الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> أُتيحَتْ لِداءٍ في الفُؤادِ عُضالِ >>
قصائدالأبيوردي
أُتيحَتْ لِداءٍ في الفُؤادِ عُضالِ
الأبيوردي
- أُتيحَتْ لِداءٍ في الفُؤادِ عُضالِ
- رُباً بِالظِّباءِ العاطِلاتِ حَوال
- تُذيلُ دُموعَ العَيْنِ وَهْيَ مَصُونَة ٌ
- وَأُرْخِصُها في الحُبِّ وَهْيَ غَوالِ
- سَواجِمُ تَكْفيها الحَيا وَانْهمالَهُ
- إذا انْحَلَّ في وُطْفِ الغَمامِ عَزالي
- وَلَولاكِ يا ذاتَ الوِشاحَيْنِ لَمْ تَكُنْ
- مُوَشَّحَة ً مِنْ أَدْمُعي بِلآلي
- وَأَغْضَيْتُ عَيْنِي عَنْ مَهاها فَلَمْ أُبَلْ
- لَدَيْها بَعَيْنَيْ جؤْذَرٍ وَغَزَالِ
- وَلكنَّني أَرْضَى الغِوايَة َ في الهَوى
- وَأَحْمِلُ فيهِ ما جَناهُ ضَلالي
- وَقَتْكَ الرَّدَى بِيضٌ حِسانٌ وُجوهُها
- وَمُثْرَية ٌ مِنْ نَضْرَة ٍ وَجَمالِ
- طَلَعْنَ بُدُوراً في دُجًى مِنْ ذَوائِبٍ
- وَمِسْنَ غُصُوناً في مُتونِ رِمالِ
- أَرى نَظَراتِ الصَبِّ يَعْثُرْنَ دُونَها
- بِأَعْرافِ جُرْدٍ أَوْ رُؤوسِ عَوالِ
- عَرَضْنَ عَلَيَّ الوَصْلَ ، وَالقَلْبُ كُلُّهُ
- لَدَيْكِ ، فَأَنّى يَبْتَغِينَ وِصالِي
- وَهُنَّ مِلاحٌ غَيْرَ أَنَّ نَواظِراً
- تُدِيرِينَها ، زَلَّتْ بِهِنَّ نِعالي
- وَلَولاكِ ما بِعْتُ العِراقَ وَأَهلَهُ
- بِوادِي الحِمى ، والْمَنْدَلِيَّ بِضالِ
- فَما لِنساءِ الحَيِّ يُضْمِرْنَ غَيْرَة ً
- سَبَتْها العَوالي، ما لَهنَّ وما لي؟
- وَلوْ خَالَفَتْني في مُتَابَعَة ِ الهَوى
- يَمِينِيَ ما واصَلْتُها بِشِمالِي
- وَفِيكِ صُدودٌ مِنْ دَلالٍ ، أَظُنُّهُ
- عَلى ما حَكَى الواشي- صُدودَ مَلالِ
- قَنِعْتُ بِطَيْفٍ من خيالكِ طارقٍ
- وأيُّ خيالٍ يهتدي لخيالِ
- فلا تنكري سَيْري إليكِ على الوَجى
- رَكائِبَ لا يُنْعَلْنَ غَيْرَ ظِلالِ
- إِذا زُجِرَتْ مِنْهُنَّ وَجْناءُ خِلْتَها
- وقد مَسَّها الإعْياءُ ، ذاتَ عِقالِ
- وَخَوْضِي إِلَيْكِ اللَّيْلَ أَرْكَبُ هَوْلَهُ
- وَإنْ بعَدَ المَسرى فَلَسْتُ أُبالي
- وَلا تَقْبَلي قَوْلَ العَذولِ فَتَنْدَمِي
- إذا قَطعَتْ عَنْكِ الوُشاة ُ حِبالي
- سَلِي ابنيَ نِزارٍ عَنْ جُدودِي بَعْدَما
- سَمِعْتِ بِبَأْسِي إِذْ هَزَزْتُ نِصالي
- هَلِ اشْتَمَلَتْ فِيهِمْ صَحيفَة ُ ناسِبٍ
- على مِثْلِ عَمِّي يا أُمَيمَ، وخَالي
