الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الأبيوردي >> ألِفْتُ النَّدَى وَالعامِرِيَّة ُ تَعْذِلُ >>
قصائدالأبيوردي
ألِفْتُ النَّدَى وَالعامِرِيَّة ُ تَعْذِلُ
الأبيوردي
- ألِفْتُ النَّدَى وَالعامِرِيَّة ُ تَعْذِلُ
- وَمِمّا أَفادَتْهُ الصَّوارِمُ أَبْذُلُ
- فَلا تَعْذُليني يابْنَة َ القَوْمِ إِنَّني
- أَجودُ بِما أَحوي، وبَالعِرضِ أبْخَلُ
- وَلَلْحَمْدُ أَوْلى بِالفَتى مِنْ ثَرائِهِ
- وَخَيرٌ مِنَ المالِ الثَّناءُ المُنَخَّلُ
- وَمَنْ خافَ أنْ يَسْتَضْرِعَ الفَقْرُ خَدَّهُ
- وَفَى بِالغِنى لي أَعْوَجِيٌّ وَمُنْصُلُ
- وَمُكْتَحِلاتٌ بِالظَّلامِ أُثِيرُها
- وَهُنَّ كَأَشْباحِ الأَهِلَّة ِ نُحَّلُ
- ولا صَحْبَ لي إلاّ الأَسِنَّة ُ وَالظُّبا
- بِحَيْثُ عُيونُ الشُّهْبِ بِالنَّقْعِ تُكْحَلُ
- وَحَوْلِيَ مِنْ رَوْقَيْ أُمَيَّة َ غِلْمَة ٌ
- بِهِمْ تُطْفَأُ الحَرْبُ العَوانُ وَتُشْعَلُ
- سَرَيْتُ بِهِمْ وَالنّاجِياتُ كَأَنَّها
- رِماحٌ بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الخَطِّ ذُبَّلُ
- فَحَلُّوا حُبا اللَّيْلِ البَهيمِ بِأَوجُهٍ
- سَنا الفَجْرِ في أَرْجائِها يَتَهلَّلُ
- وَخاضُوا غِمارَ النّائِباتِ ، وَمالَهُمْ
- سوى اللّهِ وَالرُّمْحِ الرُّدَيْنِيِّ مَعْقِلُ
- يَرومُونَ أَمْراً دُونَهُ جُرَعُ الرَّدَى
- تُعَلُّ بِها نَفْسُ الكَمِيِّ وتَنْهَلُ
- على حينَ نابَتْنِي خُطوبٌ كَثيرَة ٌ
- تَؤُودُ بِها الأَيّامُ مَتْنِي وَأَحْمِلُ
- وَأُخْفي الصَّدى وَالماءُ زُرْقٌ جِمامُهُ
- فَهُنَّ على الذُّلِّ السِّمامُ المُثَمَّلُ
- وَمَنْ سَلَبَتْهُ نَوْشَة ُ الدَّهْرِ عِزَّهُ
- فَنَحْنُ لِرَيْبِ الدَّهرِ لا نَتَذَلَّلُ
- وَلَكِنَّنا نَحْمي ذِمارَ مَعاشِرٍ
- لَهُمْ آخِرٌ في المَكْرُماتِ وَأَوَّلُ
- وَلَمْ نَغْتَرِبْ مُسْتَشْرِفينَ لِثَرْوَة ٍ
- فَمَرْعَى مَطايانا بِيَبْرِينَ مُبْقِلُ
- وَقَد يَصْدَأُ السَّيْفُ المُلازِمُ غِمْدَهُ
- وَمَنْ لا يَرِمْ أوْطانَهُ فَهْوَ يَخْمَلُ
- فَبِتْنا وقد نامَ الأَنامُ عَنِ العُلا
- نُسارِي النُّجومَ الزُّهْرَ وَاللَّيْلُ أَلْيَلُ
- وَنَحْنُ عَلى أَثْباجِها جُرْدٍ كَأَنَّها
- إِذا ما اسْتُدِرَّ الحُضْرُ ، بِالرِّيحِ تُنْعَلُ
