الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> النّائِباتُ كَثيرَة ُ الإنذارِ >>
قصائدالأبيوردي
النّائِباتُ كَثيرَة ُ الإنذارِ
الأبيوردي
- النّائِباتُ كَثيرَة ُ الإنذارِ
- وَاليومَ طالَبَ صَرْفُها بِالثّارِ
- سُدَّتْ على عُونِ الرّزايا طُرْقُها
- فَسَمَتْ لنا بِخُطوبِها الأبكارِ
- عَجَباً من القَدَرِ المتُاحِ توَلَّعَتْ
- أَحداثُهُ بِمُصَرِّفِ الأقدارِ
- وَلَنا بِمُعْتَرَكِ المَنايا أَنْفُسٌ
- وَقفَتْ بِمَدْرَجَة ِ القَضاءِ الجاري
- في كلِّ يَومٍ تَعْتَرينا رَوْعَة ٌ
- تَذَرُ العُيونَ كَواسِفَ الأَبصارِ
- وَالمَوتُ شرِبٌ ليسَ يُورِدُهُ الرَّدى
- أَحَداً فَيَطْمَعَ منهُ في الإصدارِ
- شَرِبَ الأوائِلُ عُنْفُوانَ غَديرِهِ
- وَلَنْشرَبَنَّ بِهِ من الأَسآرِ
- مَلأَتْ قُبورُهُمْ الفَضَاءَ كَأَنَّها
- بُزْلُ الجِمالِ أُنِخْنَ بِالأَكْوارِ
- أَلْقَوا عِصيَّهُمُ بِدارِ إقامَة ٍ
- أنْضاءَ أَيَّامَ مَضَيْنَ قِصارِ
- وَكَأَنَّهُمْ بَلَغوا المَدى فَتَواقَفوا
- يَتَذاكَرُونَ عَواقِبَ الأسْفارِ
- لَمْ يَذْهَبوا سَلَفاً لِنَغْرُرَ بَعْدَهُمْ
- أَينَ البَقاءُ وَنَحْنُ في الآثارِ؟
- حَارَتْ وَراءَهُمُ العُقولُ كأننا
- شَرْبٌ تُطَوِّحُهُمْ كُؤوسُ عُقارِ
- يا مَنْ تُخادِعُهُ المُنى ، وَلَرُبَّما
- قَطَعَتْ مَخائِلُها قُوى الأَعْمارِ
- وَالنّاسُ يَسْتًبقون في مِضْمارِها
- وَالمَوتُ آخِرُ ذلكَ المِضمارِ
- وَالعُمْرُ يَذهَبُ كالحَياة ِ فَما الّذي
- يُجْدي عَليكَ مِنَ الخَيالِ السّاري
- بَيْنا الفَتى يَسمُ الثَّرى بِرِدائِهِ
- إذ حَلَّ فيهِ رَهينَة َ الأَحجارِ
- لَوْ فاتَ عادِيَة َ المَنونِ مُشَيَّعٌ
- لَنَجا بِمُهْجَتِهِ الهِزَبْرُ الضّاري
- أَقْعى دُوَيْنَ الغابِ يَمْنَعُ شِبْلَهُ
- وَيُجيلُ نَظْرَة َ باسِلٍ كَرّارِ
- وَحَمى الأمير ابنَ الخَلائِفِ جَعفَراً
- إقدامُ كُلِّ مُغَرِّرٍ مِغوارِ
- يَمشي كَما مَشَتِ الأُسودُ إلى الوَغى
- وَالخَيْلُ تَعْثُرُ بِالقَنا الخَطّارِ
- وَيَخُوضُ مُشْتَجَرَ الرِّماحِ بِغْلمَة ٍ
- عَرَبيَّة ٍ نَخَواتُها أَغمارِ
- وَيَجوبُ أَرْدَيَة َ العَجاجِ بِجَحْفَلٍ
- لَجِبٍ ، تَئِنُّ لَهُ الرُّبا ، جَرّارِ
- وَالمَشْرَفِيّاتُ الرِّقاقُ كَأَنَّها
- ماءٌ أَصابَ قَرارَة ً في نارِ
- يَنْعَوْنَ فَرْعاً مِنْ ذَوائِبِ دَوْحَة ٍ
- خَضِلَتْ حَواشِيها عَلَيْهِ نُضارِ
- نَبَوِيَّة ِ الأَعْراقِ مُقْتَدِرِيَّة ٍ
- تَفْتَرُّ عَنْ كَرَمٍ وَطِيبِ نِجارِ
- ذَرَفَتْ عُيونُ المَكْرُماتِ وَأَعْصَمَتْ
- أَسفاً بِأَكْبادٍ عَلَيْهِ حِرارِ
- صَبْراً أَميرَ المُؤْمِنينَ فَأَنْتُمُ
- أَسْكَنْتُمُ الأَحْلامَ ظِلَّ وَقارِ
- هذا الهِلالُ وَقد رَجَوْتَ نُمُوَّهُ
- لِلمَجْدِ، عاجَلَهُ الرَّدى بِسرارِ
- إن غاضَ منَ أَنوارِهِ فَوَراءَهُ
- أُفُقٌ تَوَشَّحَ مِنْكَ بالأقْمارِ
- كادَتْ تَزولُ الرَّاسِياتُ لِفَقْدِهِ
- حَتّى أَذِنَتْ لَهُنَّ في استقرارِ
- ومتى أصابَ - ولا أَصابَكَ حادِثٌ
- مِمّا يُطامِنُ نَخْوَة َ الجَبَّارِ-
- فاذكُرْ مُصابَكَ بابنِ عَمِّكَ أحمَدٍ
- وَالغُرِّ مِنْ آبائِكَ الأَخيارِ
- كانوا بُدورَ أَسِرَّة ٍ وَمَنابِرٍ
- يَتَهَلَّلونَ بِأَوْجُهٍ أَحْرارِ
- قَومٌ إذا ذَكرتْ قُرَيشٌ فَشْلَهُمْ
- أَصْغى إليها البَيْتُ ذو الأَسْتارِ
- بَلَغَ السَّماءَ بِهِمْ كِنانَة ُ وارتَدى
- بِالفَخرِ حَيَّا يَعرُبٍ وَنِزارِ
- فَاسلَمْ رَفيعَ النَّاظِرينِ إلى العُلا
- تُهْدَى إليكَ قَلائِدُ الأِشعارِ
- والدَّهرُ عَبْدٌ، والأَوامِرُ طاعَة ٌ
- وَالمُلْكُ مُقْتَبِلٌ، وَزَنْدُكَ وارِ
المزيد...
العصور الأدبيه