الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ >>
قصائدابن عنين
عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ
ابن عنين
- عسى البارق الشاميُّ يهمي سحابهُ
- فتخضلَّ أثباجُ الحمى ورحابهُ
- وتسري الصباي جانبيه عليلة ً
- كما فتقتْ من حضرميّ عيابهُ
- خليليّ ما لي بالجزيرة لا أرى
- للمياءَ طيفاً يزدهيني عتابهُ
- فيا من لراجٍ أنْ تبيتَ مُغِذَّة ً
- ببيداءَ دونَ الماطرونَ ركابهُ
- إذا جبلُ الريُّانِ لاحتْ قبابهُ
- لعيني ولاحتْ من سنيرِ هضابه
- وهبَّتْ لنا ريحٌ أتتنا من الحِمى
- تحدثُ عمّا حمّلتها قبابه
- وقامتْ جبالُ الثلج زُهراً كأنها
- بقيَّة ُ شيبٍ قد تلاشى خضابُه
- ولاحتْ قصورُ الغوطتين كأنها
- سفائنُ في بحرٍ يعبُّ عُبابُه
- وأعرض نسرٌ للمصلَّى غديَّة ً
- كما انجابَ عن ضوءِ النهار ضَبابُه
- لثمتُ الثرى مستشفياً بترابه
- ومَن لي بأنْ يَشفي غليلي ترابُه
- ومستخبرٍ عنَّا وما من جهالة ٍ
- كشفتُ الغِطا عنه فزالَ ارتيابُه
- وأَذْكَرُتُه أيام دمياط بيننا
- وبين العدى والموتُ تهوي عُقابُه
- وجيشاً خلطناهُ رحابٌ صدورهُ
- بجيشٍ من الأعداءِ غلبٍ رقابه
- وقد شرقتْ زرقُ الأسنَّة ِ بالدما
- وأنكرَ حدَّ المشرفيِّ قرابه
- وعرَّد إلاَّ كلَّ ذمرٍ مغامسٍ
- ونكَّبَ إلاّ كلَّ زاكٍ نصابه
- تركناهمُ في البحر والبر لُحمة ً
- تقاسمهمْ حيتانه وذئابه
- ويوماً على القيمون ماجتْ متونهُ
- بزرق أعاديه وغصَّتْ شِعابُه
- نثرنا على الوادي رؤوساً أعزَّة ً
- لكل أخي بأسٍ منيعٍ جنابُه
- ورضنا ملوكَ الأرض بالبيض والقنا
- فذلَّ لنا من كل قطرٍ صعابه
- فكم أمردٍ خطَّ الحسامُ عذاره
- وكم أشيبٍ كان النجيعَ خضابه
- وكم قد نزلنا ثغرَ قوم أعزَّة ٍ
- فلم نَرْتَحِلْ حتى تَداعى خرابُه
- وكم يوم هولٍ ضاقَ فيه مجالُنا
- صبرنا له والموتُ يُحرق نابُه
- يسيرُ بنا تحتَ اللواءِ ممدَّحٌ
- كريمُ السجايا طاهراتٌ ثيابُه
- نجيبٌ كصدرِ السمهريِّ منجّحٍ الـ
- ـسرايا كريمُ الطبعِ صافٍ لبابُه
- من القومِ وضَّاحُ الأسرَّة ِ ماجدٌ
- إِلى آلِ أيوبَ الكرامِ انتسابُه
- ففرَّج ضيقَ الْقَوْمِ عنَّا طعانُه
- وشتَّت شملَ الكفر عنّا ضِرابُه
- وأصبح وجهُ الدين بعد عبوسهِ
- طليقاً ولولاهُ لطالَ اكتئابه
- جهادٌ لوجه اللهِ في نصر دينهِ
- وفي طاعة ِ اللهِ العزيزِ احتسابُه
- حميتُ حمى الإسلامٍ فالدينُ آمنٌ
- تُذاد أقاصيهِ ويُخشى جنابُه
- وما بغيتي إِلاَّ بقاؤك سالماً
- لذا الدينِ لا مالٌ جزيلٌ أُثابُه
المزيد...
العصور الأدبيه