الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ >>
قصائدابن عنين
لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ
ابن عنين
- لا تعرضنَّ لضيقِ المقلِ
- فتبيتَمن أمنٍ على وجلِ
- واترك ظِباء التركِ سانحة ً
- لا تعترضْ لحبائلِ الأجلِ
- فمتى يُفيقُ وقيذُ نافذة ٍ
- مشحوذة ٍ بالسِحر والكحَلِ
- لا يوقعنَّكَ عذبُ ريقتها
- أنا من سُقيتُ السُّمَّ في العسلِ
- من كلّ مائسة ٍ منعَّمة ٍ
- غرقى الأياطلِ فعمة َ الكفلِ
- خطرتْ بمثلِ الرمحِ معتدلٍ
- ورنتْ بمثلِ الصارمِ الصقلِ
- وتنفَّستْ عن عنبرٍ عبقٍ
- وتبسَّمتْ عن واضحٍ رتلِ
- خودٌ تعثّرُ كلما رقصتْ
- من شعرها بمسلسلٍ رَجِلِ
- بيضاءُ تنظرُ من مضيَّقة ٍ
- سوداءَ تهزأ من بني ثُعَلِ
- وبليَّتي من ضِيق مُقلتِها
- إِنْ خِيفَ فتكُ الأعيُن النُّجُلِ
- تسعى بصافية ٍ مُعتَّقة ٍ
- تبدو لنا في الكأسِ كالشُّعَلِ
- هجرتْ بلوذانا مهاجرة ُ
- وتنصّلتْ من غلظة الجبلِ
- وتعتَّقتْ في آبلٍ حقباً
- لم تُمتَهنْ مزجاً ولم تُذَلِ
- ودنتْ كأنَّ شعاعها قبسٌ
- بادٍ وإِنْ جلَّتْ عن المثَلِ
- في روضة ٍ عُنيَ الربيعُ بها
- فأبانَ صنعة َ علة ِ العِللِ
- وكأنَّ آذاراً تنوَّقَ في
- ماحاكَ من حُلَلٍ لها وحُلي
- وكأنما فَرشتْ بساحتها
- فَرُشَ الزُّمرُّدِ راحة ُ النَّفَلِ
- وكأن كفَّ الجوّ من طربٍ
- نثرتْ عليها أنجمُ الحملِ
- شقَّ الشقيقُ بها ملابسَهُ
- حزناً على ديباجة ِ الأصلِ
- فكأنَّه قلبٌ تصدَّعَ عنْ
- سودائِه فبدتْ من الخَلَلِ
- خطبَ الهزارُ على منابرها
- فاعجبْ لأعجمَ مفصحٍ غزلِ
- ودعتْ حمائمُها مرجّعة ً
- فوقفتُ في شغلٍ بلا شغلِ
- فكأنَّ في أغصانها سَحَراً
- ثاني الثَّقيلِ ومطلقِ الرملِ
- وكأنّما أغصانها طربتْ
- فتأوّدتْ كالشاربِ الثملِ
- جَرَّ النسيمُ بها مَطارِفَهُ
- فتنفَّستْ عن عنبرٍ شَمِلِ
- همَّ الأٌاحُ بلثمِ نرجسها
- فثنى له ليتاً ولم يطلِ
- وتنظَّم المنثورُ وافتضحَ النَّـ
- مامُ وانقبضتْ يدُ الطَّفلِ
- وأسالَ باناسٌ ذوائبَهُ
- فتجعدتْ في ضيّق السُّبُلِ
- أنّى اتجهتَ لقيتَ منبجساً
- متدفقاً في يانعٍ خضلِ
- فكأنّها استسقتْ فباكرها
- كفُّ العزيزِ بمسبلٍ هَطِلِ
- يغشى الوغى والحربُ قد كشرتْ
- للموتِ عن أنيابها المصلِ
- والشمسُ كالعذراءِ كاسفة ٌ
- محجوبة ٌ بالنّقعِ في كللِ
- ملكٌ صوارمهُ رسائلهُ
- إنَّ الصوارمَ أبلغَ الرسلِ
- ملكٌ قصرتُ على مدائحهِ
- شعري وعندَ نوالهِ أملي
- لا أبتغي من غيره نعماً
- كم عفتُ من بِرٍّ تعرضَ لي
- عثَّرتَ خلفكَ كلَّ ذيث كرمٍ
- يجري وراكَ وأنتَ في مَهَلِ
- ومتى ينالُ علاكَ مجتهدٌ
- هيهاتَ أين التُرْبُ من زُحَل
- سفهاً بحلمي إِن تركتُ أَتِـ
- ـيَّ السيلِ واستغنيتُ بالوَشَلِ
المزيد...
العصور الأدبيه