الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> أَتَرْوى وقد صَدَحَ الجُنْدُبُ >>
قصائدالأبيوردي
أَتَرْوى وقد صَدَحَ الجُنْدُبُ
الأبيوردي
- أَتَرْوى وقد صَدَحَ الجُنْدُبُ
- غَرائِبُ أَخْطأَها المَشْرَبُ
- تَمُدُّ إلى الماءِ أَعْناقَها
- وَهُنَّ إذا وَرَدَتْ تُضْرَبُ
- كَأَنَّ السَّماءَ لَها مَنْهَلٌ
- عَليهِ مِنَ الحَببِ الكَوْكَبُ
- فَلَيسَ إلى نَيْلِها مَطْمَحٌ
- وَلا لِكَواكِبِها مَطْلَبُ
- وَيَطْوينَ وَالرَّوْضُ في حُلَّة ٍ
- يَجُرُّ رَفارِفَها الأَزْيَبُ
- وَما العُشْبُ إلاّ القَنا تَرتوي
- دَماً مِنْ أَنابيبِها يُسْكَبُ
- فلا رِعْيَ عِنْدِيَ حَتّى يُباحَ
- بِأَطْرافِها البَلَدُ المُعْشِبُ
- رُوَيْدَكِ ياناقُ كَمْ تَذْكُرينَ
- مُناخاً بِهِ اسْتَأْسَدَ الثَّعْلَبُ
- يَهونُ الكَمِيُّ بِأَرْجائِهِ
- وَيَقْلَقُ في غِمْدِهِ المِقْضَبُ
- وَلَوْ كَفْكَفَ الدَّهرُ مِنْ غَرْبِهِ
- طَغى في أَزِمَّتِهِ المُصْحِبُ
- وَلَمْ يَنْتَجِعْ عَذَباتِ اللِّوى
- إذا لاحَ بارِقُها الخُلَّبُ
- يَرودُ بِتَيْماءِ حُوَّ التِّلاعِ
- وقدْ خَانَها الزَّمَنُ الأَشْهَبُ
- وَأَصْحَرْنَ عَنْ أَدَمٍ يَقْشَعِرُّ
- كَما هُنِىء َ الجَمَلُ الأَجْرَبُ
- فَمالِي أَحِلُّ رُباً لا يَشُدُّ
- عِقالَ المَطِيِّ بِها الأرْكُبُ
- وَما بيَ َعنْ غَايَة ٍ نَبْوَة ٌ
- وَإنْ فَزِعَ الحَيُّ مِنْ غالِبٍ
- فَإِنَّ يَدي دَرِبَتْ بالظُّبا
- وَساعِدُها بالقَنا أَدْرَبُ
- وَعِنْدي مِنَ الخَيْلِ ذو مَيْعَة ٍ
- يَطوفُ بِقُبَّتِنا مُقْرَبُ
- وَأُلْحِفُهُ البُرْدَ في شَتْوَة ٍ
- تَغُضّ الهَريرَ لَها الأَكْلُبُ
- إذا مَدَّ مِنْ نَبَراتِ الصَّهيلِ
- ثَنى مِسْمَعَيْهِ لَهُ المُعْرِبُ
- تَدّثَّرَهُ أَسَدٌ أَغْلَبُ
- يَجُرُّ الدِّلاصَ غَداة َ الوَغى
- كَما اعتَنَّ في مَشْيِهِ الأَنْكَبُ
- وَلَوْ كُنْتُ أَبْغي بِنَفْسي العُلا
- لأفْضَى إِليَّ بِها المَذْهَبُ
- فَكَيْفَ أُداني الخُطا دُونَها
- وَيَجْذِبُ ضَبْعي إليها الأَبُ
- وَلي مَعْقِلٌ بِفِناءِ الوَزيرِ
- يَروحُ إلى فَيْئِهِ المُعْزِبُ
- وَيَخْجَلُ مِنْ راحَتيهِ الغَمامُ
- إذا دَرَّ نائِلُهُ الصَّيِّبُ
- أَتَى في السَّمَاحَة ِ مَالَمْ يَدَعْ
- لأهْلِ النَّدى سِيرَاً تُعْجِبُ
- فَأَوَّلُ أفْعالِهِمْ آخِرٌ
- وَبِكْرُ مَكارِمِهِمْ ثَيِّبُ
- وَأَفْضَى إلى أَمَدٍ لَوْ جَرَتْ
- إليهِ الصَّبا طَفِقَتْ تَلْغَبُ
- مدى ً هَزَّ مِنْ دُونِهِ رُمْحَهُ السماكُ
- وَإبْرَتَهُ العَقْرَبُ
- وَكَيْفَ يُساجَلُ في سُؤْدَدٍ
- حَواشِيهِ مِنْ عَلَقٍ تُخْضَبُ
- وَأَدْنى عَطاياهُ مَلبونَة ٌ
- تُباري أَعِنَّتَها شُزَّبُ
- وَصُهْبٌ يَنُمُّ بِأَعْراقِها
- إذا مابْتَذَلْنَ الخُطا، أَرْحَبُ
- وغِيدٌ مِنَ التُّرْكِ مَكْحولَة ٌ
- عُيوناً يُقَلِّبُها الرَّبْرَبُ
- وَأَنّى يُسامِيهِ ذُو مَحْتَدٍ
- مَضارِبُ أَعْراقِهِ تُؤْشَبُ
- كَأَنَّ مُحيَّاهُ وَقْبُ الصَّفا
- تَغْشَّى جَوانِبَهُ الطُّحْلُبُ
- وَلَوْ شاءَ غادَرَ أَشْلاءَهُ
- يُحَيِّي الضِّباعَ بِها الأّذْؤُبُ
- لَشَدَّ بِكَ المُلْكُ أَطنابِهُ
- وَكادَتْ دَعائِمُهُ تُسْلَبُ
- وَعَزَّ بِكَ الشَّرْقُ حَتّى لَوى
- إِليكَ أَخادِعَهُ المَغْرِبُ
- تَفُلُّ بِرَأْيِكِ حَدَّ الحُسامِ
- إذا اعتَكَرَ الرَّهْجُ الأَصْهَبُ
- وَتَملأُ بِالخَيْلِ عُرْضَ الفضا
- ءِ حتّى يَئِنَّ لَها السَّبْسَبُ
- نِظامُ العُلا مُدَّ مِنْ شَوْطِها
- نَوى ً بِالمُخِبيّنَ لا تُصْقِبُ
- وَلَوْلاكَ ما رَوَّعَتْ صاحِبَيَّ
- لِلْبَيْنِ أَغْرِبَة ٌ تَنْعَبُ
- وَلا سانِحٌ هَزَّ مِنْ رَوْقِهِ
- سَلِيماً، وَلا بارِحٌ أَعْضَبُ
- فكيفَ الإيابُ وَمِنْ دونِهِ
- مَوارِدُ، غُدرانُها تَنْضَبُ
- وَمِنْ عَجَبٍ أنَّني في ذَراكَ
- على الدَّهْرِ مِنْ حَنَقٍ أَغْضَبُ
- فَأَنتَ الزَّمانُ، وَأَحوالُنا
- إليكَ، إذا رَزَحَتْ، تُنْسَبُ
المزيد...
العصور الأدبيه