- فَأَوْجُهُها مِنْ طُرَّة ِ الصُّبْحِ تَكْتَسي
- وَسائِرُها في حُلَّة ِ اللَّيلِ يَرفُلُ
- وَتَعْلَمُ ما نَبْغي فَتَبْتَدِرُ المَدى
- وَلَيْسَتْ عليها الأصبَحيَّة ُ تَجْهَلُ
- وَيَقْدُمُها طِرْفٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ
- لِراكِبِهِ مَجْدٌ أَغَرُّ مُحَجَّلُ
- فَلَمْ نَدْرِ إذ أمَّتْ بِنا بابَ أَحْمَدٍ
- أَنَحْنُ إلى ناديهِ أَمْ هِيَ أَعْجَلُ
- تَذودُ الكَرى عَنّا تِلاوَة ُ مَدْحِهِ
- فَيَرْنو إلينا مُضْغِياتٍ وَتَصْهَلُ
- أَغَرُّ، رَحيبُ البعِ، يُسْتَمْطَرُ النَّدى
- جَميلُ المُحيّا، مِخْلَطُ الأَمرِ، مِزْيَلُ
- فَفي راحَتَيْهِ لِلْمُؤَمَّلِ مُجْتَدى ً
- وفي ساحَتيهِ لِلْمُرَوِّعِ مَوئِلُ
- سَما وَالشَّبابُ الغَضُّ يَقْطُرُ مُاؤُهُ
- إلى حيثُ يُقْصي النَّظْرَة َ المُتَأَمِّلُ
- وَكانَ أَبوهُ يَرْتَجي خَيْرَهُ الوَرى
- وَهذا المُرَجَّى مِنْ بَنيهِ المُؤَمَّلُ
- وَقَدْ وَلِهَتْ شَوْقاً إِلَيْهِ وِزارَة ٌ
- لَها في بَنى إسحاقَ مَثوى ً ومَنْزِلُ
- بِهِمْ زُيِّنَتْ إذُ زِينَ غَيرُهُمْ بها
- وَقَدْ يَسْتَعيرُ الحَلْيَ مَنْ يَتَعَطَّلُ
- وَشامَ لَها الأعداءُ بَرْقاً فَأَصْبَحَتْ
- عَلَيهِمْ بِشُّؤبوبِ المَنيَّة ِ تَهْطِلُ
- وقد خَيَّمَتْ فيها بِدارِ مُقامَة ٍ
- فليسَ لَها عَنْ رَبْعِهِمْ مُتَحوَّلُ
- وَلِلدُّرِّ حُسْنٌ حَيْثُ عُلِّقَ عِقْدُهُ
- وَلكنَّهُ في جِيدِ حَسناءَ أَجْمَلُ
- مِنَ القَوْمِ لا مَأْوى المَساكِينِ مُقْفِرٌ
- لَدَيْهِمْ، ولا مَثوَى الصَّعالِيكِ مُمْحِلُ
- غَطارِفَة ٌ إن حُورِبُوا أَرْعَفُوا القَنا
- وَإن سُئلوا النُّعْمى لَدى السِّلمِ أَجزَلُوا
- فَدُونَكَها غَرَّاءُ لَوْ رامَ مِثْلَها
- سِوايَ بليغٌ ظَلَّ يُصْفِي وَيُجْبِلُ
- دَنَتْ وَنَأَتْ إذْ أَطْمَعَتْ ثُمَّ أَيْأَسَتْ
- وَقد أحْزَنَ الرَّاؤونَ فيها وَأَسْهَلوا
- فَأَجْزَلُها بُرْدٌ عَلَيْكَ مُسَهَّمٌ
- وَأَسْهَلُها عِقْدٌ لَدَيْكَ مُفَصَّلُ
- وَها أَنا أَرْجو أَنْ نَعِيشَ بِغِبْطَة ٍ
- جَميعاً وأنتَ المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ
- فَمِنكَ نَدى ً غَمْرٌ وَمِنِّيَ شُكْرُهُ
- ونحنُ كما نَهوى أَقولُ وَتَفْعَلُ
المزيد...
العصور الأدبيه