الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَما وَحُبِيّكِ هذا مُنْتَهَى حَلَفِي >>
قصائدالأبيوردي
أَما وَحُبِيّكِ هذا مُنْتَهَى حَلَفِي
الأبيوردي
- أَما وَحُبِيّكِ هذا مُنْتَهَى حَلَفِي
- لَيَظْهَرَنَّ الذي أُخْفِيهِ مِنْ شَغَفي
- فَبَيْنَ جَنْبَيَّ سِرٌّ لا يَبُوحُ بِهِ
- سوى دُمُوعٍ، متى ما تُذْكَري تَكِفِ
- أَسْتَكْتِمُ القَلْبَ أَسْراراً تَنُمُّ بِها
- إلى الوُشاة ِ شُؤونُ الأَدْمُعِ الذُّرُفِ
- وَعاذِلٍ مَجَّ سَمْعَي ما يَفُوهُ بِهِ
- وقد جَعَلْتُ أَحَادِيثَ النَّوى شَنَفي
- وفي الجَوانِحِ حُبُّ لا يُغَيِّرُهُ
- صَدُّ المُلوكِ وَبُعْدُ النِّيَّة ِ القَذَفِ
- وَما الحَبيبُ، وما أَعْني سِواكِ بِهِ
- مِمَّنْ يَقِلُّ عَليهِ في النَّوى أَسَفي
- ولا أَخافُ الرَّدى إنْ كُنْتُ راضِيَة ً
- بِهِ، فَكَمْ كَلَفٍ أَفْضَى إلى نَلَفِ
- وَإنْ أَبَيْتُ فَما بِالرِّفْقِ يَمْلِكُني
- مَنْ لا يُلائِمُ أَخْلاقي، وَلا العُنُفِ
- وَلا الهَوى يَعْطِفُ الإكْراهُ شارِدَهُ
- ليسَ الفُؤادُ إذا وَلَّى بِمُنْعَطِفِ
- وَوَقْفَة ٍ لَمْ أَقُلْ فيها عَلى وَجَلٍ
- لِلَّدَمْعِ، مِنْ حَذَري عَيْنَ الرَّقيبِ: قِفِ
- بِمَنْزلٍ يَسْتَعيرُ الظَّبيُ مِنْ غَيَدٍ
- في حافَتَيْهِ، وَغُصْنُ البَانِ مِنْ هَيَفِ
- وَالعامِريَّة ُ تَسْقي الوَرْدَ مُجْهِشَهً
- بِنَرْجِسٍ مِنْ سِجالِ الدَّمعِ مُغْتَرِفِ
- تَقولُ حَتّامَ لا تَلوْي عَلى وَطَنٍ
- وَكَمْ تُعَذِّبُ جِسْماً بادِيَ التَّرَفِ
- وَكَمْ تَشِيمُ بُروقاً غيرَ صادِقَة ٍ
- وَالآلُ لَيْسَ بِما يُرْوي صَداكَ يَفي
- وَأَنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ لولا تَأَخرُّهُمُ
- جاءتْ بِذكْرِهِمُ الأُولى مِنْ الصُّحُفِ
- شُمُّ العَرانِينِ لاتَدْمَى أُنْوفُهُمُ
- عِنْدَ اللِّقاءِ ولا تَعْرَى مِنَ الأَنَفِ
- ولا تَخُبُّ هَوادي الخَيْلِ إنْ رَكِبُوا
- إلى الوَغى بِمَعازِيلٍ وَلا كُشُفِ
- فَاسْتَبْقِ نَفْسَكَ لا يُودِ السِّفارُ بِها
- فَهْيَ الحُشاشَة ُ مِنْ مَجْدٍ وَمَنْ شَرَفِ
- وَعِرْضُ مِثْلِكَ لا تَغْتالُهُ نُوَبٌ
- تَفْتَرُّ عِيشَتُهُ فيها عَنِ الشَّظَفِ
- وَلَيسَ يَرْضَى ، وفي أَحشائِهِ غُلَلٌ
- رِيّاً بِما يَصِمُ الظَّمْآنَ مِنْ نُطَفِ
- يا أخْتَ سَعْدٍ وَسَعْدٌ خَيْرَ مَنْ جَذَبَتْ
