَّ يَنْفُضْنَ فَوقَها
- شَقائِقَ فِيها مِن دُموعِ الحَيا نَقْطُ
- وَلَيلٍ طَوَتِ كسرَيه بي أَرْحبيَّة ٌ
- عَلى نَصَبِ المَسرى بآمالِنا تَمطُو
- أَقول لَها الوَجى ، وكَأَنَّها
- فُوَيْقَ سِنانِ الزّاعِبيِّ بِنا تَخْطُو
- خِدي بِي رَعاكِ اللّهُ إنَّ أَمامَنا
- أَعزَّ بِهِ في كُلِّ حَادِثَة ٍ نَسْطُو
- فَسِيري إلَيْهِ واهْجُري أَجْرَعَ الحِمَى
- يَرفُّ عَليكِ العِزُّ لا الأَثلُ وَالخَمْطُ
- إلى مُسْتَقِلٍّ بِالنَّوائِبِ والوَغى
- تُرِمُّ مَذاكِيهِ فَأَصواتُها النَّحْطُ
- وَتَصدُرُ عَنْ لَبّاتِهِنَّ نَواهِلاً
- صُدُورُ العَوالي وَهيَ مُزوَرَّة ٌ تَقطو
- أَخو مَأقطٍ إن طَاولَ القِرن قدَّهُ
- وَضَرْبَتُهُ إنْ عارَضَ البَطَلَ ، القَط
- تُخاطُ عَلَيهِ مِن عَجاجٍ مُلاءَة ٌ
- وَلكنَّها بالسَّمْهَرِيَّة ِ تَنعَط
- وَيطوي عَلى البَغضاءِ جَنبيهِ كاشِحٌ
- تَخَطَّى بِهِ رَهواً إلى الحَسَدِ الغَبطُ
- يُحاوِلُ أَدنى شَأُوِهِ فَهْوَ جاهِدٌ
- عَلى الأَينِ كَالعَشواءِ أَجهَدَها الخَبطُ
- إليكُمْ فَدُون المَجدِ مَن لا يَخُونُه
- شَبا نابِهِ المَذْرُوبُ والمِخلَبُ السَّلطُ
- يَلَذُّ بِأَفْواهِ المُلوكِ بِساطُهُ
- فَقَدْ كادَ أَنْ تَبْلَى مِنَ القُبَلِ البُسطُ
- مِنَ القَوْمِ عَدَّ النَّاسِبُونَ بُيُوتَهُمْ
- فَلَم يُنكِروا أنَّ النُّجومَ لهُمْ رَهْطُ
- مَغاويرُ وَالهَيْجاءُ تُلقي قِناعَها
- مَغازيرُ والغَبْراءُ يُلْوِي بِها القَحْطُ
- لَهُمْ قَسِماتٌ تَسْتَنيرُ طَلاَقة ً
- بِها لأَديمِ اللَّيلِ عَن فَجرِهِ كَشطُ
- هُمُ في الرِّضَى كَالْماءِ يُسْتَنُّ في الظُّبا
- وَكَالنّارِ فيها حينَ يَسْتَلُّها السُّخْطُ
- فَإن يَغْضَبوا مِن سَورة ِ العِزِّ يَحْملُوا
- وإنْ يَقدِروا يَعْفوا، وإنْ يسْأَلوا يُعْطوا
- وَكَمْ لَكَ يا عَدنانُ عِنديَ مِنْ يَدٍ
- كَما أَنهَرَتْ أَطْباءَها اللَّقْحَة ُ البِسْطُ
- وَقَد أَنِسَتْ بالمُسْتَحقِّ فَأُنمِيَتْ
- وَلَمْ يَحْبُ كُفرانٌ إلَيها وَلا غَمْطُ
- يَراني الّذي عاداكَ مِلءَ جُفونِهِ
- قَذى ً وَقَتاداً لا يُشَذِّبُهُ الخَرْطُ
- تَأَبَّطَ شَرّاً مِنْ حُقودٍ قَديمَة ٍ
- وَتِلكَ لَعَمري شَرُّ ما ضَمَّهُ الإبْطُ
- فقالَ تَمميميٌّ هَواهُ، وَهَل لَهُ
- أَبٌ كَتَميمٍ أَوْ كَأَبنْائِهِ سِبْطُ
- تَمُدُّ حِفافَيْكَ القَوافي جَناحَها
- وَهنَّ أَفاعٍ يَحتَوِشْنَ العِدا رُقطُ
- شَوارِدُ أَمثالَ اللآلِىء ِ، مَالَها
- إذا انتَثَرتْ، إلاّ بِنادِيكُمُ لَقط
- كَأَنِّي قَسِيمُ الفَخْرِ فِيما بَنَيْتُمُ
- مِنَ المَجْدِ، أَو لِيْ مِنْ مَناقِبِكُمْ قِسْطُ
- أَيَبْغِي عُلاً تَسْمُو إلَيْهِنَّ صاعِداً
- ضَجيعُ هُوَينَى ، مِنْ سَجِيَّتِهِ الهَبطُ
- وَأَنَّى يكونُ المُلْتَقَى عِنْدَ غايَة ٍ
- وَأَنْتَ غداة َ السَّبْقِ تَعْلو وَيَنْحَطُّ
- فَلازالَ مَعْصوباً- وَإنْ رَغِمَ العِدا-
- بِكَ النَّقضُ وَالإبرامُ وَالقَبضُ وَالبَسْطُ
المزيد...
العصور الأدبيه