الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَما وَتَجَنِّي طَيْفِها المَتأَوِّبِ >>
قصائدالأبيوردي
أَما وَتَجَنِّي طَيْفِها المَتأَوِّبِ
الأبيوردي
- أَما وَتَجَنِّي طَيْفِها المَتأَوِّبِ
- لَيالِيَ رَوَّحْنا المَطايَا بِغُرَّبِ
- لقد زَارَني وَالعَتْبُ يَقْصُرُ خَطوَهُ
- وَأَحبِبْ بِهِ مِنْ زائِرٍ مُتَعَتِّبِ
- يُواصِلُنا وَاللَّيْلُ غَضٌّ شَبابُهُ
- وَيَهْجُرُ إن شابَتْ ذَوائِبُ غَيْهَبِ
- فما لي وَللطيَفِ المُعاوِدِ مَوْهِناً
- سَرى كَاختطافِ البارقِ المُتَصَوِّبِ
- وقد كُنتُ راجَعْتُ السُّلُوَّ عَن الصِّبا
- وَأَضْمَرْتُ تَوْديعَ الغَزالِ المُرَبَّبِ
- وَرُحْتُ غَبِيَّ السِّنِّ عَنْ كلِّ مضحَكٍ
- وَمُنْكَسِرَ الأَلحاظِ عَنْ كُلِّ مَلْعَبِ
- على حِينَ نادَى بِالظَّعائِنِ أَهْلُها
- وَلَمْ يَحْذَروا العُقْبى لِما في المُغَيَّبِ
- وَأَوْدَى قِوامُ الدّينِ حتّى توَلَّعَتْ
- صُروفُ اللَّيالي فَرَنَّقْنَ مَشْرَبي
- سَأَذْكُرُهُ لِلرَّكْبِ كَلَّتْ مَطْيُّهُمْ
- وَلِلسَّفْرِ إذْ أَعْياهُمُ وَجْهُ مَطْلَبِ
- وَلِلآمِلِ الصّادي مَتى يَبْدُ مَنهَلٌ
- وَلَمْ يَكُ مِن أَحْواضِهِ يَتَنَكَّبُ
- وَلَولا نِظامُ الدِّينِ كانَتْ لُحومُنا
- وَإنْ كَرَُمَتْ نُهْبى نُسورٍ وَأَذْؤُبِ
- وما زالَ مِنْ أَبْناءِ إسْحاقَ كَوْكَبٌ
- يَلوحُ إذا وَلّى الزَّمانُ بِكَوْكَبِ
- وَلَمّا أَتانِي أَنَّهُ قَمَعَ العِدا
- هَتَفَتُ بِآمالٍ روازِحَ لُغَّبِ
- وَقُلْتُ لِصَحْبي بادِرُوا الصُّبحَ نَبْتَكِرْ
- على بابِليٍّ في الزُّجاجَة ِ أَصْهَبِ
- له مَشْرِقٌ في أَوْجُهِ الشَّرْبِ بَعْدَما
- تُصَوِّبُ ما بينَ اللُّها نَحْوَ مَغْرِبِ
- كَأَنَّ الحَبابَ المُسْتَطيرَ إذا طَفا
- لآَلِىء ُ إلاَّ أَنَّها لَمْ تُثَقَّبِ
- وَمِنْ أَرْيَحيَّاتي، وَلِلرَّاحِ نَشْوَة ٌ
- متى تَدُرِ الكَأَسُ الرَّوِيَّة ُ أَطْرَبِ
- فَظَلْنا بِيْومٍ قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
- نَشاوَى ، وَلَمْ نَحْفِلُ عِتابَ المُؤنِّبِ
- تَنِمُّ إلينا بِالسُّرورِ مزَاهِرٌ
- يُغازِلْنَ أَطْرافَ البَنانِ المُخَضَّبِ
- إذا كُنْتَ جاراً لِلْحُسَيْنِ فَلا تُبَلْ
- رِضَى المُتَجَنّي فَاتْرُكِ الدَّهْرَ يَغْضَبِ
- أَخَو عَزْمَة ٍ تُغْنِي إذا الأَمْرُ أَظْلَمَتْ
- جَوانبُهُ، عَنْ باتِرِ الحَدِّ مِقْضَبِ
- وَيَسْمو إلى أَعْدائِهِ مِنْ كُماتِهِ
- وَآرائِهِ في مِقْنَبٍ بَعْدَ مِقْنَبِ
- وَيَرْميهمُ، وَاليَوْمُ دامٍ عَجاجُهُ
- بِجُرْدٍ يُبارِينَ الأعِنَّة َ شُزَّبِ
- وَيَكْنُفُهُ نَصْرٌ يُناجي لِواءهُ
- إذا ما هَفا كَالطائِرِ المُتَقَلِّبِ
- فللِّهِ مَيمونُ النَّقيبَة ِ، إن غزا
- أَراحَ إلَيهِ مالَهُ كُلُّ مُغْرِبِ
- يَقولُ لِمُرْتادِ السَّماحَة ِ مَرْحَباً
- إذا النِّكْسُ لَوّى ماضِغَيْهِ بِمَرْحَبِ
- وَيُلْقي لَدَيْهِ المُعْتفونَ رحالَهُمْ
- بِأَفْيَح لا يَعْتادُهُ المَحْلُ مُخْضِبِ
- حَلَفْتُ بِأَيدي الرّاقِصاتِ إلى منى
- يُبارِينَ وَفْدَ الرِّيْحِ في كُلِّ سَبْسَبِ
- عَلَيها غُلامٌ لاحَهُ السَّيرُ والسُّرى
- بِهِ قَلَقٌ مِنْ عَزْمِهِ المُتَلَهِّبِ
- وَهَزَّ الفَيافي عُودَهُ إذْ تَشَبَّثَتْ
- يَدُ الدَّهْرِ مِنْهُ بِاللِّحاءِ المُشذَّبِ
- فَلَمْ يَدَّرِعْ وَالشّمسُ كادَ أُوارُها
- يُذيبُ الحَصى ، ظِلَّ الخِباءِ المُطَنَّبِ
- فما زال يَطويها وَيَطوينَه الفَلا
- إلى أَنْ أَنَخْناهُنَّ عِندَ المُحَصِّبِ
- لأَوْهَيْتَ أَرْكانَ العَدُوِّ بِكاهِلٍ
- تُحَمِّلُهُ عِبْءَ المَعالي، وَمَنْكِبِ
- وَمَنْ يَتَصَدَّى لِلْوِزارَة ِ جاهِداً
- وَيَمْسَحُ عِطْفَ المَطْلَبِ المُتَعَصَّبِ
- فَقَدْ نَزَعَتْ وَلَهى إليكَ، وَخَيَمت
- بِخَيْرِ فَتى ً، وَاستَوْطَنَتْ خَيْرَ مَنْصِبِ
- وَشَتَّانَ ما بَيْنَ الوَزيرَيْنِ : وادِعٍ
- أَتَتْهُ العُلا طَوْعاً ، وَآخَرَ مُتْعَبِ
- فَحَسْبُ أَبيكَ مَفْخَراً أَنَّكَ ابنُهُ
- كَما أَنَّهُ ناهيكَ في الفخْرِ مِنْ أَبِ
- بَقِيتَ وَلا زالَتْ تَروحُ وَتَغْتَدي
- إليكَ المَساعي غَضَّة َ المُتَنسَّبِ
- ولا بَرِحَ الحُسّادُ يَكْسو وليدهُمْ
- لَواعِجُ مِنْ هَمٍّ غَدائِرَ أَشْيَبِ
المزيد...
العصور الأدبيه