- إلى العُلا ضَبْعَهُ الأَشْياخُ مِنْ حَذّفِ
- كُفِّي وَغاكِ فَما عُودي بِمُهْتَصَرٍ
- وَإنْ أَرابَكِ ما تَلْقَيْنَ مِنْ عَجَفي
- لا عَيْبَ بِالسَّيْفِ إنْ رَقَّتْ مَضارِبُهُ
- مِنَ النُّحولِ، ولابِالرُّمْحِ مِنْ قَضَفِ
- وَإنْ تَغَرَّبْتُ لَمْ أَفْزَعْ إلى وَكَلٍ
- وَلَمْ يَكُنْ مِنْ صَرَى الأَمواهِ مُر تَشَفي
- وقد فَلَيْتُ الوَرى حَتّى قَلَيْتُهُمُ
- إلاّ بَقايا ِكرامٍ مِنْ بَني خَلَفِ
- جادَ الزَّمانُ بِهِمْ وَالبُكْمُ شيمَتُهُ
- فَالفَضْلُ في خَلَفٍ مِنْهُمْ وَفِي سَلَفِ
- وَهُمْ وَإنْ حُسِبُوا في أَهْلِهِ وَلَهُمْ
- عُلاً رَعَوْا تالِداً مِنْها بِمُطَّرَفِ
- كَالماءِ وَالنَّارِ مَوْجودَينْ في حَجَرٍ
- وَالبَدْرِ في سُدَفٍ وَالدُّرَّ في صَدَفِ
- فَآلُ صَفْوانَ إنْ تُذْكَرْ مناقِبُهُمْ
- يَلوِ الحَسُودُ إليها جِيدَ مُعْتَرِفِ
- وقد أَظَلَّ أَبا أَروَى ذُرا نَسَبٍ
- بسُؤدَدٍ كَجَبينِ الصُّبِْ مُلْتَحِفِ
- ذُو هِمَّة ٍ لَنْ تَنالَ الشُّهْبُ غايَتَها
- عَلَتْ وَما احْتَفَلَتْ مِنْها بِمُرْتَدِفِ
- جَمُّ التوّاضُعِ وَالأَقْدارُ تَخْدُمُهُ
- ولا يُصَعِّرُ خَدَّيْهِ مِنَ الصَّلَفِ
- كَالبَحرِ لَوْ أَمِنَ التَّيّارَ راكِبُهُ
- وَالبَدْرِ لَوْ لَمْ يَشِنْهُ عارِضُ الكَلَفِ
- طَلْقٌ مُحَيَّاهُ لِلْعافِي، وَراحَتُهُ
- في الجُودِ تُزْري عَلى الهَطَّالَة ِ الوُطُفِ
- رَقَّتْ وَراقَتْ سَجاياهُ، فَنَفَحْتُها
- تَشِي إليكَ بِرَيّا الرَّوْضَة ِ الأُنُفِ
- وَيَنْتَضي الحِلْمُ مِنْهُ عَفْوَ مُقْتَدِرٍ
- عَنْ كُلِّ مُعْتَرِفٍ بِالذَّنبِ مُقْتَرِفِ
- بَثَّ المَواهِبَ حَتّى ضَمَّ نائِلُهُ
- مِنَ المَحامِدِ شَمْلاً غَيْرَ مُؤْتَلِفِ
- ولم يَذَرْ في النَّدى إسرافُهُ كَرَماً
- وَإنَّما شَرَفُ الأَجوادِ في السَّرَفِ
- لَبَّيْكَ ياجُمَحِيَّ المُكْرِماتِ فَقَدْ
- ناديْتَ شِعْرِي وَعِزُّ اليَاسِ مُكْتَنِفِي
- فَازْوَرَّ عَنْ كُلِّ نِكْسٍ لا يُهابُ بِهِ
- إلى الثَّناءِ عَنِ العَلياءِ مُنْحَرِفِ
- إذا تَجاذَبْتُما أَهْدابَ مَكْرُمَة ٍ
- حَلَلْتَ في الصَّدْرِ مِنْها وَهْوَ في الطَّرَفِ
- لَئِنْ جَحَدْتُكَ نُعْمَى مَدَّرَيِّقُها
- إلى النَّوائِبِ مِنّي باعَ مُنْتَصِفِ
- فلا تَلَقَّيتُ خِلِّي حِينَ تُزْعِجُهُ
- فَظاظَة ُ الدَّهْرِ، بِالمَعْرُوفِ مِنْ لَطْفي
المزيد...
العصور الأدبيه