الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي >>
قصائدابن عنين
لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي
ابن عنين
- لو أنَّ غيرَ الدهرِ كان العادي
- لتبادرتْ قومي إلى إنجادي
- ولدافعتْ عنكَ المنونَ فوارسٌ
- بيضُ الوجوهِ كريمة ُ الأجداد
- قومٌ بنى شاذي وأيوبٌ لهم
- فخراً تليداً فوق مجدٍ عادي
- من كلِّ وضّاحٍ إذا شهدَ الوغى
- روَّى الأسنة َ من دمِ الأكباد
- كسبوا المكارمَ من متونِ صوارمٍ
- وجنوا المعالي من صدورِ صعادِ
- المبصرونَ إِذا السنابكُ أطلعتْ
- شمسَ الظهيرة ِ في ثيابِ حدادِ
- لم تَنْبُ في يومِ الهياجِ سيوفُهم
- عن مضربٍ ونَبَتْ عن الأغماد
- قسماً لو أنّ الموتَ يقبلُ فدية ً
- عزَّتْ لكُنتُ بمُهجتي لك فادي
- قد كنتُ أرجو أن أراكَ مُقاسِمي
- في خفضِ عيشٍ أو لقاءِ أعادي
- وأَراكَ في يوميْ وغى ً ومسرَّة ٍ
- قلبَ الخميسِ وصدرَ أهلِ النادي
- وأراكَ مِن صدإِ الحديد كأنما
- نضختْ عليك روادعٌ بالجادي
- فجرى القضاءُ بضدّ ما أمّلتهُ
- فيهِ وأرهفَ حدَّهُ لعنادي
- خانَتْني الأيامُ فيك فقرَّبتْ
- يومَ الرَّدى من ليلة ِ الميلاد
- ورَمتْنيَ الأقدارُ منكَ بلوعة ٍ
- باتتْ تأجّجُ في صميمِ فؤادي
- لهفي عليكَ لو کنَّ لهفاً نافعٌ
- أو ناقعٌ حَرَّ الفؤادِ الصادي
- ياليتَ أنكَ لي بقيتَ وبيننا
- ما كنتُ أشكو من جوى ً وبعادِ
- قد أسعدتْني بعدَ فقدك أدمعٌ
- ذرفٌ وخامَ الصبرُ عن إسعادي
- وعدمتُ بعدك لذَّة َ الدنيا فقد
- أنسيتها حتى نسيتُ رقادي
- أبقيتُ في كبدي حزازة ً
- تَبْدُو لأهل الحشر يومَ معادي
- فسقى ضريحكَ كلَّ دانٍ مسبلٍ
- متواصلِ الإبراقِ والإرعادِ
- حتى تُرى عرصاتُ قبرِكَ روضة ً
- موشيَّة ً كوشائعِ الأبرادِ
- فلقد مضيتَ وما كسبتَ خطيئة ً
- وتركتَ دارَ بليِّة ٍ وفسادِ
- وسكنتَ داراً ملكها لك خالدٌ
- وتركتَ داراً ملكها لنفادِ
المزيد...
العصور الأدبيه