- فَهَلْ مَلْثَمُ اللَّبَّاتِ رُمْحِي إِذا دَعَا
- مَصاليِتُ يَغْشُونَ المِصاعَ نَزالِ
- فَلا تُلْزِميني ذَنْبَ دَهْرٍ يَسُومُني
- على غِلَظِ الأَيَّامِ رِقَّة َ حالِ
- وَتَمْشي الهُوَيْنَى بَيْنَ جَنْبَيَّ هِمَّة ٌ
- تَذُمُّ زَماناً ضاقَ فيهِ مَجالي
- وَعِنْدَ بَنيهِ حِينَ تُخْشَى بَناتُهُ
- قُلوبُ نِساءٍ في جُسُومِ رِجالِ
- وَلا تُنْكِري ما أشْتَكي مِنْ خَصاصَة ٍ
- عَرَفْتُ بِها البَأساءَ منذُ لَيالِ
- فَبِالتَّلِعاتِ الحُوِّ مِنْ أَرْضِ كُوفَنٍ
- مَبارِكُ لا تُدْمِي صُدُورَ جِمالي
- يَحُوطُ حِماها غِلْمَة ٌ أُمَويَّة ٌ
- بِخَطِّيَّة ٍ مُلْسِ المُتونِ طِوالِ
- وَكُلُّ رَميضِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدٍ
- كَأَنَّ بِغَرَبيهِ مَدَبَّ نِمالِ
- ضَرَبْنَ بِأَلحيهِنَّ، وَالرِّيحُ قَرَّة ٌ
- على قُلَّتَيْ أَرْوَنْدَ غِبَّ كَلالِ
- فَما رَعَتِ القُرْبَى قُرَيْشٌ ، ولا اتَّقَتْ
- عتابي، وَلَمْ يَكْسِفْ لِذلِكَ بالي
- وَأَكْرَمَ مَثْواها وَأَمْجَدَها القِرَى
- بَنو خَلَفٍ حَتَّى حَطَطْتُ رِحالي
- وَفازُوا بِحَمْدي إذْ ظَفِرْتُ بِوُدَّهُمْ
- فَلَمْ أَتَعَرَّضْ بَعْدَهُ لِنَوالِ
- مَغاويرُ مِنْ أَبْناءِ بَهْرامَ ذادَة ٌ
- بِهِمْ تُلْقَحُ الهَيْجاءُ بَعْدَ حِيالُ
- يَهَشُّونَ لِلعافي كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ
- صُدورُ سُيوفٍ حُودِثَتْ بِصِقالِ
- فَصاحَبْتُ مِنْهُمْ كُلَّ قَرْمٍ حَوَى العُلا
- بِمَلْثُومَة ٍ في الجُودِ ذاتِ سِجالِ
- وَبَذَّ الحَيا إذْ جادَ، واللَّيْثَ إذْ سَطا
- عَلى القِرْنِ ، في أُكْرُومَة ٍ وَصِيالِ
- يَرى بِسِنانِ الزَّاغِبِيَّة ِ كَوْكَباً
- فَيَطْعَنُ حَتّى يَنْثَني كَهِلالِ
- وَلا يَتَخَطَّى مَقْتَلاً، فَكَأَنَّهُ
- لَدى الطَّعْنِ يَعْشُو نَحْوَهُ بِذُبالِ
- رَعَى حُرُماتِ المَجْدِ فِيَّ تَكَرُّماً
- وقد شَدَّ عَزْمي لِلْمَسيرِ قِبالي
- وَأَيْقَنَ أَنِّي لا أَلُوذُ بِبَاخِلٍ
- يُضَيِّعُ عِرْضاً في صِيانَة ِ مالِ
- وَكُنْتُ خَفيفَ المَنْكِبَيْنِ فَأُكْرِهَا
- على مِنَنٍ طُوِّقْتُهُنَّ ثِقالِ
- وَحُزْتُ نَدى ً ما شَانَهُ بِمِطالِهِ
- وَحازَ ثَناءً لَمْ يَشِنْهُ مِطالي
- فَسُقْتُ إليهِ الشُّكْرُ بَعْدَ سُؤالِهِ
- وَساقَ إلَيَّ العُرْفَ قَبْلَ سُؤالِي
المزيد...
العصور الأدبيه